Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

الى أين يا مصر .. بقلم خالد صلاح عطية

 

الى أين يا مصر ..

 

بقلم : خالد صلاح عطية

الى أين يا مصر سؤال يتردد على لسان جميع المصريين فى كل المجتمعات فمع اندلاع ثورة 25 يناير راودنا الامل فى مستقبل مشرق لمصر والمصريين، مستقبل تتحقق فيه مطالب الثورة ( عيش، حرية ، كرامة ، عدالة اجتماعية) وعلمنا جميعا وكثرت الامانى بالغد الافضل التى تنهض فيه البلاد من عثرتها وتحتل المكانة التى تستحقها ، وتمر الايام والشهور وتكثر الغيوم فى الافق، وتشتد الصراعات ، الكل يسعى للفوز بنصيب فى الغنيمة ويدوس فى الطريق كل أمل فى مستقبل أفضل لمصرنا الحبيبة الغالية.

 

ويوما بعد يوم يتبخر الحلم لتستيقظ على كابوس جديد ، وكارثة جديدة ليس بفعل الطبيعة لكن من صنع الانسان المصرى الذى يتأكل انتمائه للبلد بمرور الوقت وانخرط فى أعمال تساعد على المزيد من السقوط الى الهاوية… البعض بمشاركاته الفعلية والبعض الاخر بالوقوف موقفا سلبيا دون ان يسعى الدفاع من مؤسسات ومقومات الدولة.

نعم الكل يشارك فى التدمير ولا يوجد بيننا من هو قادر ان يفرض صوت العقل … ليقف كل منا لحظات صادقة مع النفس يتأمل خلالها ما وصلت اليه الاحوال فى مصرنا الحبيبة… اقتصاد ينهار بفعل فاعل ، تتأثر البورصة وتنسحب الاستثمارات من البلاد وتزاد أعداد البطالة ويرتفع معدل الجريمة بكل أنواعها وتنتشر المخدارت، والامن عاجز عن مواجهة الخارجين عن القانون بداية من المرور فى الحوادث التى تروع المواطنين.

 
الاهمال واللامبالاة اصباحا من سمات العصر والكل يتفرج ويتحسر الكثيرون يتألمون ولكن دون جدوى، فلا أحد يبحث الا عن مصلحته الشخصية ويدوس فى سبيلها كل شىء الاف المصريين يوميا يبحثون عن فرصة هجرة مشروعة أو غير مشروعة مع الاختناق الذى يصيب البلاد ويزحف الى كل شبر فيها.

 
حكومة عاجزة عن تحقيق رغبات الجميع نظرا لتوقف الانتاج تقريبا وتفرغ الجميع للمطالب الفئوية والتى لن تتحقق الا بعودة الحياة الى كافة مرافق الدولة بالعمل والاجتهاد والمثابرة.

 
الكل تفرغ لاثبات انه قادر على تركيع الدولة يوميا اعتصامات وقطع طرق للتعبير عن الاحتجاج والمطالبة بزيادة رواتب أو حوافز أو بدلات ، المهم كلها مطالب مادية ، وليس من بينها مطالب لزيادة الانتاج.

انظر فى كافة مؤسسات الدولة لن تجد الا من يريد ان يفرض سيطرته على رئيسه فى العمل اما الاستجابة لمطالبه أو الاعتصام وقطع الطرق وتعطيل مصالح الناس وتكبيد الدولة المزيد من الخسائر ودفعها للهاوية بأسرع وقت وفى هذا لا فرق بين الجميع.

 

الاطباء وسائقى المترو والمعلمين وعمال المصانع والالتراس الذى يدوس فوق الجميع لاستمرار وقف النشاط الرياضى، بالاضافة الى مدعى الشهرة فى الفضائيات الذين يريدون ان يهدموا أعظم اثار الدنيا التى تعد أحد الروافد الهامة لموارد الدولة والاقتصاد المصرى والتى تجلب ملايين السائحين من مختلف دول العالم لرؤيتها.

 

أبو الهول يكاد يصرخ من أمام الاهرامات فى وجه الجهلاء ويقول الى أين يا مصر، ومن وراء الجهلة والموتورين الذين سيقضون على الاخضر واليابس فى البلاد ويقول هؤلاء ليسوا احفادى.

 
هل هانت مصر على ابنائها ؟ اين حكماء الامة، الرحمة يارب.. الرحمة يارب.. اطفال فى عمر الزهور تذهق ارواحهم بسبب الاهمال وكالعادة يقال الوزير او يستقيل ونسعى وراء كاميرات المصورين عقب خروجه من النيابة لتلقط له صورا وهو يتأهب لركوب مترو الانفاق بابتسامة عريضة وكأنه لا يشعر بالفاجعة التى ألمت بنا جميعا من الحادث الاليم… يارب احمنا والهم أهالى الاطفال الصبر والحكمة..

 

يا ابناء مصر افيقوا من غفلتكم وانهضوا للعمل ولنكن جميعا يدا واحدة تبنى وتعمر ولا تدمر وكفاكم اضاعة للوقت والجهد وكفانا فرقة وتشتت ليتحمل كل منا مسؤليته وتظهر معدن المصرى الاصيل الذى نجح فى القيام بثورة بيضاء ابهرت العالم، ولنكن قدوة لدول الربيع العربى فى النهوض بالبلاد لتحتل المكانى التى تستحقها …  اننا كشعب لسنا اقل من شعوب كثيرة فى الشرق والغرب استطاعت ان تنهض وتتقدم الصفوف بارادتها  الحرة والامثلة كثيرة فى دول اسلامية مثل ماليزيا التى أصبحت فى سنوات معدودة نمرا من النمور الاسيوية، أو فى تركيا التى تمد لنا يد العون أو فى كثير من دول العالم التى اعتمدت على سواعد ابنائها واوجدت لنفسها مكانا متميزا على الخريطة الدولية… والا سنظل نتساءل الى اين يا مصر … ولله الامر من قبل ومن بعد.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله