Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

د. ريحان : اليهود طمسوا هوية سيناء وحفائر الآثار أكدت مصريتها

 

د. ريحان : اليهود طمسوا هوية سيناء وحفائر الآثار أكدت مصريتها

 

القاهرة "المسلة" … يؤكد د. عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء أن الدولة الصهيونية أثناء احتلال سيناء لم تكتف بسرقة وتدمير آثارها بل حاولت تهويد آثار سيناء ونشر ذلك بدوريات علمية فى الخارج وقد كذب الأثريون كل هذه الادعاءات بحفائر ودراسات الأثريون بعد استرداد سيناء .

وقد زور اليهود  تاريخ طريق الرحلة المقدسة للمسيحيين عبر سيناء إلى القدس وادعوا أنه  طريق حج لليهود وقاموا بتشويه النقوش الصخرية المسيحية على هذا الطريق فى منطقة وادى حجاج قرب دير سانت كاترين وقاموا بتصوير أكثر من 400 نقش بوادى حجاج وهى نقوش للعرب الأنباط ونقوش يونانية – لاتينية – أرمينية – قبطية – آرامية ورغم ذلك زعم عالم الآثار اليهودى أفينير نجف أن هذا الطريق كان للحجاج اليهود وحاول اليهود ترسيخ هذا المفهوم إبان احتلالهم لسيناء فقاموا بحفر بعض الرموز المرتبطة بتاريخ اليهود رغم عدم وجود أى أساس تاريخى لها …

وهو نقش الشمعدان أو المينوراه التى تأخذ  شكل شجرة يخرج منها سبعة فروع وذلك لإثبات أحقيتهم بهذا الطريق كطريق لخروج بنى إسرائيل وبالتالى فهو طريق للحج اليهودى لأغراض استيطانية ليس إلا ولا علاقة لها بالدين أو التاريخ أو الآثار مع اعتبار هذا تشويهاً  لنقوش أثرية قديمة بعمل هذه الرموز الحديثة مجاورة للنقوش الأثرية المسيحية .

وقد قام د. ريحان بتكذيب ذلك بدراسة علمية نشرت بالاتحاد العام للآثارين العرب وأكد ان هذا الطريق خاص بالرحلة المقدسة للمسيحيين عبر سيناء إلى القدس من خلال الحقائق الأثرية التى تؤكد وجود العديد من الكنائس والأديرة والنقوش الصخرية المسيحية على طول هذا الطريق بسيناء والذى يبلغ  طوله 575كم وينقسم إلى جزئين طريق شرقى وهو للقادمين من القدس إلى جبل طور سيناء (منطقة سانت كاترين)…

 ويبدأ من العقبة إلى النقب وعبر عدة أودية إلى وادى حجاج حتى  سفح جبل سيناء وطول هذا الطريق 200كم وطريق غربى يبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل سيناء ويبدأ من القدس ، غزة ، رفح ،  الفرما ، عيون موسى ، وادى فيران إلى جبل سيناء وطول هذا الطريق من القدس إلى جبل سيناء 375كم  ويشمل هذا الطريق طريق العائلة المقدسة الممتد من القدس عبر شمال سيناء بطول 150كم .

 

ويضيف د. ريحان أن اليهود ادعوا أثناء احتلال سيناء أن قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا  يهودية وهى القلعة التى تقع  عند رأس خليج العقبة على بعد 8كم من مدينة العقبة  وبناها صلاح الدين عام 567هـ 1171م لصد غارات الصليبيين وحماية طريق الحج واتضحت هذه الادعاءات فيما ذكره  الباحث الإسرائيلى ألكسندر فلندر الذى قام بأعمال مسح أثرى حول جزيرة فرعون عام 1968م بمجموعة من الغواصين البريطانيين والإسرائيليين وتركزت الأعمال البحرية  في المساحة بين الجزيرة والبر ونشر بحثه عام 1977م فى مجلة متخصصة عن اكتشافات الآثار البحرية وهذا البحث هو المصدر الأساسى فى الغرب عن جزيرة فرعون وهو مصدر معلومات المرشدين اليهود لزوار قلعة صلاح الدين من إيلات من جنسيات مختلفة وكذلك بعض المرشدين المصريين والأجانب بالقلعة حيث يذكر فلندر  أن جزيرة فرعون كانت ميناء ومرسى قديم أيام نبى الله سليمان واعتمد على أشياء غبر علمية تم دحضها بالكامل ومنها  أن السور الدفاعى المحيط بالجزيرة مكون من كتل حجرية كبيرة وهى من سمات التحصينات اليهودية.

 
و قد كذّب د. يحان هذه الادعاءات من خلال أعمال الحفر العلمى لبعثة آثار منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية  بعد استرداد سيناء ونشر ذلك فى بحث خاص بالدورية العلمية للاتحاد العام للآثارين العرب حيث أكد أنه لا يوجد أسلوب مميز للتحصينات اليهودية فى عهد نبى الله سليمان لأنه لا يوجد أى تحصينات باقية من عهد نبى الله سليمان حتى ما يزعمون أنه هيكل سليمان فأثبتت الأدلة الأثرية والتاريخية والدينية عدم وجوده من الأصل ونشرد. ريحان ذلك فى بحث تحت عنوان " حقيقة الهيكل المزعوم" .

 

 
كما أكدت الحقائق الأثرية أن سور القلعة أنشأه القائد صلاح الدين لتحصين القلعة ضد غارات الصليبيين وذلك بكشف نص تأسيسى خاص بالسور عثر عليه فى الحفائر التى قامت بها منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية عام 1989م  فى التحصينات الخاصة بالسور بالجهة الجنوبية الغربية قرب البحيرة الداخلية وهى لوحة من الحجر الجيرى مكتوبة بالخط النسخى المنقط فى خمسة أسطر بها اسم منشئ هذا السور فى عهد صلاح الدين وهو على بن سختكمان الناصرى العادلى فى أيام  الملك الناصر صلاح الدين بتاريخ شهر المحرم عام 584هـ  كما عثر على نص تأسيسى خاص بفرن لتصنيع الأسلحة أنشأها صلاح الدين داخل القلعة لقتال الصليبيين.

 

ويؤكد د. ريحان أن جنود الاحتلال الإسرائيلى قاموا بأنفسهم وبالاشتراك مع معهد الآثار بجامعة تل أبيب وفى  مخالفة  للاتفاقات الدولية بأعمال حفر غير علمى بمعبد سرابيت الخادم بجنوب سيناء  ونشرت نتائج هذه الأعمال فى  مجلة الاكتشافات الإسرائيلية  عدد 38 عام 1988حيث قام بنشرها الباحث الإسرائيلى  رافائيل فنتيرا Raphael Ventura   من جامعة تل أبيب تحت عنوان  (المحور المنحنى أو الاتجاه الخطأ دراسات على معبد سرابيت الخادم) وقد قام الباحث المذكور بنقد الدراسات التى دحضت أراء عالم الآثار البريطانى بترى الذى قام بأعمال حفائر بالمعبد عام 1906 وذكر أن المصريين القدماء مارسوا فى هذا الهيكل الطقوس السامية لا المصرية وأن العمال الساميين ساعدوا المصريين فى التعدين فى سرابيت الخادم ولهم كتابة خاصة وتعمد الباحث الإسرائيلى تأكيد  صحة أراء بترى والذى اكتشف فيما بعد عدم صحتها .

ويكذب د. ريحان هذه الادعاءات موضحاً أنه بخصوص مصطلح السامية الذى ذكره بترى فليس له أساس علمى  فهى مجرد فكرة ابتدعها العالم الألمانى اليهودى (أوجست لود فيج شلوتر) عام 1781م  واعتمدت السامية على فكرة الأنساب الواردة فى التوراة والتى قامت على بواعث عاطفية على أساس حب الإسرائيليين أو بغضهم لمن عرفوا من الشعوب والمقصود بها إسقاط جغرافية التوراة على فلسطين وما حولها ترسيخاً لأفكارهم الاستعمارية وإذا جئنا للأنساب فالعرب العاربة والمتعربة والمستعربة ينتسبوا لسام بن نوح إذاً فمصطلح السامية لا علاقة له بتاريخ اليهود.

 

أما بخصوص الكتابة التى يتحدث عنها بترى والذى اعتقد أنها كتابة مجهولة لها علاقة ببنى إسرائيل فيوضح د. ريحان  أنها الأبجدية السينائية المبكرة Proto- Sinatic Alphabet  الأبجدية الأم لأنها نشأت فى سيناء بين القرنين 20- 18 قبل الميلاد فى منطقة سرابيت الخادم ثم انتقلت إلى فلسطين  فيما عرف بالأبجدية الكنعانية مابين القرنين 17 – 15 قبل الميلاد حتى انتقلت هذه الكتابة للأرض الفينيقية  ورغم عثور الباحث على لوحة تؤكد مصرية هذا المعبد عليها خرطوش للملك تحتمس الثالث إلا انه فسّر من خلالها  برؤيته الصهيونية الاستعمارية عمارة المعبد بأنها لا علاقة لها  بالعمارة فى مصر القديمة .

 

وتؤكد الحقائق الأثرية أن معبد سرابيت الخادم مصرى 100%  و أنه لم  يطلق على سيناء أرض الفيروز من فراغ بل لأنها كانت مصدر الفيروز فى مصر القديمة حيث سجلت أخبار حملات تعدين الفيروز على صخور معبد سرابيت الخادم بسيناء الذى  يبعد 268كم عن القاهرة وعلى بعد 60كم جنوب شرق  أبو زنيمة وسبب التسمية بسرابيت الخادم هو أن السربوت مفرد سرابيت تعنى عند أهل سيناء الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها و هو ما يعرف بالأنصاب ومفردها نصب  وكانت كل حملة تتجه لسيناء لتعدين الفيروز منذ الأسرة الثالثة وحتى الأسرة العشرون ينقشوا أخبارها على هذه الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها الموجودة بالمعبد.

 أما كلمة الخادم فلأن هناك أعمدة بالمعبد تشبه الخدم السود البشرة ويقع المعبد على قمة الجبل الذى يرتفع 300م عن المنطقة حوله طوله 80م وعرضه 35م وقد كرّس لعبادة حتحور التى أطلق عليها فى النصوص المصرية القديمة (نبت مفكات) أى سيدة الفيروز كما يضم المعبد قاعة لعبادة سوبد الذى أطلق عليه (نب سشمت) أى رب سيناء وبالمعبد هيكلين محفورين فى الصخر أحدهما خاص بالمعبودة حتحور.

 

 وأقيم فى عهد الملك سنفرو والآخر خاص بالمعبود سوبد ومدخل المعبد تكتنفه لوحتان أحداهما من عصر رمسيس الثانى والأخرى من عصر الملك ست نخت أول ملوك أسرة 20 ويلى المدخل صرح شيد فى عصر تحتمس الثالث يؤدى لمجموعة من الأفنية المتعاقبة التى تتضمن الحجرات والمقاصير وشيد البعض منها دون التزام بتخطيط المعبد وهذا ما دعى بترى لا ستغراب التخطيط  فنسبه للمصطلح المبتدع السامية.

 

 وكان المصريون القدماء يستخرجون الفيروز من منطقة سرابيت الخادم ومن منطقة المغارة القريبة منه ولا تزال بها حتى الآن بقايا عروق الفيروز التى استخرجها المصريون القدماء وأرسلت البعثات لاستخراج الفيروز والنحاس من سيناء منذ عهد الدولة القديمة ففى الأسرة الثالثة (2686- 2613 ق.م.) أرسل الملك زوسر حملة تعدين لسيناء وفى الأسرة الرابعة (2613- 2498 ق.م .) أرسل سنفرو عدة بعثات لاستخراج الفيروز والنحاس من سيناء وتوالت البعثات بعد ذلك فى الأسرة الخامسة (2494 – 2345 ق.م.) و أسرة 12 (1991- 1786 ق.م.) وأسرة 19 (1318- 1304 ق.م.).
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله