Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

تركيا تشن حملة واسعة لاستعادة قطع أثرية «مسروقة»

تركيا تشن حملة واسعة لاستعادة قطع أثرية «مسروقة»

 

اسطنبول " المسلة " … إنه يوم عيد في متحف الآثار في اسطنبول.. فتركيا تحتفل بعودة فسيفساء قديمة في آخر إنجاز تسجله في المواجهة مع متاحف عريقة عبر العالم لاستعادة قطع تتهمها بأنها سرقتها.وتعود الفسيفساء إلى العام 194 قبل المسيح وتمثل البطل الإغريقي أورفيوس. وقد نبشها «متعقبو» وزارة الثقافة التركية في متحف الفنون في دالاس الذي اشتراها في مزاد علني لدار كريستيز في العام 1999 بعد سنة على سرقتها في سانليورفا في تركيا.

ولم يطرح المتحف الأميركي أي مشكلة لإعادة هذه الفسيفساء التي انضمت إلى قائمة طويلة من القطع التي استعادتها السلطات التركية في السنوات الخمس الأخيرة، ويبلغ عددها حوالي 3700 قطعة من التماثيل الضخمة إلى القطع النقدية الذهبية البسيطة.ويقول وزير الثقافة التركي أرتوغرول غوناي «الكثير من القطع المعروضة في متاحف العالم اكتشفت هنا في تركيا، بعدها خرجت بموجب اتفاقات أبرمت في ظل الإمبراطورية العثمانية. ولا يمكننا أن نطالب بملكيتها. إلا أن قطعا أخرى سرقت منا (..) وحقنا الطبيعي أن نطالب باستعادتها».

الكثير من المتاحف يلبي هذه المطالب. ففي سبتمبر أعاد متحف جامعة بنسيلفانيا مجوهرات سُرقت نهاية القرن التاسع عشر على موقع طروادة السابقة. والعام الماضي وافق متحف برغامة في برلين على إعادة تمثال حجري يعود إلى ثلاثة آلاف سنة هو شاهد على غنى الإمبراطورية الحتية. إلا أن كل متاحف العالم ليست بهذا التجاوب ولاسيَّما العريقة جدا منها التي تعتبر الإصرار التركي على أنه نوع من ابتزاز تاريخي من شأنه أن يفرغ قاعاتها من أجمل القطع. وهذه هي حال متحف اللوفر. فتركيا تطالب باستعادة قطع خزفية من أزنيك انتزعت بطريقة غير شرعية بحسب أنقرة من مسجد بيالي باشا في اسطنبول الذي أنجز العام 1573 أو ضريح سليم الثاني في باحة آيا صوفيا في اسطنبول. ويؤكد المتحف الباريسي أنه حصل على هذه القطع «في ظروف قانونية بالكامل» ويستند في رفضه إعادتها إلى اتفاقية لليونسكو تعود للعام 1970 حول الاتجار غير الشرعي بالتحف الفنية الذي يكرس شرعية كل ما تم الحصول عليه قبل هذا التاريخ.
ويثير هذا الوقف سخط الأتراك. ويقول مراد سوسلو مدير المتاحف في وزارة الثقافة «لقد طلبنا موعدا من مدير اللوفر فلم يرد حتى علينا. تصوروا لو أتى أحدهم لنزع زجاجية من كاتدرائية نوتردام في القرن التاسع عشر لترميمها وهو يرفض اليوم إعادتها إليكم!».

المواجهة التي يشنها الأتراك مع متحف برغامة في برلين لاستعادة «صياد إفرديسيسا» وهي تمثال نصفي مصنوع من الرخام لا تقل ضراوة. وللضغط على الألمان وإجبارهم على إعادته رفضوا إعارتهم عدة قطع في إطار معرض. ويقول هيرمان بارزينجر رئيس مؤسسة مكلفة متاحف برلين، بغضب «تجاوب معنا الأتراك وفي نهاية المطاف لم نحصل على شيء. لا يمكن العمل بهذه الطريقة على المستوى الدولي».

وعندما لا تكفي إجراءات الرد، لا تتردد أنقرة في اللجوء إلى القضاء. فيستعد محام في اسطنبول ممثلا لبلدية بودروم (جنوب غرب تركيا) لرفع شكوى إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لإرغام المتحف البريطاني على إعادة تماثيل عائدة إلى ضريح هاليكارناسي أي بودروم القديمة. ويقول المحامي رمزي كازماز «حان الوقت لكي تعود إلى موقعها الأصلي».

المصدر : أ.ف.ب

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله