10 ملايين سائح و400 ألف غرفة في تونس 2016
كشف وزير السياحة التونسي إلياس فخفاخ، أن تونس تستهدف جذب 10 ملايين سائح في العام 2016 ضمن استراتيجية شاملة لتطوير القطاع السياحي. وقال الوزير فخفاخ في حوار مع «البيان»: إن القطاع السياحي في تونس يستقطب سنوياً استثمارات تصل إلى 150 مليون يورو، منها ما معدله 15 إلى 20 % من الاستثمارات الخارجية التي شهدت خلال العام الماضي تراجعاً بنحو 50 % بسبب الأزمة في أوروبا.
وأشار إلى أن حجم الدخل السياحي ارتفع إلى أكثر من 1.1 مليار دينار تونسي خلال العام الماضي بزيادة تصل إلى 36 % مقارنة مع العام 2010 كما شهد العام الماضي أيضاً نمواً في حجوزات الصيف قاربت 60 %. وأضاف أن الحكومة تعد حالياً استراتيجية شاملة لتطوير القطاع السياحي ومن ضمنها تم تجهيز أكثر من 1000 هكتار لغايات الاستثمارات السياحية المتنوعة والمشاريع المتعلقة بها.
وأوضح أن الحركة السياحية في تونس مرت بظروف صعبة نوعاً ما خلال العامين الماضيين، بسبب الأحداث السياسية والتغير الذي تشهده تونس في مختلف المجالات. لكنها تشهد عودة تدريجية نحو الانتعاش وبمعدل نمو بلغ 30 % مع زيادة بأكثر من 1.3 مليون سائح جديد ليرتفع العدد بنهاية العام الجاري إلى 6 ملايين سائح.
وقال وزير السياحة التونسي: إن الطاقة الفندقية في تونس تصل حالياً إلى 220 ألف سرير من خلال 600 وحدة فندقية، ونتطلع إلى زيادة هذه الطاقة لتصل إلى 400 ألف سرير بحلول عام 2016 لاستقبال أكثر من 10 ملايين.
وفي ما يلي نص الحوار..
كيف هي أوضاع القطاع السياحي في تونس اليوم؟
من المعروف أن الحركة السياحية في تونس مرت بظروف صعبة نوعاً ما خلال العامين الماضيين، بسبب الأحداث السياسية والتغير الذي تشهده تونس في مختلف المجالات. وخلال العام الجاري شهدنا عودة تدريجية نحو الانتعاش، ونتوقع عودة مستويات حركة السياحة إلى سابق عهدها خلال العام المقبل. خلال هذا العام نمت حركة السياحة بأكثر من 30 % مقارنة مع العام الذي سبقه ودخل تونس أكثر من 1.3 مليون سائح إضافي ليرتفع العدد بنهاية العام الجاري إلى 6 ملايين سائح.
توقعات :
ما هي توقعاتكم للعامين المقبلين؟
كما قلنا سابقاً، هناك عودة جيدة لحركة السياحة لتونس من العديد من أسواق العالم، وهناك اهتمام أيضاً من أسواق جديدة منها الصين وروسيا وأوروبا الشرقية. مع استمرار التغير السلمي في تونس نتوقع استمرار النمو في القطاع وخلال العام المقبل سيكون هناك عودة كاملة لانتعاش القطاع السياحي.
كيف كان العام الماضي 2011 :
لقد شهدنا عودة جيدة للحركة السياحية فقد ارتفع مثلاً الدخل السياحي إلى أكثر من 1.1 مليار دينار تونسي خلال العام الماضي بزيادة تصل إلى 36 % مقارنة مع العام 2010 كما شهد العام الماضي أيضاً نمواً في حجوزات الصيف قاربت 60 %.
ماذا عن عودة السياح إلى الدولة وتأثرهم بمناخ الأمن والاستقرار؟
خلال الفترة الماضية لم يسجل في تونس أي حادث ضد أي من السياح ويمكن القول إن 99.9 % من مدن تونس آمنة وما نشهده من أحداث من بعض الجهات في طريقه للزوال، خصوصاً أن الجميع متفق على إنشاء دولة المؤسسات والقانون، حيث لا يمكن فرض آراء جهة ما على كامل المجتمع.
تغيرات :
هل تعتقد أن التغيرات السياسية التي حدثت أثرت بشكل أو بآخر في النشاط السياحي؟
بالطبع، كان هناك تغيرات وتأثير سلبي في حركة تدفق السياح خلال العام الماضي. القطاع السياحي قطاع حساس يتأثر كثيراً بالظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، لكننا شهدنا خلال العام الجاري عودة القطاع إلى تسجيل معدلات نمو جيدة سواء في أعداد السياح أو في الليالي السياحية.
هل قمتم بأي إجراءات أو أنشطة جديدة لتنشيط الحركة السياحة ما هي أبرز الجهود في هذا المجال؟
هناك عدة إجراءات قمنا بها للترويج لتونس كوجهة سياحية عربية وعالمية، منها دعوة أكثر من 1000 صحافي وأكثر من 5 آلاف وكالة سياحة وسفر لزيارة تونس والاطلاع على مناخ الأمن والاستقرار هناك، وعرض المنتج السياحي التونسي والبنية التحتية، وما يفوره قطاع الضيافة هناك، والتعريف بالوجهات السياحية التي تنتشر في مختلف أرجاء تونس. كما ضاعفنا ميزانية الترويج السياحي، وقمنا باتصالات مع مختلف شركات الطيران لجذب الوفود السياحية إلى تونس.
ومن بين هذه الإجراءات كذلك دعم المؤسسات السياحية بمختلف أنواعها وتوفير كافة التسهيلات لها بما فيها الفنادق، إضافة إلى الشروع بعمل دراسة شاملة لأوضاع القطاع السياحي في البلاد، تتناول الفرص والتحديات التي يواجهها القطاع إضافة إلى مكونات المنتج السياحي وعوامل القوة والضعف، وصولاً إلى وضع التوصيات الرامية إلى النهوض بهذا القطاع الحيوي.
أطلقت تونس ممثلة بالديوان التونسي للسياحة خلال العام الجاري حملات ترويجية مركزة لاسترجاع عملائها من السياح، بعدما كانت من أكثر الوجهات السياحية العالمية إقبالاً. وتأتي هذه الحملة بعد غياب أملته التغيرات السياسية التي مرت بها البلاد وأثرت في حركة السياحة التي تراجعت بعد عام من الثورة بنحو 500 ألف سائح بالنسبة لعام 2011.
وتحاول تونس العودة إلى السوق من خلال تسويق مفاهيم جديدة للسياحة التونسية، ومن أجل هذا تأتي الحملة الترويجية بفرنسا وخاصة في مدن باريس وليون ونيس، حيث توجد رحلات يومية، وتمر هذه الحملة أساساً عبر عدة مراحل من بينها الإعلان في ميترو الأنفاق، والترويج في المجلات والصحف الفرنسية والتعريف بمدن أخرى تونسية كطبرقة وجربة والجم وسيدي بوسعيد.
تحديات :
أين ترون أهم العقبات والتحديات أمام نهضة جديدة للسياحة التونسية؟
بالطبع، هناك عقبات وتحديات تتمثل بتوفير كافة مقومات الأمن والسلامة للسائح، وتعزيز ثقته بتونس كوجهة سياحية بامتياز، والظروف التي مرت بها البلاد خلال الفترة الماضية في طريقها لتعزيز قوة القطاع وترسيخ مفاهيم دولة القانون والمؤسسات.
هل تروجون للمنتجات السياحية خارج تونس؟
نحن نشارك في مختلف المحافل والأحداث السياحية الإقليمية والعالمية للترويج السياحي لتونس، ومنها أحد المؤتمرات في إمارة الفجيرة خلال الأسبوع الماضي. كما نروج لتونس سياحياً أيضاً من خلال شركات الطيران ووكالات السفر ونحن بصدد طرح مجلة متخصصة تتناول جوانب ووجهات تونس السياحية والتعريف بمنتجها وتنوعها السياحي فضلاً عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت لهذه الغاية.
هل لاحظتم شرائح جديدة للسياح قادمة إلى تونس أم أنها نفس الشريحة القديمة؟
هناك 55 % من سياح تونس قادمون من القارة الأوروبية وهم يشكلون الأغلبية إضافة إلى 45 % من السياح العرب من الدول المجاورة، لكن هذه النسبة في طريقها للتغيير حالياً إذ أننا نشهد اهتماماً من أسواق جديدة تتمثل في روسيا وأوروبا الشرقية والصين. وقد نمت أعداد السياح الروس إلى تونس بنسبة زادت عن 50 % خلال العام الجاري
مقارنة :
كيف هي السياحة العربية مقارنة مع الأجنبية؟
السياحة العربية ما زالت أقل من نظيرتها الأوروبية بالنسبة لتونس وهذا عائد إلى ضعف الترويج وتوفير المنتج السياحي للعائلة العربي وخاصة الخليجية. نحن بصدد وضع مفاهيم جديدة وتوفير كافة الاحتياجات للسائح العربي ونتوقع خلال العامين المقبلين زيادة جيدة في أعداد السياح العرب، وخاصة من دول الخليج، حيث لا يتجاوز عدد السياح حالياً 40 ألف سائح سنوياً.
هل هناك استثمارات جديدة في القطاع؟
وضعت الحكومة وضمن استراتيجية شاملة مخططاً لتطوير أكثر من 1000 هكتار لأغراض الاستثمار السياحي التي باتت جاهزة تقريباً لهذه الغاية. القطاع السياحي في تونس يستقطب سنوياً استثمارات تقدر بـ150 مليون يورو منها 15 إلى 20 % استثمارات خارجية. ورغم تراجع هذه الاستثمارات خلال العامين الماضيين بنسبة 50 % إلا أننا نتوقع عودة قوية لحركة الاستثمار السياحي خلال العامين المقبلين.
أعطونا معلومات حول أعداد الفنادق وعدد الغرف الفندقية المتوافرة؟
لدينا طاقة فندقية حالياً تصل إلى 220 ألف سرير توفرها 600 وحدة فندقية ونتطلع إلى زيادة هذه الطاقة لتصل إلى 400 ألف سرير بحلول عام 2016 لاستقبال أكثر من 10 ملايين سائح مع تنوع المنتج السياحي التونسي، ما بين سياحة الشواطئ والسياحة البيئية وسياحة الغابات والجبال، إضافة إلى السياحة الثقافية والتراثية لتلائم مختلف شرائح السياح من مختلف أنحاء العالم.
ماذا عن التعاون مع شركات الطيران؟
نتطلع إلى توقيع اتفاقيات جوية مع أوروبا والولايات المتحدة لتنشيط حركة المسافرين مع كلا القارتين. هناك نشاط جيد للناقلات الإماراتية في السوق التونسية، ونحن نتوقع زيادة حركة الرحلات الجوية بين تونس والوجهات الخليجية في المستقبل القريب، حيث تمثل تونس نقطة ربط جيدة لرحلات الترانزيت إلى آسيا وأميركا.
ما هي المدن أو الوجهات التونسية الأكثر استقطاباً للسياح؟
لدينا حالياً خطة لتطوير مختلف الوجهات السياحية في تونس، وقد افتتحنا مكاتب سياحية في كل من جدة واسطنبول للترويج لتونس سياحياً. التغيرات الجارية حالياً في تونس أعطتنا زخماً جديداً للحركة واستكشاف أسواق جديدة لجذب المزيد من السياح.
ومن ضمن الجهود التي نعمل عليها تطوير وجهات ومرافق جديدة منها توزر في الجنوب وطبرق، إضافة إلى تطوير المناطق الداخلية. وهناك مشروع خاص لمدينة القيروان لتطويرها سياحياً، وتوفير كافة المرافق والخدمات والبنية التحتية في هذه المدينة التاريخية المهمة.
لدينا أيضاً شريط ساحلي كبير يشكل وجهة جاذبة للسياحة الداخلية والخارجية، وهناك أكثر من 10 موانئ للترفيه السياحي و130 أخرى قيد التطوير.
وتوفر صناعة السياحة في تونس نحو 7 % من الدخل القومي الإجمالي وهي تشكل دعامة رئيسية للاقتصاد الوطني هناك وتوفر 400 ألف فرصة عمل مباشرة، وأكثر من مليوني فرصة أخرى غير مباشرة من قطاعات ترتبط بصناعة السياحة وهو يمثل 5 % من إجمالي مصادر تونس من العملة الصعبة.
مقومات جذب سياحي:
تتوافر في تونس جميع مقومات الجذب السياحي. فهناك وعي سياحي عال على المستويين الرسمي والشعبي، ويجـد السائح في تونس بغيته مهما تنوّعت وتباينت، فإلى جانب شواطئها التي يبلغ طولها نحو 1200 كم على مياه البحر الأبيض المتوسط والمجهزة بمرافق وخدمات سياحية متطورة، هناك المقصد السياحي الثقافي ممثلاً بكنوز من التراث والآثار والمتاحف، تعكس كلها تواتر حضارات عريقة شهدتها تونس منذ فجر التاريخ.
كما تتمتع تونس ببنية خدمات متطورة في مجال المواصلات والنقل جواً وبراً وبحراً، إضافة إلى خدمات الاتصالات الحديثة التي تستوعب كل ما تنتجه تكنولوجيا الاتصال الحديثة، وقد وفر هذا لتونس أن تكون سوقاً ماليّة مهمّة تنتشر فيها المصارف والمؤسسات الماليّة العالميّة الكبرى.
وخلال السنوات السابقة تحولت تونس إلى وجهة تستقطب مجموعات فندقية وذات صيت عالمي، بالنظر لما توفره هذه البلاد من مميزات أهمها وفرة السياح الذين يقدر عددهم بسبعة ملايين سائح سنوياً، وتوفر بنية تحتية ضخمة تساعد على إقامة مشاريع سياحية كبرى فضلاً عن توافر عوامل جغرافية مناسبة.
وتتوقع البلاد استقطاب 10 ملايين سائح في العام 2016 وأن تدر السياحة أكثر من 5 مليارات دولار، الأمر الذي يعزز من موجودات البلاد من العملة الصعبة.
المصدر : البيان الاقتصادى