مطار الكويت الدولي: الملاحة الجوية الكويتية الأكثر نمواً والأقل اهتماماً حكومياً
أظهرت إحدث الإحصائيات الصادرة عن مطار الكويت الدولي زخم حركة الملاحة الجوية في هذا البلد رغم قلة عدد سكانه وصغر مساحته مقارنة مع دول الجوار والعديد من دول العالم ما يؤكد وبما لا يدفع مجالا للشك المستقبل الواعد الذي ينتظره فيما لو اولت الحكومة اهتماما اكبر لقطاع الملاحة الجوية وما يستلزمه ذلك من انشاء مطار جديد وتوسعة المطار الحالي.. وسن تشريعات وقوانين جديدة جاذبة للسياحة والمستثمرين ولعموم الزوار بما في ذلك تعزيز ودعم شركات الطيران المحلية والوطنية لتمكينها من دخول حلبة المنافسة العالمية والاقليمية.
نصيب الأسد:
ولاحظت (النهار) ومن واقع تلك الاحصائيات التي غطت موسم صيف واعياد واجازات العام الحالي 2012 انه وبالاضافة الى الرحلات المبرمجة زمنيا وبصورة منتظمة للعديد من شركات الطيران الخليجية والعربية والعالمية التي يشد المسافرون فيها الرحال الى بعض الوجهات السياحية مثل لبنان ومصر ودبي والاردن وتركيا ودول الشرق الاقصى مثل ماليزيا وتايلند وسيريلانكا فان هناك نحو 125 رحلة اضافية خلال فترة لا تزيد عن 3 شهور وهي الفترة الواقعة ما بين 29/6 – 30/9/2012 يستأثر الناقل الوطني «اي الخطوط الجوية الكويتية» بنصيب الاسد باكثر من الثلث وبعدد 54 رحلة اضافية، يليه في المرتبة الثانية مباشرة «طيران القاهرة» ولكن بحجم ثلث حصته اي بواقع «15» رحلة اضافية فقط ليحل بعدهما طيران «فلاي دبي» بالمرتبة الثالثة وبعدد «13» رحلة اضافية لاغير.
السياحة الدينية:
هذا التميز في حركة «الناقل الوطني» انسحب ايضا على حصته من رحلات السياحة الدينية سواء الى الاراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية او المزارات والعتبات المقدسة في كل من «كربلاء» في العراق.. او «مشهد» و«قم» في ايران وغيرها.. بعد ان اظهرت الاحصائيات الواقعة ما بين 13/10 الى 31/10 من العام 2012 ان هناك 153 رحلة الى الحج فقط استأثرت فيها «الكويتية» بعدد 30 رحلة مغادرة من اصل 80 رحلة لتحتل المرتبة الثانية بعد الطيران السعودي الذي استأثر بعدد 37 رحلة تلاه طيران «ناس» في المرتبة الثالثة بعدد 8 رحلات ثم طيران الجزيرة في المرتبة الرابعة بعدد 5 رحلات فقط لاغير.
غيض من فيض:
ومع ذلك.. فقد تميز الناقل الوطني «الكويتية» مجددا في رحلات العودة من الحج بعد ان احتل المرتبة الاولى واستأثر بعدد 31 رحلة عودة من اصل 73 رحلة وضعت الطيران السعودي في المرتبة الثانية بعدد 29 رحلة بينما احتفظ طيران «ناس» وطيران «الجزيرة» بموقعيهما الثالث والرابع وبذات الحصة لرحلات الذهاب.. وهذا الاستدلال ما هو الا «غيض من فيض» اذا ما علمنا ان عدد المحطات المشغلة من والى مطار الكويت الدولي يفوق «110» وجهات وان عدد شركات الطيران التي تهبط في المطار وتقلع منه لجميع انحاء العالم يبلغ حاليا 77 شركة.
طائر جريح:
ان نتائج هذه الاحصائيات ان دلت على شيء فإنما تدل على زخم حركة ونشاط هذا «الطائر الازرق الجريح» الذي ورغم «المخاض العسير» الذي يمر به الا ان حركته ونشاطه فاق «اربعة» اضعاف شركات الطيران الاخرى «المتعافية».. وهو ما يعني ايضا انه «الاكثر نموا ولكنه الاقل اهتماما» وهو ذات الامر الذي ينسحب على مطار الكويت الدولي الذي كان نائب مدير عام الادارة العامة للطيران المدني لشؤون سلامة الطيران والنقل الجوي نبيل الزامل قد توقع ان يكسر حاجز الـ 8.5 ملايين مسافر مع عام 2012 ليتضح لنا المشهد المأساوي الذي يعيشه قطاع الملاحة الجوية بالكويت.
فدولة الكويت ومن واقع ما اظهرته الاحصائيات والدراسات البحثية والميدانية تعد الاكبر في المنطقة استقطابا لحركة المسافرين منها واليها لاسيما بعد التزامها بتطبيق سياسة الاجواء المفتوحة منذ العام 2006 وهذا بالتالي يفرض عليها تحديات كثيرة يتعين عليها ان تكون على قدرها واهلا لمواجهتها والتعامل معها ما يجعل من قطاع الملاحة الجوية ومطار الكويت – حال اولتهما الاهتمام اللذين يستحقانه – رديفا قويا لدخلها الوحيد وهو النفط.
الزامل الذي لم يدق جرس الانذار حتى هذه الساعة اعتبر ان مطار الكويت الدولي قد نجح حتى تاريخه في مواكبة الزيادة المضطردة في اعداد المسافرين واحتوائها عبر تطويع التكنولوجيا الحديثة في جميع مرافق واجهزة المطار.. وتوفير الاعداد المطلوبة من الافراد والخدمات المساندة، مثمنا للاجهزة المعنية بدءا بوزارة الداخلية مرورا بشركات الطيران، وصولا لمقدمي الخدمات بالمطار وانتهاء بادارة الطيران المدني تضافر جهودهم لاحتواء تلك الزيادة المضطردة في عدد المسافرين والقادمين خلال السنوات الخمس الماضية.
ماذا بعد؟!:
ولكن.. ماذا بعد تلك السنوات الخمس؟! وفي ظل تأكيدات الزامل بان عدد المسافرين من مطار الكويت الدولي سيتخطى حاجز الـ 8.5 ملايين بعد اقل من 24 ساعة فقط قبل نهاية العام الحالي 2012 وفي ظل تأكيداتنا مجددا ان قطاع الملاحة الجوية في الكويت بما يضمه من ناقل وطني.. ومطار دولي، هو الاكثر نموا في المنطقة ولكنه الاقل حظا من قبل صناع القرار وراسمي السياسات العليا!
المصدر : مباشر