مجلة امريكية تضع محمد مرسي والأسد على رأس قائمة أخطر 10 شخصيات لعام 2012
ضمت قائمة اخطر شخصيات على مستوى العالم خلال عام 2012، الرئيس المصري محمد مرسي، ونظيره السوري بشار الأسد، وقاسم سليماني قائد العمليات الخارجية في الحرس الثوري الايراني، بالاضافة الى شخصيات اقليمية ودولية اخرى، وكان لمجلة "ويرد "الأمركية وجهات نظرها الخاصة، التي صنفت على اثرها هذه الشخصيات ونعتتها بصفة الخطورة.
المكلف بالرد على واشنطن وتل ابيب
ووضعت القائمة الجنرال قاسم سليماني قائد العمليات الخارجية للحرس الثوري الايراني في المركز الاول، وقالت في مستهل حديثها عنه، انه في حين تُعد الدولة الفارسية من اكثر دول العالم، التي يمكن ان تتسبب في حرب عالمية ثالثة، لم يظهر الرئيس الايراني احمدي نجاد في قائمة الشخصيات الاكثر خطورة، وانما اعتلى القائمة الجنرال سليماني، الذي يُعتبر من اكثر الشخصيات الايرانية نفوذا وقوة، ولذلك بات ظهوره في وسائل الاعلام والمناسبات العامة ضئيلاً للغاية، فضلاً عن السرية البالغة التي تكتنف شخصيته وطبيعة عمله.
وبحسب معلومات المجلة الأميركية، فإنه من خلال شركات الاسلحة، وعبر مئات الملايين من الدولارات سنوياً، يبدو سليماني مسؤولاً بشكل مباشر عن تطوير وتسليح حزب الله في الجنوب اللبناني، بالاضافة الى دوره البارز في التعاون مع حركة حماس في قطاع غزة، كما انه احد ابرز الشخصيات الايرانية ذات التأثير على الميليشيات الشيعية في العراق، وورد اسمه في قائمة الشخصيات العالمية، التي تحظر الادارة الأميركية التعامل معها تجارياً.
واذا ما قررت الولايات المتحدة اواسرائيل توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية، فسيكون الجنرال سليمان هو المسؤول عن توجيه ضربة مضادة للدولتين، ولن يكون ذلك من خلال الجبهات التقليدية، وانما من خلال تنفيذ عمليات مسلحة في عمق الولايات المتحدة واسرائيل، او استهداف مصالح للدولتين او لحلفائهما في اي مكان على مستوى العالم.
ضراوة ووحشية في الدفاع عن بقاء النظام
اما المركز الثاني من قائمة الشخصيات العشر الاخطر على مستوى العالم، فكانت من نصيب الرئيس السوري بشار الأسد، إذ لم يفطن احد من المراقبين الى ان الرئيس السوري الشاب، سيدافع في يوم من الايام عن نظامه بالضراوة وربما الوحشية التي بات عليها الاوضاع حالياً في سوريا، فالروح المتفائلة والامل في خطوات سريعة على مسار الديمقراطية خلال الايام الاولى لحكمه عام 2000 تبددت، وحل مكانها بعد عقد من الزمان قمع بشع للمدنيين في بلاده، حينما انتفضوا ضد نظامه في إطار موجات الربيع العربي.
فكلما تصاعد التمرد الشعبي ضد نظامه، ارتفع معدل اليأس لدى الأسد، وكلف دباباته ومدرعاته بمداهمة معاقل المعارضة وقصفها، وزاد الامر ضراوة حينما قصفت تلك المدرعات الاحياء السكنية المزدحمة في سوريا، وخلال الصيف الماضي لم يتردد الأسد في اصدار اوامره لقواته الجوية بقصف المعارضة، خاصة بعد تمكنها من اسقاط عدد من طائراته الحربية، كما اوعز الأسد لجيشه باطلاق صواريخ من طراز سكود على المعارضة، وبحسب تقارير موثقة، استعد لاستخدام الاسلحة الكيماوية ضد ابناء شعبه، ورداً على ذلك قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون: "ان لجوء الأسد للسلاح الكيماوي سيؤدي الى نتائج وردود فعل وخيمة".
وامام هذا الواقع الدراماتيكي وضعت تركيا ودول اخرى في حلف الناتو جنوداً واسلحة وبطاريات صواريخ على طول حدود تركيا مع سوريا، ومنذ مرور اكثر من عام على اعمال العنف في سوريا، لا يزال الأسد محافظاً على بقاء نظامه وان كان ذلك بشكل نسبي، اعتماداً على قوته وليس فقط بدعم حزب الله وايران.
على الرغم من ذلك الا ان الخيارات امام الأسد اضحت صفرية، واذا استخدم السلاح الكيماوي في مواجهاته مع المعارضة السورية المسلحة، فسيقود ذلك حتماً الى تدخل عسكري من الولايات المسلحة وحلفائها، وهو الامر الذي سيؤدي بالضرورة الى محاكمته كمجرم حرب، وربما في التوقيت عينه لحرب اقليمية شاملة في منطقة الشرق الاوسط.
امبراطور تجارة المخدرات في العالم
ربما يبدو خوكين جوزمان شخصية مجهولة، الا انه احتل المركز الثالث من حيث الخطورة بعد الجنرال سليماني والأسد، فإن كان جوزمان بعيداً عن اضواء السياسة، الا انه اصبح شهيراً بين تجار المخدرات، ومن مسقط رأسه المكسيك اضحى اخطر واكبر تجار المخدرات على مستوى العالم، ويدير جوزمان تنظيماً دولياً لتجارة المخدرات، وتمكنمن تحويل العالم الى مركز ضخم لتجارة الهيروين، وتخطت مكاسبه السنوية حاجز الـ 3 مليارات دولار.
الحكومة المكسيكية تعتبر جوزمان المطلوب رقم واحد لديها، خاصة بعد ان اصبح مسؤولاً عن ما بين 40% الى 60% من حجم المخدرات غير القانونية، التي يتم تهريبها للولايات المتحدة، وخلال عام 2012 حصل جوزمان على جائزة ثمينة من حكومة المكسيك، حينما تمكنت من اغتيال "زيتاس" منافسه العنيد في سوق المخدرات خلال تبادل لاطلاق النار مع الشرطة، وبذلك احتكر جوزمان بمفرده حركة تجارة المخدرات في المكسيك، ويتوقع الخبراء الامنيين في المكسيك زيادة نشاطه في الفترة المقبلة.
ساعد اوباما الايمن في مكافحة الارهاب
المركز الرابع في القائمة انتزعه جون برنن، الذي وصفته مجلة ويرد بالرجل الاخطر في الادارة الأميركية، كما انه احد مستشاري باراك اوباما البارزين وساعده الايمن في مكافحة الارهاب، ويتمتع برنن بنفوذ وسطوة كبيرة على عدد ليس بالقليل من جنرالات الجيش الأميركي.
وبعد ان ادار من خلف الكواليس الحرب ضد تنظيم القاعدة، ركز جام نشاطه خلال عام 2012 في مكافحة الارهاب بباكستان، خاصة بعد ان تصاعدت وتيرته خلال العام الجاري، كما كان له الدور الابرز في مكافحة الارهاب باليمن، وتدور الشائعات داخل اروقة البيت الابيض حول اعتزام الرئيس اوباما اتخاذ قرار بتعيين جون برنن رئيساً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الـ CIA، خلفاً لرئيسها المستقيل الجنرال ديفيد بيتريوس، وهو المنصب الذي يضعه على راس احدى المؤسسات المركزية التي ستنفذ جدول اعماله العالمي، الا انه سيكون تحت رقابة واشراف الكونغرس الأميركي.
دور مركزي في وقف اطلاق النار بغزة
اما المركز الخامس في قائمة اخطر شخصيات العالم، فاحتله الرئيس المصري محمد مرسي، الذي رأت المجلة الأميركية انه نجح في غضون اسابيع قليلة في وضع حد للمعارك الضارية على حدود بلاده، وفي حين منح نفسه صلاحيات ديكتاتورية تقريباً، تراجع عنها في وقت قياسي، وتشير المجلة في حديثها عن مرسي الى انه كان من المقرر ان تكون مصر حجر زاوية الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط، وقوة ضاربة ضد الفوضى التي تنطلق من قطاع غزة وسوريا وايران ضد اسرائيل بحسب تعبير مجلة ويرد.
وتكتم الولايات المتحدة انفاسها لتراقب سياسة مرسي عضو جماعة الاخوان المسلمين، وترى ما اذا كان سيتبع سياسة موالية للولايات المتحدة، ولكنها وصلت الى قناعة بأن الرجل حتى الان لا يعد موالياً للولايات المتحدة بالصورة التي تطلبها الاخيرة، فرغم انه حصل على دور مركزي في اتفاق وقف اطلاق النار بين حماس واسرائيل في عملية "عامود السحاب"، الا ان تصرفاته بحسب مراقبين في واشنطن غير متوقعه.
وفي سياق حوار مطول مع مجلة الـ "تايم" الأميركية، قال مرسي انه شاهد فيلم "كوكب القرود" الأميركي، واستوعب منه درساً مهماً، وهو ان الفيلم يجسد بشكل رمزي منظور العلاقات الدولية، كما يعتبر مرسي ان الصلاحيات التي حصل عليه منفرداً، تؤكد ان الشعب المصري اصبح "شعب حر"، كما شبه نفسه بالرئيس الأميركي الاسبق ابراهام لينكولن، وخلص حديثالمجلة الأميركية عن مرسي حينما قالت ان مصر ما زالت قبانة ميزان الشرق الاوسط، الا ان علامات الاستفهام لازالت قائمة حول مرسي ومدى استيعابه لتصرفاته السياسية.
امير الحرب الضاحك
لا يوجد على وجه الارض زعيماً لميليشيا مسلحة اقوى من احمد مدوبي، الذي يقود المليشيا الصومالية "راس كمبوني"، وحصل على المركز السادس في قائمة الشخصيات الاخطر على مستوى العالم، فالرجل الملقب في الصحافة الكينية بـ "امير الحرب الضاحك"، كان حارس كينيا الامين خلال حربها في الصومال، وهى الحرب التي اندلعت عام 2011 ضد تنظيم "الشباب"، الذي يعد تنظيماً اسلامياً محسوباً على تنظيم القاعدة.
ونجح مدوبي في السيطرة على الصومال بعد ان خلع حكومة مقديشيو، الا ان مدوبي الذي تعارض ميليشياته تنظيم الشباب، كشف عن وجهه الحقيقي عندما بدا شخصية ماكرة وخطيرة، خاصة بعد ان اتخذ قراراً بإدارة ظهره لكينيا، فبعد ان ساعد الكينيين في تهريب الاسلاميين من مدينة الميناء كيسمايو الواقعة جنوب غرب الصومال، رفض في الوقت الراهن هو وميليشياته الخروج من المدينة، وجسد تمرده الجانب المظلم في حروب المرتزقة، الامر الذي من شأنه احباط جهود الولايات المتحدة ودول المنطقة على مسار اعادة الاستقرار للصومال.
بطل الصناعة الجوية الصينية
وفي المركز السابع من القائمة عينها جاء المهندس الصيني ليون يانغ، الذي قاد بمشاركة اثنين من كبار المهندسين فريق عمل كبير، خلص خلال الآونة الأخيرة من بناء اكثر الطائرات الحربية تطوراً في العالم، وقامت على المشروع الذي قفز بالمستوى العسكري الصيني الى اقصى مدى هيئة الطيران الحكومية الصينية (CAIC)، ووفقاً للمراقبين حمل هذا المشروع آثاراً انعكست على جدول الاعمال العالمي، فبعد سنوات طويلة انتهى الصينيون خلال الاشهر القليلة الماضية من بناء الانواع الثلاثة الاولى من الطائرات الحربية وهى: J-15، J-20 و-J-31.
لسوء الحظ دفع فريق عمل بناء الطائرات الحربية الاكثر تطوراً في العالم ثمناً غالياً، حينما فقد قبل حفل تدشين الطائرات الجديدة المهندس الصيني ليون يانغ، فعندما كان يضع الاخير اللمسات الاخيرة على الطائرة الحربية J-15 خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، اصيب بأزمة قاتلة في القلب، جاءت وفقاً للاطباء نتيجة لعمله الزائد وافضت الى موته، وقرر طاقم بناء الطائرات الحربية الصينية التي يدور الحديث عنها منح المهندس الراحل لقب "بطل الصناعة الجوية".
رجل أجهزة الامن الروسية ومنقذ ايران
يوجين كاسبرسكي تربع بقوة على المركز الثامن في قائمة الشخصيات الاكثر خطورة في العالم، ووصفته المجلة الأميركية برجل المهام المستحيلة، وعن تلك المهام قالت: "ان كاسبرسكي حطم بالتعاون مع عدد قليل من الباحثين الهجمات الالكترونية الأميركية على منظومات الاتصالات الايرانية، خاصة تلك التي تنظم عمل المنشآت النووية في الدولة الفارسية".
وبعد الهجوم الأميركي المحوسب على تلك المنظومات، قام كاسبرسكي يرافقه عدد من الباحثين بزيارة ايران، واكتشف الفيروسات التي زرعتها الولايات المتحدة في منظومات الاتصال الايرانية، كما حدد كاسبرسكي وفريق عمله انوع الفيروسات الأميركية، وهي: ستوكسنت، فلايم، ودوكو، واصبحت هذه الفيروسات عديمة الفائدة.
وتشير معطيات المجلة الأميركية الى ان فريق الباحثين الذي انقذ منظومات الاتصال الايرانية، لا زال يعمل حالياً برئاسة يوجين كاسبرسكي في احدى اكبر الشركات العملاقة في العالم لمكافحة فيروسات الحواسيب والمنظومات الالكترونية.
الى ذلك يعد كاسبرسكي حليفاً مقرباً لاجهزة الامن الروسية، فضلاً عن دعمه التقني الخاص لجهاز الـ FSB وريث جهاز الاستخبارات السوفييتي السابق الـ KGB، وعندما اختُطف ابنه هرول عملاء الـ FSB لمساعدته، كما يمتد نفوذ كاسبرسكي الى مختلف مؤسسات الحكومة الروسية، وحينما اشتكى من الحرية المطلقة التي تخيم على الشبكة العنكبوتية في روسيا، مرر الكريملين قانوناً جديداً، يحظر تشغيل عدد كبير من المواقع الالكترونية، كما سمح لشركات اتصالات روسية باستخدام تقنيات تعقب جديدة.
رسالة لاوباما بفشل ادارته في القضاء على القاعدة
في المركز قبل الاخير جاء ابواحمد احد اقطاب جماعة "انصار الشريعة" التكفيرية، والمعروف بأنه الرأس المدبر للهجوم المسلح على مقر السفارة الأميركية في مدينة بنغازي الليبية، والذي اسفر عن مقتل السفير الأميركي في هذا البلد وثلاثة دبلوماسيين آخرين، وتقول مجلة ويرد: "صحيح ان ابواحمد لم يكن مسؤولاً بشكل مباشر عن اقتحام السفارة او اغتيال السفير في شهر ايلول (سبتمبر) الماضي، الا انه مرر بعمليته رسالة للولايات المتحدة مفادها: ان اجراءات تأمين مؤسساتها الدبلوماسية ضعيفة للغاية.
وفي أعقاب الهجوم على السفارة، أجرت صحيفة نيويورك تايمز حواراً مطولاً مع ابو احمد، قال فيه انه نجح في زعزعة مفهوم الامن لدى ادارة اوباما، حتى بعد تعزيزها للاجراءات الامنية في اعقاب اغتيالها المنشق السعودي، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة اسامة بن لادن.
وحقق حوار ابو احمد مع نيويورك تايمز صدى واسعاً في الولايات المتحدة، كما اخرس تصريحات اوباما نفسه، ومنعه من الحديث عن اقتراب الادارة الأميركية من القضاء نهائياً على تنظيم القاعدة، كما رفض الرئيس الأميركي تعيين سفير واشنطن الدئم لدى الامم المتحدة سوزان رايس وزيراً للخارجية خلفاً لهيلاري كلينتون، بعد تصريحاتها التي اعتبرت فيها ان الهجوم على سفارة بلادها في بنغازي كان عملاً عفوياً خلال تظاهرة جماهيرية، ولم يكن نتيجة لعمل مخطط له بشكل استباقي.
اما المركز العاشر والاخير فكان من نصيب الصحافية الأميركية باولا بردويل، التي تفوقت على اجهزة استخبارات عالمية إذا حاولت عزل رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية ديفيد بتريوس، وكانت بردويل تعكف على اعداد كتاب عن السيرة الذاتية للجنرال ديفيد بتريوس، الا ان اقترابها منه ورطه في علاقة عاطفية معها خارج اطار الزواج، وافضى ذلك بعد ازاحة الستار عن الفضيحة الى تقديمه الاستقالة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ويختتم تاريخ حياته العسكرية وربما العامة بفضيحة من العيار الثقيل.