Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

مختصون يستعرضون التجارب الناجحة في التراث العمراني بالدول العربية

 

مختصون يستعرضون التجارب الناجحة في التراث العمراني بالدول العربية 

 
• ابو بشيت: التطور الحضاري المتسارع للرياض أغفل البعد التراثي في عمران المدينة

• التحدي يكمن في الحفاظ على المباني التراثية من خلال إعادتها إلى منظومة الحياة اليومية للمجتمع مع الحفاظ على الأصالة والقيم التراثية

• المنشآت التراثية ستظل قاصرة على التفاعل مع المجتمع مالم تقدم خدمة تمتاز بكونها موجهة للجمهور العام

الدمام "المسلة" …. استعرضت الجلسة الرابعة بعنوان "تجارب ناجحة في مجال التراث العمراني"، والتي أقيمت على هامش فعاليات ملتقى التراث العمراني الوطني الثاني بالمنطقة الشرقية عددا من النماذج الخاصة والفريدة وآليات التطوير في مجال التراث العمراني في عدد من الدول العربية.

 
وتحدث المهندس عبد العزيز ابو بشيت باحث في الآثار والتراث في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في الجلسة التي رأسها الدكتور عبد العزيز أبو بشيت، عن الجوانب العلمية من تجربة الهيئة في أحد أهم مجالات التطوير الحضري الحديثة التي تهتم بها المدن الكبرى.

 
وبين أن النسيج العمراني للرياض القديمة لا يختلف عن بقية المدن الإسلامية القديمة، وقال إن التطور الحضاري المتسارع للرياض أغفل البعد التراثي في عمران المدينة وأدى ذلك إلى هدم معظم مباني المدينة القديمة التي ترجع لملكيات خاصة نظرا لتغيير متطلبات حياة سكانها السكنية والعلمية، وتدهور المباني الحكومية التراثية العامة، موضحا أنه بدأت حركة نشطة للحفاظ على التراث العمراني للمدينة خصوصا ما كان منها من ممتلكات عامة كالمربع وقصر الحكم والجامع الكبير.

 
وأشار إلى أنه من الضروري التعامل مع التراث كقضية حضرية يتطلب تطويرها العمل على عدد من المحاور المباشرة والغير مباشرة، مشيرا إلى أن التحدي يكمن في الحفاظ على المباني التراثية من خلال إعادتها إلى منظومة الحياة اليومية للمجتمع مع الحفاظ على الأصالة والقيم التراثية.

 

وأبان أن المنشآت التراثية ستظل قاصرة على التفاعل مع المجتمع مالم تقدم خدمة تمتاز بكونها موجهة للجمهور العام، ومتجددة ومستمرة طوال العام، وتوائم في وقتها التوقيت المناسب للسكان، وتستوعب أكبر قدر من اختلاف الثقافات والاهتمامات وتنوع الأعمار. وقال:" كما يجب أن تنفذ المنشآت التراثية فعاليات تنشيطية تجدد اهتمام الجمهور بها".

 
وأكد على أهمية أن تظل عملية التطوير التراثي حية ومتصاعدة ولا تقف عند سقف معين، ولتحقيق ذلك لابد من الاستفادة من التجارب الناجحة وتطوير التجارب المتعثرة، وأن يعتبر في تطوير المشاريع على اختلاف أنواعها ووظائف منشآتها إحداث قدر كبير من التجانس والتكامل بين الوظائف ومفردات العمارة التراثية والاحتياجات البيئة.

 
فيما تناول حسين عيديد مدير عام هيئة المدن التاريخية بشبام بحضرموت، الحديث عن مجالات التطوير في قطاع التراث العمراني في منطقة شبام وذلك بالتعاون مع إحدى المؤسسات الألمانية وعدد من الجهات المحلية اليمنية التي ساهمت في عمليات التطوير.

 
وقال إن أعمال الترميم في المباني التاريخية في شبام، تمثلت في ترميم المباني في المدينة، وإعادة ترميم الزخارف الطينية، وترميم بعض المساجد في المدينة، وترميم الحصون، وترميم مباني شبام بعد كارثة الأمطار والسيول التي حصلت قبل أكثر من أربعة أعوام.

 
ولفت عيديد إلى أن برنامج تأهيل المباني التاريخية يأتي ضمن مشروع التعاون اليمني – الألماني الذي يهدف إلى تعزيز الشركاء المحليين ويساعدهم على تطوير خبراتهم ومواردهم لاستمرار العمل بشكل مستدام وخاص، كما يأتي هذا البرنامج من أجل الحفاظ على مباني شبام التاريخية.

 
وأوضح أن نتائج عمل البرنامج خلصت في تأهيل جيل جديد من علماء البناء في شبام، وقد بينت الإحصاءات أن عدد العاملين في قطاع البناء التقليدي قد تضاعف ثلاث مرات، وتأسيس جمعية للعمارة الطينية تحمي مصالحهم وتراقب عمل البناء وكذلك تأسيس جمعية الحرفيين بشبام، وتأسيس وحدة خاصة لدى الهيئة لتولي مسؤولية العمل والتدريب.

 
في حين، قال الدكتور محمد عاطف أستاذ مشارك بالأكاديمية العربية في جمهورية مصر العربية، إن التراث يعد الركيزة الأساسية للحفاظ على الثقافة المحلية والهوية العامة لأي شعب من الشعوب، كما أنه من الممكن أن يكون الدعامة الأساسية لتنمية الموارد الاقتصادية وأساس لتطوير المجتمع المحلي.

 
وأكد على ضرورة إجراء دراسة متكاملة للوضع السائد لمنطقة التراث قبل الشروع في عملية الحفاظ عليه، بالإضافة إلى أهمية المشاركة الاجتماعية وأهمية دور مؤسسات المجتمع المدني في نجاح عملية الحفاظ، كما أنه من الضروري إجراء دورات تدريبية ورفع مستوى الوعي لدى السكان المحليين بشأن الأهمية الثقافية للتراث، وضرورة وضع قوانين تنظم الإنشاءات الحديثة في مناطق التراث خلال استخدام مواد البناء المحلية وباستخدام الطرق التقليدية والقوى العاملة المحلية، كما أنه الضروري مشاركة القطاع الحكومي إلى جانب المدني والمنظمات الغير حكومية لإنجاح عملية الحفاظ على التراث العمراني.
 

من جهته، أوضح الدكتور أحمد أبو الهيجاء أستاذ الترميم المعماري وتأهيل مراكز تاريخية في جامعة طيبة، أن تعارض مشاريع التنمية مع التكوين العضوي للمدينة التاريخية يمزق التواصل المجتمعي ويزيد من التلوث البيئي والسمعي، مؤكدا على أهمية الحفاظ على النسيج العمراني المؤدي إلى الحفاظ على ذاكرة المكان. مستعرضا في للوقت ذاته نماذج متنوعة لتجربة التدريب التطبيقي للطلبة على الترميم.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله