“طيران الخليج” و“القطرية” يغذيان عجز مقاعد المسافرين داخليا
جدة " المسلة " … أكد عدد من خبراء صناعة النقل الجوي أن نجاح الشركتين الفائزتين في تحسين الخدمة وتوفير رحلات داخلية يعتمد على عدالة المشرع في المعايير التنافسية وتوزيع الامتيازات وتحديد الأسعار معتبرين أن الفترة المقبلة ستشهد نقلة نوعية بقطاع الطيران المدني. وقالوا: إن الابتعاد عن التسعير العشوائي سيضمن للشركتين الجديدتين الاستمرار في السوق، مشيرين إلى ان اسعار الوقود هي الفيصل في امكانية الحصول على حصة متميزة في كعكة سوق النقل الجوي في المملكة.
واكدوا أن المواطن سيكون المستفيد من تلك المنافسة، وستحل ازمة عدم توافر المقاعد لاسيما في الرحلات الداخلية في المناطق النائية.
من ناحيتهم اعتبر مواطنون ان دخول شركتين بحجم طيران الخليج، والقطرية سيعمل على حل ازمة الزحام على الخطوط السعودية لاسيما في المواسم والاعياد، مشيرين إلى ان السعر سيكون هو عامل الجذب الاول لاختيار ونجاح هاتين الشركتين حال دخولهما الخدمة في اجواء المملكة.
منافسة شديدة:
وقال علي محرق خبير في صناعة النقل الجوي: «أعتقد أن هذه الرخصة تعد نقلة نوعية في صناعة النقل الجوي في المملكة سينتج عنها ايجاد وتأسيس منافسة شديدة بين الشركات الناقلة في السعودية وبالتالي المواطن سيستفيد من ايجاد مناخ جديد من المنافسة التي تصب في مصلحة المسافر، وتوفير مساحة من الاختيار، والمقاعد. وشدد على أهمية تحسين شركات الطيران السعودية لمستوى خدماتها الأرضية والجوية على حد سواء موضحًا أنه حتى تتمكن الشركات الجديدة من تحقيق أهدافها وأهداف الوطن لتحسين النقل الجوي يجب على المشرع أن يقدم محفزات لهذه الشركات ومنها مراجعة أسعار الوقود.
واشار محرق إلى أن شركتي «سما» و»ناس» قاستا من أسعار الوقود وبالتالي تواضعت نتائجهما لذا فلا يعطى لشركة دون أخرى محفزات مفضلة على الأخرى لأن شروط المنافسة إعطاء فرص عادلة للجميع. وطالب محرق من المشرع «هيئة الطيران المدني» إيجاد عملية مقاييس تنافسية ومراقبتها ومراقبة الأسعار مع الاستمرار في تحديث مطاراتها ومرافقها في المملكة.
محفزات التنافس :
وعن عنصر المنافسة وما سيحقق من ربحية للشركات الناقلة قال: «اعتقد ان المحفزات التي ستقدم ودعم المشرع والدولة هذه الشركات وتحسين خدماتها سيحقق لها عائد مادي جيد، اذا لم تحقق هذه الشركات عائد مادي على استثماراتها ستؤول إلى ما آلت إليه الشركات الاخرى، واضاف: عناصر التكلفة لمنتجات هذه الشركات يجب أن يكون محل مراجعة يومية وموسمية للتأكد من أنها تقدم بسعر منافس وتقدم عائدا لان نظرية خفض الاسعار بطريقة عشوائية سيؤذي الشركة التي تقدم اسعارًا غير عادلة وتؤذي الاخرين».
ونصح محرق شركات النقل الجوي خاصة التي تأسست حاليًا بعدم اتباع منطق تحقيق العائد المادي لانه خطأ تقع فيه كثير من الشركات، مبينًا أن صناعة النقل الجوي تتطلب الصبر والاستثمار في تقديم الخدمة حتى تحقق عائدًا ماديًا فهي صناعة طويلة ومتأنية يواكبها زخم من الدأب والصبر لتحقيق عائد مادي على المدى الطويل.
قطاع السياحة :
وعن قطاع السياحة وتأثره بالشركات الجديدة قال: إن تحسين التجهيزات على الأرض وتحسين الخدمة المقدمة سيحقق عائدًا على صناعة السياحة للمملكة بإيجاد مقعد للمواطن للسفر داخل المملكة بسعر ووقت مناسب له سيثري صناعة السياحة، فالحصول على مقعد في الطيران الداخلي اصبح مشكلة، لاسيما وان «السعودية» هي التي تستحوذ على الحصة الاكبر، وتعمل حسب طاقاتها، مما يعني أن الشركات الجديدة ستؤمن مقاعد داخلية كثيرة وسيستطيع المواطن التنقل من مدينة إلى أخرى بسهولة».
خصخصة الطيران:
وعن الخصخصة ودور رجال الأعمال في الاستثمار في صناعة النقل الجوي قال محرق: «أعتقد أننا بدأنا تخصيص أو خصخصة المرافق الحكومية مثل الكهرباء وشركات الطيران وغيرها في وقت مبكر، وهذه المرافق تقدم خدمات للمواطن والمقيم لذا يجب أن يحدث فيها تغيير وتحسين لمستوى خدماتها المقدمة قبل خصخصتها.
الطاقة الاستيعابية:
من جهته قال الدكتور سعد الأحمد أستاذ الطيران المساعد بكلية الملك فيصل الجوية إن الخطوط السعودية تتعذر أن أسطولها الجوي لا يكفي لتغطية الرحلات الداخلية والخارجية، وأن المواطنين يعانون من عدم توفر مقاعد في الرحلات الداخلية لأن حجم السوق السعودي يمثل أربعة أضعاف الطاقة الاستيعابية للناقل الوطني المتمثل في «الخطوط السعودية» و»شركة ناس»، فأغلب المسافرين الجاحزين لا يجدون مقاعد لعدم وجود طائرات كافية، والحل في فتح الباب لناقلين جويين بعد عمل مزايدة وفحص واختبار ومنافسة، وبعد فوز «طيران الخليج» و»القطرية» فإن ذلك سيخفض جزءًا كبيرًا من الطاقة الاستيعابية للناقلين الجديدين للرحلات الداخلية، مشيرًا إلى أن المشكلة في السعودية ليست في الرحلات الدولية ولكن في أن الخطوط السعودية لا تلتفت للرحلات الداخلية ولا تعطى حقها من الطاقة الاستيعابية خاصة رحلات المناطق النائية شمال المملكة».
وأوضح أن الشركات الجديدة سيكون لها حصة، وستؤثر على الخطوط السعودية إذا أتيحت لها العمل على الرحلات الاقليمية مما سيقلص من كعكعة الخطوط السعودية من رحلات القاهرة وبيروت واوروبا القربية خاصة مع وجود فرق بين الجودة النوعية للخطوط السعودية والجودة النوعية للخطوط القطرية التي تعد أفضل بكثير.
وأعتبر الأحمد أن صناعة النقل الجوي في المملكة ومنظومتها الكبيرة ستشهد تحسنًا لوجود ثلاث اختيارات من الناقلات الجوية الجديدة إلى جانب الناقل الوطني مما سيعود بالفائدة على الراكب «العملاء» وعلى الاقتصاد الوطني والتجارة البينية داخل المملكة كل ذلك يعتمد على قدرة هيئة الطيران المدني بالزام المشغلين الجدد لاعطاء طاقتهم الاستيعابة للرحلات الداخلية دون التركيز على الرحلات الدولية.
امتيازات :
أبدى الأحمد تخوفه على الشركتين الجديدتين خاصة «الخليج» لانها تعاني من مشكلات مالية وعليها خسائر تقدر بمليار دولار وعلى الرغم من دخولها بمستثمر سعودي الا ان التخوف الأكبر هو قدرتها على الاستدامة على عكس الشركة «القطرية» التي تمتلك القدرة لما لديها من ملاءة مالية ضخمة وستضرب اكثر من عصفور بحجر واحد لدخولها السوق السعودي.
وعن الامتيازات التي تتحقق بدخول هاتين الشركتين، قال الأحمد: «نظريًا سيجد المواطن جحوزات وسهولة للحصول على مقعد داخلي لكن هل سيكون بسعر متاح ؟! نحن ننتظر قرار مجلس الوزراء الذي صدر منذ ثلاثة أسابيع لتحديد شرائح الاسعار الجديدة للرحلات الداخلية لانها التي ستفصل وتحدد، إما عزوف المواطن والمقيم عن النقل الجوي وخسارة الشركات وإما أن تكون الأسعار متدنية وتخرج الشركتان من السوق السعودي أو أن تكون الأسعار متوازنة وتعطي الربح لمواصلة الخدمة ورضا المسافرين».
فتح الاجواء :
ومن جهته أكد الخبير والمحلل الاقتصادي فضل البوعينين أن فتح السوق السعودية لناقلين جويين خليجيين سيساعد كثيرًا في تحسين أداء السوق وتوفير الخدمة وسيحقق تنافسية يمكن أن تقود إلى تحسين الخدمة مستقبلًا، معتبراُ أن «الخطوط الجوية القطرية» من أفضل شركات الطيران العالمية خاصة لحصولها على تصنيفات متقدمة في التصنيف العالمي للطيران المدني وهذا أكبر شاهد على قدرتها على تقديم الخدمة إضافة إلى القدرة المالية والدعم الحكومي لها يمكن أن يكون فاعليًا في هذه المرحلة، والسوق السعودية تحتاج إلى شركة مليئة قادرة على تقديم الخدمة الجيدة وتوفير التمويل المناسب متى احتاجته لان السوق السعودية سوق واسعة وقطاع الطيران المدني واسع ويحتاج على استثمارات جيدة.
أما فيما يتعلق بـ»خطوط الخليج» قال: «لا أعتقد انها الخيار الأمثل في الوقت الحالي السبب الرئيس يرجع إلى أنها تعاني من مشكلات مالية وتسرح بعض موظفيها وهي في حاجة مستمرة إلى الدعم الحكومي الذي لا يمكن أن يتوفر لها في الوقت الحالي وقبل أسبوعين تقريبًا تقدمت بطلب للحكومة البحرينية من أجل دعمها ماليًا نتيجة مشكلات مالية في الشركة وعليه أرى أن «الخليج» ليست الشركة المناسبة للسوق السعودي إلا أن تكون هناك استثمارات وتعهدات باستثمارات مالية من الشركاء الجدد عندها يمكن أن تختلف الصورة».
وأضح البوعينين أن المنافسة تساعد على تطوير الخدمة وتحسينها للمستهلكين مستشهدًا بقطاع الاتصالات عندما كانت تستحوذ عليه «شركة واحدة، وانفرادها بالسوق جعلها لا تتشجع لتطوير الخدمة وخفض الأسعار، ولكن بعد دخول شركة أخرى إلى السوق أصبح هناك تنافس أدى إلى تطوير الخدمة وخفض الأسعار كما هو متبع في جميع الأسواق العالمية، ومن الطبيعي أن تكون المنافسة في قطاع الطيران المدني محسنة للخدمة الحالية بشرط أن تكون المنافسة عادلة فإذا أردنا نجاح الشركات الجيدة علينا أن نضمن تحقيق العدالة التنافسية في السوق والتي تعتمد من الدرجة الأولى على الأنظمة والقوانين فما تتمتع به «الخطوط السعودية» يجب أن تتمتع به الشركات الأخرى خاصة فيما يتعلق بأسعار الوقود وأسعار المناولة الاقتصادية والخدمات الأرضية والمطارات مؤكدًا على توفير المنافسة العادلة بين جميع الشركات هو الكفيل بتحقيق نجاح قطاع الطيران المدني .
وأشار البوعينين إلى أن الشركة «القطرية» عندما دخلت السوق السعودي فقد دخلت من نافذة النقل المحلي وكانت تفكر أيضًا بالنقل الدولي وهذا سيمكنها من نقل رحلات «الترانزيت» إلى الدول الأخرى لذا ستعمل على خطوط متوازية المحلية والدولية وهذا ربما يساعدها على تعويض أي خسائر يمكن أن تتكبدها في السوق المحلية خاصة إذا أضفنا حركة الطيران في الحج ومواسم العمرة وهذا في حد ذاته يعتبر عامل جذب لكل شركات الطيران للدخول إلى السوق السعودي.
مستوى الخدمة :
من جهة ثانية اعرب مواطنون عن فرحتهم وشعورهم بوصول صدى الأصوات الناقدة والمتذمرة من أداء «الخطوط السعودية» والذي برز تعثرها في حل مشكلات الطيران الداخلي، بداية من أزمة المقاعد ومحدوديتها وتعليق كثير من الرحلات أو إلغائها وتردي مستوى الخدمة المقدمة معتبرين أن فوز الشركتين الخليجيتين سيسهم في حل مشكلات المواطنين الذين طالبوا بضرورة فتح المجال أمام شركات طيران الأجنبية أوالخليجية لتسيير التنقل بين مدن المملكة، وايجاد فرص تنافسية ترفع مستوى الخدمة وتمنح خيارات متعددة للمسافرين.
يقول أبو عبدالله: «رغم ما واجهته شركتا «سما» و»ناس» إلا أنني أرى الأمر مختلفًا إذ أن طيران «القطرية» وتمتعها بمكانة متقدمة عالميا، يمكنها من تقديم خدمات داخلية.
ويكشف عن نقلة نوعية في مجال النقل الجوي الداخلي، وسيعمل على تحسين مستوى خدمة الخطوط من منطلق المنافسة الشريفة». ويوافقه في الرأي خالد السعيد، الذي قال: سنشهد نقلة نوعية في حال دخول «القطرية» ولكن الشريك له افكار تختلف وهدفه الكسب المادي مهما كان الثمن، وتوزيع المحطات الداخلية على الشركات الجديدة، حسب رغبة الطيران المدني يحد من التنافس. فيما عبر محمد عبدالرحمن عن سعادته قائلًا: «أتمنى أن تكون الشركتان افضل من حيث الكفاءة من الشركتين الموجودتين من خلال مواعيد الرحلات واسعار التذاكر والخدمات التى تقدم للمسافرين وأرى أنها شركات عريقة ولها سمعة ممتازة. ويقول جمال الدين: «عانينا من تأخر المواعيد ومحدودية المقاعد، ودخول شركتين جديدتين لهما سمعة طيبة سيحل الكثير من المشكلات، ويخفض الضغط على الرحلات الداخلية لا سيما في المواسم والاعياد.
رحلات داخلية ودولية تصب في مصلحة المسافرين:
وكانت الهيئة العامة للطيران المدني اصدرت بيانا الجمعة الماضي، عن فوز كل من «شركة طيران الخليج وشركائهم» و»شركة الخطوط الجوية القطرية» برخصتي النقل الجوّي الوطني لتقديمهما أفضل العطاءات المتنافسة بعد منافستهما مع أربع عشرة شركة طيران أخرى على ثلاث مراحل حيث تم فرزها ودراستها وفق معايير محددة، تشملت درجة الكفاءة التشغيلية، ومستوى الملاءة المالية، وكذلك واقع الخبرة التراكمية وعدد سنوات التجربة في مجال صناعة الطيران والنقل الجوي وغيرها، وقد تضمن ملف (شركة طيران الخليج وشركاءها) خططًا تشغيلية رفيعة؛ تشكل إضافة لصناعة النقل الجوي بالمملكة، وتنفيذ رحلات داخلية ودولية تصب في مصلحة المسافرين لدرجتي رجال الأعمال والضيافة فيما قدمت (شركة الخطوط الجوية القطرية) عرضًا ركزت من خلاله على تقديم خدمات نوعية للمسافرين وفق معايير عالمية على الرحلات الداخلية والدولية وستبدأ الشركتان الفائزتان استكمال الإجراءات النهائية للحصول على التراخيص اللازمة للتشغيل، والتي ستستغرق من ثلاثة إلى ستة أشهر، ووفق جاهزيتهم التشغيلية.
62% يتوقعون خدمة مميزة و47% يأملون في انخفاض أسعار التذاكر :
أظهرت نتائج استبيان «المدينة» عن أبرز الأمور التي يتطلع أن يجدها المواطن على رحلات «شركة طيران الخليج وشركائهم» و»شركة الخطوط الجوية القطرية» واللاتي فازتا برخصة النقل الجوي الوطني من الهيئة العامة للطيران المدني» عن أن الغالبية المستطلعة آراؤهم (62%) يتطلعون إلى توفير رحالات داخلية تسمح لهم بالتنقل بين مدن المملكة بسهولة وفي الوقت المناسب لهم خاصة بعد معاناتهم من أزمة المقاعد ومحدوديتها بـ «الخطوط السعودية». فيما يرى (47 ٪) منهم أن التنافس بين الشركات سيسهم في خفض أسعار التذاكر، فيما تطلع (39 ٪) إلى تحسين مستوى الخدمة المقدمة للمسافرين، وتوقع 18٪ من العينة أن تقدم لهم امتيازات حديثة وسهولة في إجراءات السفر.
المصدر : المدينة