في الجمعية العمومية للسياحة: حال الأقصر يبكي والصناعة خسرت ٠٤٪
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
علي غير العادة جري اجتماع الجمعية العمومية لغرفة السياحة بدون مشاكل ولا مشادات، يمكن ارجاع ذلك إلي انعكاسات الأزمة غير المسبوقة التي تتعرض لها الصناعة التي كانت منذ سنتين ملء القلب والعين نشاطا يولد خيرا كثيرا لهم ولمصر.
وبعد انتهاء أعمال هذه الجمعية بأمن وسلام التقي أعضاء مجلس الإدارة بالاعلاميين لاستعراض ما جري وما يتعلق بالأحوال غير المواتية التي تحيط بصناعة الأمل في مصر. كانت البداية من جانب رئيسها ورئيس غرفة السياحة حسام الشاعر الذي بدا متمالكاً أعصابه رغم ما يحيط بالعمل السياحي من اخطار واحباط.. تبين ان سبب ارتفاع روحه المعنوية يعود أساسا إلي هذا الوئام الذي ساد فعاليات الجمعية العمومية..
وأدت للانجازات التي تحققت من جانب مجلس الإدارة في ترطيب جو الاجتماع. كان من بين ما تم اعلانه نجاح أجهزة الغرقة في تحصيل ٤١ مليون جنيه من الشركات الأجنبية بالخارج لصالح الشركات المصرية المتعاملة معها. أشار أيضا إلي بدء اتخاذ إجراءات حازمة ضد عمليات التسويق السياحي التي يقوم بها بعض الأفراد دون ان يكون لديهم ترخيص وبالتالي لا يخضعون لأي رقابة وهو الأمر الذي يمكن ان يؤدي إلي المساس بسمعة مصر في الأسواق العالمية.
قال إنه تم الاهتمام بعمليات التدريب وانها شملت ٠٠٩٦ سائق و٣٩٩ من العاملين في النشاط السياحي وان العمل جار لانهاء تزويد جميع أتوبيسات السياحة بأجهزة التتبع والتوسع في تطبيق التأمين الصحي علي أصحاب الشركات وموظفيهم. أكد ان وزارة السياحة بمشاركة الغرفة تقومان حاليا باعداد قانون لحماية السائح من التحرش وسوء المعاملة وعمليات النصب.
٠٠٠
جاء الانتقال بعد ذلك وبناء علي أسئلة الصحفيين والكتاب السياحيين حول هموم السياحة وما وصل إليه حالها. قال الشاعر ان الحركة السياحية هبطت بنسبة ٠٤٪ وان الخسارة في الدخل بلغت ما يزيد علي ٠٠٣ مليون دولار أسبوعيا. وأضاف أن حال مدينة الاقصر درة السياحة الثقافية يبكي هذه الأيام حيث بلغت نسبة الحركة السياحية الوافدة إليها ٠١٪. وحول توقعاته بالنسبة للحالة السياحية أعلن ان موسم السياحة الشتوي ضاع بالفعل وأن هذا الضياع قد امتد إلي الموسم الصيفي القادم وفقا للحجوزات المستقبلية.
عبر عن أمله في تحسن الأوضاع بالنسبة للأمن والاستقرار مما قد يعطي مؤشرا بامكانية تعافي السياحة في موسم الشتاء القادم بنسبة لا تتجاوز ٠٤٪ فقط مما فقدناه. أكد ان عددا من الشركات السياحية لجأت إلي تخفيض المرتبات نتيجة أوضاعها المتردية وان هناك ما يقرب من ٠٠٣ ألف فقدوا وظائفهم والأسوأ هو ان السياحة بدأت تفقد العمالة المدربة التي تحاول الهروب إلي أعمال أخري.
وقال حسام الشاعر إن الأمر لم يقتصر علي الانحسار الذي تشهده الحركة السياحية وإنما هناك مشكلة أيضا في ضمان الخدمات اللازمة للسياح الذين جاءوا إلي مصر. في هذا المجال أشار إلي اضطرار بعض الفنادق إلي وقف مراجلها البخارية لانتاج المياه الساخنة نتيجة عدم وجود سولار.
قال انه ونتيجة لهذه الأزمة فان الأتوبيسات السياحية العاملة أصبحت تضطر إلي الوقوف بالساعات في محطات البنزين وهي محملة بالسياح انتظارا للتزود بالسولار والبنزين. هذه المشكلة أصبحت شغل شاغل وزير السياحة بدلا من تركيز جهده في عملية تنشيط الحركة السياحية. انه يحاول مع أجهزة الدولة ايجاد حل جذري للفنادق واستبدال السولار بمد توصيلات للغاز الطبيعي إليها.
٠٠٠
من ناحية أخري تحدث المستشار شريف إسماعيل المستشار القانوني لوزير السياحة الذي حاول تلطيف جو التشاؤم بالاعلان عن بعض الخطوات التي يعمل هشام زعزوع وزير السياحة علي اتخاذها لصالح شركات السياحة. ان بينها السماح باستخدام تأمين الشركات لدي الوزارة من أجل ضمان استمرار عضوية الشركات السياحية في التمتع بعضوية منظمة إياتا للطيران وما يترتب علي ذلك من حق اصدار تذاكر الطيران.
وإذا كانت نتائج اجتماع الجمعية العمومية قد انتهي بالرضاء من جميع المشاركين إلا انه يبقي في النهاية ان يعود الأمن والاستقرار حتي تستأنف السياحة انطلاقتها لصالح الاقتصاد القومي والسلام الاجتماعي.