افتتاح أعمال مؤتمر الربط البحري بين الدول العربية فى بيروت
بيروت "المسلة" …. إفتتح وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي "مؤتمر الربط البحري بين الدول العربية"، واجتماعات مجلس الادارة والجمعية العمومية للاتحاد العربي لغرف الملاحة البحرية، في بيروت. حضر المؤتمر والاجتماعات وزراء النقل والاقتصاد والتخطيط في الدول العربية، وحشد من رؤساء غرف الملاحة والشركات البحرية العربية والعاملين في قطاع النقل البحري في لبنان وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد العربي وممثلون عن ادارات الجمارك والمرافىء والهيئات البحرية والاقتصادية والاعلامية من عشر دول عربية، ورئيس مجلس إدارة مرفأ بيروت حسن قريطم ونقيب الصحافة محمد البعلبكي.
وتحدث العريضي في المؤتمر فقال: للغرفة الدولية وللملاحة البحرية في بيروت، مبارك هذا العيد الذي تكتمل الفرحة فيه ليس فقط في الانجازات التي تحققها الغرفة في هذا المناخ، وفي ظل هذه التحديات تكتمل الفرحة في وجودهم، وبالنتائج المتوخاة من هذا المؤتمر الذي نتمنى أن يكون مؤتمرا ناجحا، وأن يخرج بقرارات وتوصيات نذهب جميعا إلى تنفيذها وتفعيل هذا العمل المشترك في ما بيننا.
والكلمات التي استمعت إليها ناتجة عن خبرة من عدد من مسؤولين في قطاع النقل البحري وفي العمل العربي المشترك، وأعتقد أنكم قلتم: نحن دائما نقرأ المشكلة، ونحدد أسبابها ونخلص إلى نتائج وتوصيات وقرارات ونعود إلى تكرارها في لقاءات ومؤتمرات دائمة لكن الإنجازات أو الخطوات العملية قليلة. هذا صحيح لكنه لا يحبطنا، لأن ليس ثمة خيارات أخرى أمامنا، ونحن في سباق مع الزمن، المعوقات والمشاكل والتحديات معروفة، لكن الإمكانيات أيضا معروفة، ومن الخطير جدا أن نرى عدونا يدرك إمكانات دولنا أحيانا أكثر منا ويسعى إلى اقتصادها أو استثمارها بالقوة أو بالتحايل أكثر منا ونحن أصحاب حق. لذلك هذه مناسبة، ومن موقع إنساني وليس من موقع إنغلاق أو انفعال أو تسرع ندرك فيه معنى العلاقة مع الآخر في ما بيننا كدول عربية، ومع العالم الخارجي يجب أن نؤكد في كل مناسبة أن خير العرب هو للعرب أولا، شعوبا بالدرجة الأولى، وأن بحر العرب بخيراته هو للعرب أولا، وهم الذين يقررون كيف يستفيدون منه وكيف يتفاعلون.
وتابع العريضي: "نعم نرى إسرائيل تستهدف هذه الخيرات، هنا تحفر آبارا وهناك تصادر أرضا، وهنا تلغي قضية مثل القضية الفلسطينية، والهدف هو في التاريخ والماضي والحاضر والمستقبل، وضع اليد على هذه الأرض وما تحت الأرض من خيرات، وما في البحر مقابل غزة من خيرات وما في لبنان من خيرات ومصر وأنتم جميعا تعلمون حجم هذا التحدي الذي نعيشه في لبنان. اليوم هذا البحر هو بحر خير يجب أن نستفيد منه ونعرف كيف نتعاطى معه. في الشاطىء مرافىء كثيرة متعددة، مساحات شاسعة، والإحصاءات التي قيلت الآن أمامنا مقلقة ولا أقول محبطة، إذا أخذنا نسبة التبادل التجاري بين الدول العربية ونحن نتغنى أننا أمة 350 مليون عربي، وأن لدينا إمكانات وثروة وطنية وبشرية ومالية، وحضارية، وتاريخية. أين تستثمر هذه الثروات؟ يأتي إلينا رؤساء حكومات ووزراء من دول عديدة لتوقيع اتفاق معنا لتسيير رحلات، على مستوى النقل البحري لا أريد الدخول في قطاع النقل ككل."
. وقال: "في موضوع المؤتمر، نتفهم لماذا هذا الهجوم بالمعنى الإيجابي على شواطئنا ومرافئنا لتبادل تجاري، لحركة سياحية، كل ذلك في إطار رؤية سياسية، اقتصادية، تعود بالفائدة على هذه الدولة أو تلك، وكل دولة واجبها أن تسعى إلى تفعيل هذا العمل، لزيادة الإنتاجية ومصلحة شعبها. إنما السؤال الذي يطرح هو لماذا لا يكون هذا الأمر بين بعضنا البعض كدول عربية، ونحن نتبنى بإمكانات فوق الأرض وتحت الأرض ومالية في دولنا وعلى مستوى القطاع الخاص ونرى أصحاب الشركات الكبرى يتهافتون إلينا ولا أبالغ في ذلك.
نحن بلد فقير بمساحته، نعرف تماما ماذا يجري الآن في مرفأ بيروت، وأعتقد أن عددا منكم اطلع على واقع التطور في مرفأ بيروت، وعلى ما هو منتظر لمرفأ طرابلس. اليوم أكبر الشركات العالمية للنقل البحري تتقدم بعروض استثنائية للتعاون مع مرفأ بيروت بعد مشروع التوسعة الذي أطلق في المرفأ وأنجزت المرحلة الأولى منه، وبحكم الموقع الجغرافي من جهة، والإمكانات والعمق. والآن نشهد ونحن على أبواب إنتهاء اعداد مناقصة للتشغيل والتجهيز لمرفأ طرابلس، شركات عالمية ومحلية تتقدم لهذا المشروع وطرابلس مدينة صغيرة قياسا على مدن عالمية كبرى وإمكانات المدينة. ونرى هذا التهافت على هذه المرافىء لأن في ذلك خيرا، ونتيجة وإنتاجا وتفعيلا لحركة اقتصادية كبيرة يعرف الآخر كيف يمكن أن يطل عليها والاستفادة منها".
وقال: "لا أدعي أننا بادرنا إلى هذه الخطوات لأننا ننجز هذه المسألة، هذه حقيقة وهذا ما يجب أن يكون بين دولنا العربية ككل على مستوى النقل، الشحن، النقل التجاري، ونقل الركاب، والنقل السياحي بين دولنا العربية وداخل هذه الدول، وهذا يؤدي إلى إنتاجية من جهة، وتخفف أزمة السير والمزيد من التبادل والتعاون في ما بيننا.
وأعرف المعوقات ولكن المسائل اليوم مع التطورات التقنية لم يعد ثمة مبرر لنا كي نقول هناك معوقات سواء على مستوى المعاملات الجمركية أو تصريف معاملات الوسطاء والتجار والوكلاء، وأصحاب المصالح أصبحت مسائل بديهية. اليوم تدار شركات ومصالح كبرى من غرف صغيرة عبر التقنيات الحديثة ولا نزال نشكو في دولنا من مثل هذه المعوقات. هذا أمر غير مقبول ويجب تجاوزه من خلال الإجراءات الحكومية المطلوبة والتعاون بين بعضنا البعض. ولا أعتقد أن ثمة ابتكارات في هذا المجال، المسائل معروفة وأنتم كأصحاب خبرة في هذا القطاع يعرفون تماما ما هي هذه الإجراءات التي لا بد من اتخاذها، وبالتالي المطلوب قرار سياسي، شجاع على مستوى الحكومات العربية.
وتابع العريضي: "وقال: " الواقع العربي الذي نعيشه اليوم: خلافات عربية، انقسامات، ثورات، معارضة، إرهاب، قولوا ما شئتم في هذا الأمر. الذي يريد البقاء في الحكم يقول: هذه مصلحة بلادي والشعب، والذي يريد التغيير يقول: مصلحة بلادي والشعب. إذا تعالوا لاتخاذ إجراءات لمصلحة البلاد والشعب على هذا الصعيد.
لسنا وحدنا الدول التي تعيش الثورات والخضات. هذا الأمر حاصل الآن في دول أخرى، وحصل في دول عاشت دون حكومات لعامين وثلاثة وحققت نموا كبيرا، ولم نسمع شكوى من المواطن في ما يخص المعاملات، والإجراءات وحركة الإنتاج على مستوى المرافىء والمرافق داخليا وخارجيا.
واستمر عملها، إنما المسألة مسألة ذهنية ، واحترام عقول الناس، وإدارة الأزمات ملازمة تماما لإرادة القيادات. لا تكفي أن تكون لدينا إرادة ونيات وأن نعلن المواقف في البيانات والخطابات وأن نذهب إلى إدارات خاطئة بالكامل، تدفع بالدول إلى الإنزلاق في متاهات الحروب الداخلية، وإقفال الحدود، وتراجع وانهيار الاقتصادات، كل ذلك ضد مصلحة الدول والشعوب كما يجري في محيطنا في عدد من دولنا العربية".
وأضاف: "إننا نعلق أهمية كبيرة على موضوع تبادل المعلومات والأمن والتطوير التقني، ومعاهد التدريب والأكاديميات، وإننا على تواصل مع كل الأخوة المشاركين بهذا الأمر، وسيكون لدينا مركز للتدريب في البترون، وسيكون من أهم المراكز بإشراف المنظمة الدولية للملاحة البحرية، ومع إطلاق هذا المشروع بدأت الجامعات العاملة في لبنان منها: الجامعة العربية وجامعة المنار في طرابلس وجامعات أخرى تفكر في فتح أكاديميات علمية مختصة يمكنها الاستفادة من معهد التدريب، ومنها المرافىء المجهزة والمتطورة الآن التي توضع فيها أهم التقنيات. وهذا أدى إلى نوع من تنمية وإدخال علم ومعرفة جديدة، وتبادل معلومات وخبرات وتقنيات وجامعات تتطور.
والناس تدخل إلى هذا المجال للاستثمار أيضا على المستوى الوظيفي وصولا إلى الإدارة، والاستثمار المالي، كل ذلك يؤدي إلى تحريك الدورة الاقتصادية داخليا وخارجيا". وأمل العريضي في "أن تشهد الدول العربية التي لم تشهد ثورات حتى الآن أن تكون فيها ثورة داخلية على مستوى القرار السياسي، والمبادرة إلى وضع حد لهذه الحالات، والدول التي تشهد ثورات تحت عنوان التغيير أن يوضع حد لعمليات الفساد لأن ذلك ينعكس سلبا على مصلحة الناس، وهذا أحد المعوقات الذي يؤثر تأخير التعاون بين بعضنا البعض". وقال: "مسألة الفساد ليست مسألة فردية، بل تبدأ من قيادات على مستوى اتخاذ القرار السياسي لتصل إلى موظف صغير يمكن أن يرشى في عملية تخليص معاملة، والأخطر هو ذهنية الفساد في طريقة التعاطي مع ملفاتنا. والخروج من هذه الذهنية هو أهم عنصر من عناصر التغيير التي ننتظر في عالمنا العربي. آملا الخروج من هذا المؤتمر بقرارات وتوصيات جديدة".