Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

تراث الإمارات رمز فخر لمواطني الدولة ومصدر اعتزازهم بهويتهم

تراث الإمارات رمز فخر لمواطني الدولة ومصدر اعتزازهم بهويتهم

أبوظبي " المسلة " … تشهد النهضة الشاملة التي تتمتع بها دولة الإمارات العربية المتحدة على واقع حضاري تمسكت فيه بجذورها الضاربة في عمق التاريخ وترتبط بشغف بكل أنواع وأشكال التراث والتقاليد والعادات التي تدل على الإرث التاريخي لها رغم تحولها من قرى للصيد على ساحل الخليج العربي أو تجمعات للرعي في الصحراء إلى دولة عصرية بها أروع مدن العالم.

 

ويحتفل الإماراتيون هذه الأيام بذكرى اليوم الوطني الـ / 41 / للدولة الغالية على نفوسهم مستلهمين منها قوتهم وعزتهم وتراثهم وتاريخهم المجيد والجميع يعتبر هذه المناسبة العزيزة محطة اعتزاز واستذكار لمسيرة حافلة بالإنجازات التي اختصرت الزمن وغيرت ملامح المكان .

 

وتعتز دولة الإمارات بإرثها ويفتخر شعبها بتراثهم وموروثهم مما يشكل لهم هذا الاعتزاز والفخر درعا واقيا يحتمون به ويحمون أبناءهم من بعدهم للحفاظ على أصالتهم وهويتهم الإسلامية والعربية والإماراتية وسط دولة حديثة تنبض بثقافات أكثر من 200 جنسية . ويعيش الإماراتيون اليوم حياة عصرية بنكهة الأصالة الخالصة لأنهم يجيدون التشبث بالتقاليد والعادات المتوارثة جيلا بعد جيل للوقوف في وجه العولمة والتي غزت العالم دون استئذان وغيرت شكل كثير من الدول وأثرت في سلوك وعادات كثير من شعوب العالم دون استثناء .

 

وتتجسد أشكال التراث الإماراتي في كل الممارسات اليومية سواء في المجالس والأماكن العامة أو الخاصة أو المنازل وما يتم فيها من سلوك مثل حسن استقبال الضيف والزائر وطريقة المأكل أو الملبس وتسير هذه الأشكال جنبا إلى جنب مع وسائل الراحة والتكنولوجيا العصرية التي يعيش في كنفها الإماراتيون حيث أدركت الحكومة أن المستقبل لا يمكن أن يكون ذا صبغة إماراتية خالصة ما لم يكن من وحي تاريخهم العريق .

 

وتنطلق أجندة الإمارات الثقافية من إدراك المخاطر التي تواجه الثقافة وحفظها في عالم يتغير بشكل مستمر وبشكل يهدد الهوية التراثية للشعوب لذا تحرص من خلال خططها الإستراتيجية في هذا المجال على حماية وحفظ وتشجيع المشاريع المعنية بالتراث والثقافة في كل الإمارات بالتوافق مع الاستراتيجيات المحلية لكل إمارة .

 

وتستلهم الإمارات أفكار المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه " في الحفاظ على التراث وتتبنى منهجه في تحقيق التوازن بين النهضة العمرانية والحفاظ على التراث إذ كان له الفضل في الحفاظ على هوية الإمارات الثقافية وسط هذا الزحام من التطور الحضاري الذي امتد ليشمل القطاعات كافة في الدولة .

 

ومن باب الشغف بالموروث والتشبث به شكلت الإمارات مثالا حيا على التناغم والتمازج الذي يجمع في مناطق محددة منازل الطين والجص بجوار ناطحات السحاب المذهلة مما يجعل السياح في زياراتهم للإمارات لا يهتمون بمشاهدة أطول برج في العالم فقط ولكن يحرصون على رؤية الآثار الموجودة في المتاحف والمواقع التراثية المنتشرة في كل أنحاء الدولة .

 

ولأن التراث الشعبي هو الوحيد القادر على رسم صورة لحضارة وثقافة أي شعب فمن خلاله يستطيع الآخر قياس مدى عراقة البلد والتعرف على عاداته وتقاليده وفنونه الشعبية التي رافقته على مر السنين..لهذا نرى الدول تولي التراث الشعبي عنايتها ورعايته وتسعى للحفاظ على موروثها وحمايته من الاندثار وهذا ما تقوم به دولة الإمارات من خلال الهيئات والمؤسسات التي تعنى بالتراث والفعاليات التراثية التي تقام في كل موسم من مواسم السنة .

 

وينطلق جوهر الاستراتيجيات التي تتبناها هيئات ودوائر السياحة والتراث الموجودة في جميع إمارات الدولة من أن للإمارات تاريخا عريقا في التراث والفنون والحضارة المعمارية يرجع إلى حقبة ما قبل الميلاد ولا بد من تضافر الجهود لحمايتها في زحمة الحياة الحديثة والإنتاج الاقتصادي والسياحي . وتؤكد هذه الهيئات والدوائر أن المحافظة على عادات المجتمع وتقاليده أمر واجب ووطني ومن هذا المنطلق تقدم التراث بأسلوب علمي مقبول .

إدراكا منها بأهمية تعزيز الهوية الإماراتية ونشر الموروث الإماراتي بين جميع الزائرين والمقيمين حيث تعرضه وتعرفهم عليه عن قرب وبصورة صحيحة وتسخر وسائل الإعلام لهذه الغاية بكل أدواته وأشكاله وأنشأت هيئات حكومية متخصصة للعناية بشؤون التراث والمحافظة عليه وممارسته بأسلوبه الصحيح في نمط الحياة اليومي وأقامت المتاحف والمعارض من وحي الماضي الأصيل .

 

وتؤكد تقارير محلية ودولية حديثة أن العاصمة أبوظبي ستصبح صاحبة الريادة الثقافية في المنطقة في المستقبل القريب وذلك لتبنيها مشاريع ثقافية عالمية ومحلية تثري بها المشهد الثقافي الدولي والإقليمي منها تنظيم عدد كبير من المعارض التراثية والفنية .

 

فيما سيكون متحف الشيخ زايد الوطني من الأصول الثقافية الهامة ضمن المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات والتي تشتمل أيضا على متحف " جوجنهايم " أبوظبي للفن الحديث والمعاصر ومتحف " اللوفر" أبوظبي العالمي ومركز للفن التمثيلي ومتحف بحري وحديقة ذات أجنحة تخصص للثقافة والفنون ومشروع منارة السعديات الذي افتتح في نوفمبر عام 2009 ويضـم " غاليري أبوظبي للفنون ".

 

ونجحت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أن تجعل من العاصمة الإماراتية مركزا ثقافيا هاما يتوازى وأهميتها الاقتصادية العالمية المعروفة حيث ترتكز إستراتيجيتها على أهمية الحفاظ على هوية وثقافة الشعب الإماراتي وتعزيزها إلا أن الهيئة نجحت في الوقت ذاته في المزج بين هويتها العربية وبين الانفتاح على ثقافات الشعوب الأخرى بشكل أصبحت معه العاصمة الإماراتية جسرا للتواصل بين الحضارات والحوار بينها .

 

وجاء إطلاق الهيئة لعدد كبير من المشاريع وتخصيص العديد من المباني لتكون واجهات تراثية في واحة مدينة العين ليؤكد على أن هناك اهتماما حقيقيا بالثقافة والتراث في الوقت الحالي .

 

وأطلقت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة مشاريع ثقافية رائدة منها .. " أكاديمية الشعر العربي " كأول أكاديمية ثقافية من نوعها في الوطن العربي و" برنامج شاعر المليون " للشعر النبطي و" مسابقة أمير الشعراء " لشعر العربية الفصحى و" جائزة الشيخ زايد للكتاب " بفروعها التسعة . ويهدف مشروع إنشاء " بيت العود العربي " في أبوظبي إلى تطوير تقاليد العزف على آلة العود ووضع مناهج لتحسين صناعتها وإتقانها والبحث في تاريخها .

 

وتعتبر هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة من أنشط الهيئات في مجال إحياء التراث الوطني والمحافظة على الهوية الوطنية ولديها مشاريع لإحياء التراث الوطني منها المعرض الدولي للصيد والفروسية الذي يحافظ على روح التراث ويرسخ الأصالة العربية ومعرض أبوظبي للكتاب ومهرجان الظفرة لمزاينة الإبل في مدينة زايد الذي يثبت نجاحه وتفوقه من عام إلى آخر إضافة إلى مهرجان ليوا للرطب في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي وهو أكبر مهرجان للتمور في العالم ويتضمن كل منها فعاليات تراثية موغلة في القدم كالسوق الشعبي وحرف الصناعات اليدوية .

 

وتبنت الهيئة إضافة إلى الفعاليات التراثية السابقة..عددا آخر من مشاريع تعزيز وترسيخ الهوية الوطنية والتي تمثل صونا لركائز التراث الوطني فضلا عن تنظيم مركز المواهب والإبداع التابع للهيئة فعاليات تراثية للأطفال في المسرح الوطني في أبوظبي وتشمل " السنع واليولة والعيالة والحربية " . وتنظم " أكاديمية الشعر " التابعة للهيئة محاضرات أكاديمية حول الشعر النبطي لما يمثله من رابط أساسي بين الأجيال..إضافة إلى العديد من المسابقات والفعاليات التراثية في مناسبات هامة أبرزها اليوم الوطني للدولة.

 

وفيما يتعلق بجهود الإمارات في تسجيل التراث المحلي كتراث إنساني وعالمي تستثمر تعاونها مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونسكو" للمحافظة على المخزون التراثي للدولة بما يخدم أبناءها وأجيالها وتعزز هيئة السياحة والتراث في أبوظبي في إطار إستراتيجية لصون التراث الثقافي المادي وغير المادي لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات .

 

وبعد نجاحها العالمي المتميز في قيادة جهود تسجيل الصقارة نوفمبر 2010 وفي تسجيل مدينة العين يونيو 2011 على قائمة التراث الإنساني والعالمي..ضاعفت الهيئة جهودها لتسجيل عدد من ركائز التراث الوطني المتفردة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في اليونسكو وفي مقدمتها حرفة السدو " مهارات النسيج التقليدية في دولة الإمارات " والألعاب الشعبية وفن العيالة وتراث التغرودة .

 

وبشأن جهود الهيئة في تسجيل الصقارة كتراث إنساني قامت بدور المنسق الرئيسي لنجاح التسجيل سواء على الصعيد المحلي من خلال التنسيق مع نادي صقاري الإمارات ووزارة الثقافة وهيئة البيئة في أبوظبي وغيرها من الجهات الحكومية والرسمية وعلى الصعيد العالمي بإعداد ملف مشترك لـ/ 12 / دولة عربية وأجنبية بقيادة دولة الإمارات حيث تم تقديم هذا الملف الذي اعتبر الأضخم والأكثر دقة وموضوعية في تاريخ اليونسكو .

 

وأعد الخبراء والباحثون في التراث المعنوي في الهيئة قوائم جرد لحوالي/ 200 / عنصر من بين عناصر التراث الثقافي غير المادي في الدولة ضمن الإجراءات التي تتطلبها اليونسكو لاعتمادها في القائمة التمثيلية لديها .

 

وتواصل الإمارات تعزيز تعاونها مع منظمة اليونسكو والتعريف بأهم إنجازاتها في مجال صون التراث الثقافي غير المادي حيث بادرت إدارة التراث المعنوي في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة إلى ترجمة موسوعة اليونسكو حول قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية الذي يحتاج إلى صون عاجل .

 

ولأن تقدم الأمم والشعوب لا يقاس من خلال نهضتها في المجالات الاقتصادية والصناعية فقط بل بمدى حفاظها على تاريخها وتمسكها بأصالتها وتراثها ليس في حدود الوطن وحده إنما في الاعتزاز والتعريف به على المسرح الدولي واعتباره جزءا من الثروة الوطنية والقومية .. فقد أخذت الإمارات على عاتقها المضي قدما بإحياء التراث الإماراتي وأنشأت هيئات ودوائر للسياحة والتراث في مختلف إمارات الدولة والتي تشرف بدورها على العديد من المواقع التراثية وتقدم من خلال هذه المواقع كل ما كان سائدا في حياة الأجداد في الماضي حيث يختص كل موقع بخصائص تميزه عن غيره كما تحيي الدوائر جميع المناسبات والاحتفالات الوطنية والاجتماعية التي تقام على مدار العام وتشارك فيها من خلال تفعيل هذه المواقع أو نقل التراث إلى مواقع الفعاليات والمعارض الداخلية والخارجية.

 

ويشكل التراث الإماراتي معلما حضاريا يشع ضياؤه على العديد من البلدان التي سافر إليها هذا التراث عبر الرحالة والبعثات الدبلوماسية والثقافية والمهرجانات والمراكز الثقافية التي أقيمت لإبراز الجوانب الوضاءة في حضارة الإمارات المنقولة .

 

واحتضنت الدوائر المحلية على مدار السنوات القليلة الماضية .. الكثير من المشاريع الثقافية الرائدة كالمعارض الفنية الضخمة والمهرجانات السينمائية والشعرية وغيرها من أوجه النشاط التراثي الثقافي المكثف والتي أكدت جميعها التواجد الفاعل لدولة الإمارات على خارطة المشهد الثقافي العالمي وهناك مشاركات دائمة في فعاليات اليوم الوطني وفي بعض الفعاليات المحلية إضافة إلى مشاركات دائمة في أهم معارض الكتاب العالمية كمعرض فرانكفورت للكتاب ومعرض لندن للكتاب وعدد من معارض الكتاب العربية والدولية بجانب الاجتماعات الخاصة باليونسكو المخصصة لتسجيل التراث الإماراتي في اليونسكو فضلا عن المشاركة الهامة في أهم المعارض السياحية العالمية .

 

وتبرز هيئات ودوائر السياحة والتراث الهوية الوطنية الإماراتية من خلال الممارسات الحية للعادات والتقاليد المحلية أمام السياح خاصة كرم الضيافة العربية والاحتفاء بالضيف من خلال تقديم القهوة المحلية والتمر والترحيب به إضافة إلى اعتبار الزي الإماراتي التقليدي بمثابة كنز وميزة لا يزال المواطن الإماراتي يعشقه ويحافظ عليه من خلال الشكل السائد لملابس الرجل والمرأة فضلا عن الحلي التي تتزين بها النساء في المناسبات وإن دخلت عليها بعض مظاهر الحضارة والتطور لا تزال تحتفظ بهويتها التراثية الوطنية .

 

ويؤكد خبراء التراث والعاملون في هيئات ودوائر السياحة والتراث أنه لطالما رغب السياح في التقاط صور تذكاريه لهم مرتدين اللباس الإماراتي الوطني فللنساء البرقع " وهو قناع من القماش مفرغ من منطقة العينين ويغطي الحاجبين والأنف والفم "..إضافة إلى العباءة السوداء التي تغطي الجسم من الرأس إلى القدم وتغطي المرأة شعرها بالشيلة ويلبس الرجال الكندورة " و هو الثوب الطويل بجانب الغترة وهي غطاء الرأس الأبيض والعقال ووهو عبارة عن جديلة صوف سوداء دائرية ".

 

ومن العادات التي تبرزها دوائر السياحة والتراث في مواقعها التراثية والسياحية وتجد إقبالا كبيرا من السياح الحنا " النقش على اليدين " في مناسبات العيدين والتحية الوطنية وهي " الموايه بالخشم " أي إلقاء التحية بلمس الأنف بالأنف وهي من العادات العربية العريقة والضاربة بجذورها في أعماق التاريخ وهي تمارسها كثير من شعوب العالم الأخرى بنفس الطريقة مثل شعب أستراليا الأصليين وهي عادة تدل على العزة والكبرياء والقوة عند العرب لأن الأنف جزء بارز من وجه الإنسان ويوجد في الوسط وفي أعلى جسم الإنسان ولهذا ضرب به المثل في الشموخ والعزة .

 

وتحتفل الهيئات والدوائر وتشارك في المناسبات الوطنية مثل الاحتفال بمناسبة اليوم الوطني من كل عام وإحياء ذكرى النصف من شعبان إضافة إلى توزيع العيدية على الأطفال في المواقع التراثية التابعة لكل منها خلال عيدي الفطر والأضحى والمشاركة في العديد من المسابقات والبطولات الرياضية المحلية والدولية والمعارض الداخلية والخارجية وتكون المشاركة من خلال تنظيم قرية تراثية مصغرة تعكس التراث الإماراتي الأصيل بكل تفاصيله .

 

وتستعين دوائر السياحة والتراث في مدن الدولة في كل المناسبات بالجمعيات التراثية المنتشرة في مدن الدولة لأنها تعتبر جسور تواصل تربط الماضي بالحاضر وتحافظ على تراث الآباء والأجداد وعلى العادات والتقاليد المستمدة من المجتمع المحلي بجغرافيته وبيئاته الجبلية والبحرية والصحراوية .

 

وتهتم الجمعيات التراثية بفرق الفنون الشعبية والتي تستعرض أنواعا عدة من الفنون الإماراتية الأصيلة جميعها تعكس حياة أهل الإمارات بلغة فنية وترفيهية راقية تعتمد على الحركة والإيقاع وتستعين بالآلات الموسيقية التقليدية الموجودة داخل الإمارات والتي تستخدم في كل الأغاني التراثية .

 

وتوجد في الإمارات عدة جمعيات للفنون والتراث الشعبي تشارك دوائر السياحة والتراث احتفالاتها المتنوعة لأنها تعتبر أحد أهم أوجه الموروث التراثي وتربط الماضي بالحاضر للمحافظة على التراث والفن الشعبي وحمايته من الاندثار والعمل على تناقله بين الأجيال من خلال المشاركات الوطنية المتعددة واستقبال الزوار والسياح وغيرهم من الراغبين والمهتمين بالاطلاع على التراث الإماراتي .

 

وأطلقت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع حفاظا على القيم والمبادئ الأصيلة .. مبادرة " السنع " وهو عبارة عن قيم ومبادئ وتعاليم تربى عليها الإنسان الإماراتي ويستقيها الصغير من الكبير عبر الأسرة والمجالس .

 

وتهدف مبادرة " السنع " إلى تعزيز القيم المجتمعية والسلوكية بين الأفراد لتصبح جزءا من الشخصية الإماراتية المعاصرة ومن السلوكيات التي تسعى المبادرة إلى ترسيخها تقدير واحترام الكبير والإيثار والإخلاص للآخرين وكرم الأخلاق والضيافة والأمانة وحب التطوع وآداب المجلس والترابط والتعاون وآداب التحية والسلام واحترام المهنة والعمل اليدوي وحب الغير إضافة إلى تأصيل آداب الطعام والملبس .

 

إن التنوع الكبير للمواقع التاريخية والأثرية على امتداد أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة يعكس القيمة التاريخية لها وما تمثله من نقطة تقاطع للحضارات الإنسانية عبر العصور ويؤكد أن غنى الإمارات الحضاري والتراثي لا يقل عن غناها الاقتصادي الذي عرفت به في الأوساط العالمية .

 

وتحظى المواقع الأثرية التابعة لهيئات ودوائر السياحة والتراث باهتمام القائمين على تأهيلها وترميمها وصيانتها من الاندثار وتتعاون تلك الدوائر مع عدد من الجهات المعنية بهذا المجال وتعمل بصورة مستمرة على متابعة كل ما من شأنه أن يبرز هذه المباني والمواقع بالصورة اللائقة خاصة فيما يحفظ لها هويتها الوطنية المتعارف عليها .

 

ومن أهم المواقع الأثرية في الدولة موقع أم النار في جنوب شرق أبوظبي والقطارة والهيلي وحفيت وبدع بنت سعود في مدينة العين وموقع القصيص في دبي وموقع مليحة في الشارقة وقصر الزباء في رأس الخيمة وموقع الدور في أم القيوين وموقع الزورا وقبور المنامة في عجمان ومقبرة الجيوش وموقع البدية وقدفع في الفجيرة .

 

وصاحب الاهتمام بعمليات التنقيب التي جرت في الدولة وظهور الكثير من الآثار إنشاء العديد من المتاحف في الإمارات للحفاظ على هذه الثروة القومية ولتكون في الوقت نفسه مرآة صادقة لدولة الإمارات ليس فقط في ماضيها القديم لكن في حاضرها المشرف .

 

وكرست الإمارات جهودها لإحياء التراث ماديا ومعنويا فافتتحت المتاحف في كل إمارات الدولة وضمت في رحابها تراثيات المنطقة وتفاصيل وأدوات تراثية كثيرة تروي الحياة الاجتماعية والاقتصادية آنذاك وكشفت من خلالها عن آثارها وإبرازها لتدعيم الجسور بين الماضي والحاضر وإطلاق طموحات المستقبل على أسس علمية سليمة تدعمها موروثات الإنسان على أرضه التي احتضنته منذ أكثر من ستة آلاف عام في ظل عراقة الأجداد والتراث الأصيل .

 

ومن أهم المتاحف في الدولة متاحف العين ودبي وعجمان والفجيرة ورأس الخيمة وأم القيوين وفي الشارقة يوجد متاحف الحصن والآثار والمتحف الإسلامي ومتحف الشارقة للفنون والمتحف العلمي.

 

وتشارك هيئات ودوائر السياحة والتراث على مستوى الإمارات في العديد من المعارض الخارجية وورش العمل التي تنعقد في مختلف أنحاء العالم ومن خلال انعقاد الورش والمعارض الهامة في هذه الدول فإن الهيئات والدوائر لا تتأخر عن نقل التراث الإماراتي المتمثل في فن وأصالة الضيافة العربية والمأكولات وعروض الفرق الشعبية والحرفيين ونماذج من البيوت الساحلية والجبلية وجميع المعدات والأدوات التي كانت تستخدم في الماضي وشباك الصيد وفلق المحار والصيد بالصقور خاصة وإنها تتيح الفرصة للسياح والأجانب لالتقاط الصور التذكارية لهم في أجنحة تلك الهيئات والدوائر التي تشارك بها في مختلف المعارض خاصة وأنها دائما ما تستمده من الطابع التراثي الإماراتي العريق .

 

وبفضل رعاية ودعم الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات تحول النادي إلى مؤسسة وطنية رائدة في مجال حفظ مفردات التراث الإماراتي وتعزيزه ونقله إلى الأجيال الحالية بأساليب علمية وفي قالب عصري شيق .

 

وتعزز أنشطة وفعاليات النادي الهوية الوطنية والانتماء للوطن وقيادته الرشيدة التي يقود مسيرتها المظفرة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " وتبصير الشباب والناشئة بواجبات المواطنة إضافة إلى توعيتهم بتراث الآباء والأجداد وتنمية الإحساس بأهميته .

 

ويضم النادي عددا كبيرا من المرافق المختلفة أهمها مركز زايد للتراث والتاريخ ومسرح أبوظبي وجزيرة السمالية وقرية بوذيب للقدرة ومدرسة الإمارات للشراع وصالة الأنشطة والمكتبة المركزية ومخيم الطويلة البحري وميدان سباق الإبل بسويحان وجزيرة المصنوعة ومعسكر الضبعية البحري ومخيم جابر الفلكي وأرض البطين والقرية التراثية .

 

وتعتبر القرية التراثية من أهم مرافق النادي وهي تحتل مساحة تزيد عن/ 16/ ألف تر مربع في منطقة كاسر الأمواج في أبوظبي وقد أنشئت لإبراز الجانب التراثي في الدولة أمام الزائرين إذ تضم نماذج حية لمبان تراثية تربط زائرها بتفاصيل الحياة اليومية التي عاشها أبناء الدولة قبل ظهور النفط وقد تم تشييدها بأسلوب هندسي يناسب عراقة الماضي بحيث تعد مزارا لكل مهتم وباحث عن التراث.

 

وتعتبر القرى التراثية مشاريع سياحية وتراثية تأخذ بها مختلف الدول على مستوى العالم وإنشاء قرى تراثية عدة على مستوى مدن الدولة له أكثر من مدلول بإعتبارها وجهات سياحية وثقافية اخرى جاذبة للزوار والسياح وكونها مواقع وطنية هدفها التعريف بالتراث المحلي الإماراتي والحفاظ عليه للأجيال القادمة .

 

وتعبر عشرات المبادرات الشخصية في تحويل كثير من المواطنين أماكن سكنهم الخاص إلى متاحف وقرى تراثية عن حبهم وعشقهم للتراث وتعتبر تجارب فريدة تستحق التبني وتنفرد بها دولة الإمارات في إشراك المجتمع المدني في المحافظة على التراث . وتشجع دولة الإمارات الرياضات القديمة مثل سباق الهجن والفروسية والصيد وسباق السفن والرماية والغوص وتوفر للسياح والزائرين أماكن عامة ومجانية لممارستها .

 

وتسهم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في هذا المجال إذ تقدم برامجها الخاصة بالتراث المحلي بكل مجالاته ومن بينها برامج للمسابقات التراثية ولمجالس الشعراء وانتشرت المطبوعات التي تعنى بالتراث الشعبي من آداب وفنون وتفاصيل ترتبط بكل ما له علاقة بتاريخ المنطقة والأجداد ولمعت أسماء إماراتية عدة في مجال البحوث والتأليف والنقد والشعر وامتلأت الصحف بدراساتهم ومقالاتهم التي أشارت إلى قيمة تراثنا كما نشطت الاحتفالات التراثية والندوات والمؤتمرات التي توضح أهميته وسماته وانتشرت جمعي

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله