Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

السياحة الداخلية .. «واقعة» بقلم : نايف المحيسن

 

السياحة الداخلية .. «واقعة» 

 

بقلم : نايف المحيسن

أسهمت الأوضاع الاقتصادية السائدة في الأردن بتراجع كبير في السياحة الداخلية التي كانت اصلا تعاني بسبب ضعف النشاط السياحي الداخلي في اجندة الحكومات المختلفة اضافة الى ان معدلات الدخل المتدنية ومستوى المعيشة لها اثر في سوء اوضاع السياحة الداخلية.

 

قبل اكثر من سنة كان هناك سياحة داخلية نشطة نوعا ما وهي سياحة اليوم الواحد للمناطق المختلفة في الاردن وعلى رأسها منطقة العقبة الخاصة التي كانت تشهد حركة دؤوبة ونشطة في نهايات الاسابيع وهذه الحركة اصبحت الآن في اسوأ صورها، فلم تشهد العقبة تراجعا في السياحة الداخلية لها كما تشهده الآن فمن يحاول ان يتعرف إلى هذا الوضع ما عليه الا ان يقوم بزيارة للعقبة في اي يوم جمعة ليجد الشوارع والاسواق خاوية وفاقدة للحركة كما كانت في السابق.

 

وايضا هناك منطقة الاغوار التي ايضا كانت تشهد حركة في ايام الخريف والشتاء والربيع والتي لا نجدها الآن في مختلف المناطق الغورية وخاصة منطقة الشونة الشمالية التي تحتضن الحمامات المعدنية الكبريتية فيها فلا اقبال نهائيا الا في حالات قليلة جدا على هذه المواقع التي كانت على الاقل يرتادها اهالي مناطق الشمال لقربها منهم كما هي حال حمامات ماعين المعدنية ومناطق عجلون وام قيس وجرش فالشكوى مريرة من اصحاب المنشآت السياحية لمعاناتهم وخوفهم من الافلاس امام عدم ارتياد الزبائن لمنشآتهم حيث انهم يدفعون اجور عمالة واجور محلات وبدل ايجارات وضمانات وهم الان امام معضلة كبيرة تتهدد استثماراتهم ان بقيت الحال على ما هي عليه.

 

ضعف دخل الاسرة هو العامل الاكبر امام ارتفاع الاسعار المستمر فأصلا الاسر الاردنية معدل افرادها هو ستة وان ارادوا ان يقوموا بأي رحلة فان التكلفة للاسرة التي ترغب بالتنزه والسياحة قد تتجاوز نصف دخل رب الاسرة الشهري على اقل تقدير هذا ابالاضافة الى ان تكلفة المحروقات ضاعفت من عدم قدرة المواطن على الانتقال الى اي مكان فأصبح التنقل لديه فقط للحاجات الضرورية.

 

كل هذه الامور أسهمت في جعل السياحة امام تحدي البقاء في ظل ظروف قاسية جدا خاصة وان الحكومات اصلا لا تعطي موضوع السياحة الداخلية الاهمية اللازمة بل بالعكس هناك شكاوى من اصحاب المشاريع السياحية من وجود معيقات تسهم الى حد كبير في زيادة المعاناة وسببها حسب ما يرون ضعف التخطيط الحكومي في هذا الجانب او عدم وجوده اصلا وهم يتساءلون عن جدوى وجود وزارة السياحة في ظل الاوضاع المزرية لهم.

 

الدخل السنوي للسياحة الداخلية لا يصل الى 7 بالمائة من مجمل الدخل السياحي هذا ما كان سابقا اما الآن فان الدخل قد يكون اقل بنصف مما كان عليه ان لم يكن اقل.

 

عدم وجود رؤيا واضحة للسياحة الداخلية وتنشيطها هو من أسهم الى حد كبير في السابق بتراجع هذا النوع من السياحة رغم ان الاردني لديه الاستعداد للاستجمام والراحة وليس ادل على ذلك من انه في فترة من الفترات كان السائح الاردني هو من يمثل الشريحة الاكبر بين الجنسيات الاخرى في لبنان وغيرها من البلدان السياحية الاخرى.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله