أحلام السياحيين بموسم شتوى مزدهر تحطمت على أعتاب أحداث غزة ومحمد محمود والإعلان الدستورى
توقعات بإلغاءات حجوزات الكريسماس وأعياد الميلاد ..الدول الأوربية تصعد فى بيانات التحذير!!!
تحقيق : سعيد جمال الدين
القاهرة "المسلة" ….. تبددت الآمال التى وضعها خبراء السياحة فى مصر فى إستعادة حركة السياحة الوافدة لمصر إلى معدلاتها الطبيعية والتى تحققت قبل قيام ثورة يناير .. تحطمت أمالهم فى أن يكون إحتفالات أعياد الكريسماس ورأس السنة الميلادية على عتبة أحداث غزة ومحمد محمود والإعلان الدستورى اللذين كانوا أسباباً رئيسياً فى تعديل عدد من الدول الأوربية فى بيانات التحذيرات لمواطنيها من زيارة مصر والتواجد فى أماكن قريبة من المظاهرات والإضطرابات .. رجال الأعمال السياحيين رفعوا أيديهم إلى السماء تضرعاً أن ينجى مصر من المهالك وأن يعم الإستقرار فى عموم البلاد من أجل رفعة مصرنا ولكون صناعة السياحة لها أهمية كبرى فى الإقتصاد القومى وتعد أحد ركائز هذا الإقتصاد وتتصدر كافة الصناعات سواء السلعية أو الخدمية فى حصيلتها من النقد الأجنبى وهذا ما تؤكده الإحصاءات الرسمية فهى تمثل 11,3% من إجمالى الناتج القومى بشكل مباشر وغير مباشر،و15,2% من متحصلات النقد الأجنبى، و45,1 % من صادرات الخدمات،و 9,2% من حجم الاستثمارات فى قطاع الخدمات، وتوفر فرص عمل لـ 12,6% من إجمالى حجم القوى العاملة فى مصر (1,8 مليون فرصة عمل مباشرة و 1,2 مليون فرصة عمل غير مباشرة).
الخبراء أكدوا أن هذه الأحداث ستعصف بالسياحة والجهود التى تبذلها وزارة السياحة وكذلك الشركات سواء عبر الحملات التسويقية والترويجية والتنشيطية فى الأسواق الخارجية أو المشاركة فى البورصات والمعارض الدولية والعالمية.
إلهامي الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية قال إن أحداث محمد محمود ومال أعقبها من أحداث نتيجة الإعلان الدستورى تسببت في تأزم الوضع السياحي المصري، الذي يعانى بالفعل تداعيات الأوضاع الأمنية والسياسية، مشيرًا إلى أن تزامن تلك الأوضاع مع افتتاح كشوف أثرية جديدة، أثر سلبًا على التقديرات التي كان يتوقعها القطاع السياحي، وكانت تشير إلى حدوث ارتفاعات خلال الموسم الجاري قد تتراوح بين 20 و30 %.
أشار الزيات إلى أن هناك مخاوف من تأثير الأحداث الحالية على ميزانيات الدعاية التي توضع لمصر من جانب منظمي الرحلات في «الكتالوجات»، مطالبًا بضرورة استعادة «هيبة الدولة» تحت مظلة من الديمقراطية،مشيراً إلى أن صناعة السياحة خدمة تعتمد بشكل أساس على توفير الأمن.
فيما أوضح عادل عبد الرازق عضو مجلس إدارة إتحاد الغرف السياحية وعضو جمعية مستثمري جنوب سيناء، إن الأحداث التي تقع في غزة من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على حركة السياحة الوافدة لمدينة شرم الشيخ، وتوقع عبد الرازق حدوث انخفاض واضح في حجم الإشغال بفنادق شرم الشيخ خلال شهر نوفمبر بنسبة 25% وذلك بسبب الأحداث الأمنية المتلاحقة بسيناء، والقصف الإسرائيلي على غزة.
وأضاف أن حركة الإشغال السياحي بفنادق شرم الشيخ كانت قد ارتفعت في شهر أكتوبر الماضي بنسبة 9% لتصل إلى 68% مقابل 57% في شهر سبتمبر الماضي، وذلك بفضل الرحلات الجديدة لخطوط الطيران التركية التي وفدت للمدينة من تركيا وإستكهولم بالسويد وساهمت في رفع معدلات الإشغال.
ويرى عادل عبد الرازق أن أحداث غزة ومحمد محمود تهدد حالة الرواج السياحي التي بدأت تشهدها محافظات جنوب سيناء والبحر الأحمر والأقصر، خاصة ونحن فى بداية الموسم السياحي والتي بدأت تعود بعد الجهود التي قدمها القطاع الخاص في المجال السياحي من خلال تنظيمه لقوافل مصرية إلى مختلف الأسواق السياحية بأوربا وأمريكا وتمكنا بالفعل من تصحيح الصورة المغلوطة عن مصر.
فيما أكد عمرو صدقي نائب رئيس مجلس إدارة غرفة شركات السياحة على إن تأثير الاعتداءات الإسرائيلية على غزة وكذلك أحداث محمد محمود بوسط القاهرة سيظهر بشكل أكبر خلال الأيام المقبلة في حالة استمرار العدوان والمصادمات بين المتظاهرين والداخلية والتى تنقلها وكالات الأنباء والوسائل الإعلام المختلفة لتبدو فى الصورة أن مصر كلها بها إضطرابات تعود بالذاكرة للإنفلات الأمنى الذى شهدته مصر فى أعقاب ثورة يناير 2011 والذى كان وراء صدور العديد من البيانات التحذيرية فى عدد من الدول الأوربية لمواطنيها لزيارة مصر .
وأضاف أن الهجوم على قطاع غزة إلى جانب أحداث العنف التى يشهدها شارع محمد محمود بعد إحياء ذكرى شهداء العام الماضي، ساهم فى حدوث إرباك في قطاع السياحة التى تمكنت في الفترة الأخيرة من تحقيق ارتفاعات ملحوظة بعد ركود دام أكثر من عام ونصف منذ ثورة يناير، ولكن هذه الأحداث الأخيرة في حالة استمرارها سوف تدفع إلى خوف السياح من القدوم إلى مصر وإلغاء حجوزاتهم ومن ثم تراجع معدلات السياحة.
بينما توقع عادل زكى عضو مجلس إدارة غرفة الشركات السياحية رئيس لجنة السياحة الخارجية بالغرفة أن أحداث العنف فى التحرير ومحمد محمود تعصف بالسياحة الوافدة لـ 6 أشهر قادمة.
أكد عادل ذكى رئيس لجنة السياحة الخارجية بغرفة شركات السياحة أن عنف الشارع الذى يشهده ميدان التحرير اعتراضا على الإعلان الدستورى وعدم الاستقرار والتوتر الأمنى يعيد القطاع مرة أخرى إلى الوراء .
وأضاف أن هذه الأحداث تلقي بتداعياتها على القطاع لفترة نتيجة مخاوف السياح والدول المصدرة للسياحة من عدم استقرار الأوضاع وتصاعد العنف فى الشارع مرة أخرى.
وأشار إلى أن تناقل الإعلام للأحداث بشارع محمد محمود وقصر العينى والتركيز على هذه المشاهد كل ذلك يثير مخاوف السياح ويبعدهم عن زيارة مصر فى الفترة الحالية، معلقا بالرغم من أن هذه الأحداث تقتصر فقط على ميدان التحرير إلا أنها تؤثر على كافة المناطق السياحية فى مصر.
أوضح ذكى أن منتجعات جنوب سيناء والبحر الأحمر تعد الأقل تأثرا بالأحداث الجارية لان هذه المدن لم تشهد أى أحداث عنف منذ قيام الثورة، بينما تعد القاهرة والأقصر وأسوان الأكثر تأثرا لارتباط رحلات الأقصر وأسوان بالقاهرة بالرغم من بداية موسم الشتاء والذى يعد موسم السياحة بهما، وخاصة بفترة أعياد الميلاد والتى تعد موسم وفود السياحة الأوروبية.
ومن جانبه أكد ثروت عجمي رئيس فرع غرفة الشركات السياحية بالأقصر أن هذه الأحداث ستؤثر بالسلب على الحركة السياحية الوافدة للبلاد وتهدد بمزيد من التراجع السياحي وتنذر بعودة أزمة القطاع السياحي التي بدأت في الانفراج مؤخرا.
وتوقع عجمي حدوث إلغاءات للحجوزات السياحية لعشرات الأفواج السياحية الوافدة من الأسواق الأوروبية نتيجة لتجدد الاشتباكات في شارع محمد محمود ومحيط وزارة الداخلية بجانب تصاعد الاحتجاجات الفئوية وقطع ووقف حركة الطرق والقطارات.
وطالبت نجوى البارون الخبيرة السياحية بتحرك حكومي عاجل لوقف أية فعاليات احتجاجية داخل المزارات الأثرية والعمل على حظر أي إغلاق للطرق السياحية من قبل فئات المحتجين من مواطنين أو عاملين لخطورة تلك الاحتجاجات على قطاع السياحة المصري.
وناشدت البارون على ضرورة استغلال التصريحات التي أطلقتها الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في الأقصر الأسبوع الماضي وأكدت خلالها على أمن وأمان مصر، ودعت خلالها سياح أوروبا لزيارة الأقصر ومدن مصر السياحية والقيام بحملة ترويجية بدول أوروبا من منطلق تأكيدات أشتون على أمن مصر ودعوتها لسياح أوروبا لزيارة البلاد إلى جانب استغلال إشادتها الكبيرة بالآثار المصرية وكرم المصريين في جذب مزيد من السياح والخروج بالقطاع السياحي في مصر من أزمته الراهنة.
وكانت نسبة الإشغال السياحي بفنادق الأقصر قد ارتفعت الأسبوع الماضي إلى 41%، فيما شهد قطاع السياحة النيلية انفراجة كبيرة منذ مطلع شهر نوفمبر الجاري عادت معها البواخر السياحية والفنادق العائمة للعمل مجددا بين الأقصر وأسوان، حيث وصل عدد الفنادق والبواخر السياحية بين الأقصر وأسوان إلى 97 باخرة سياحية وفندقا عائما في أكبر حركة للبواخر السياحية بنهر النيل منذ تفجر ثورة يناير المجيدة.