من هـدم الأهرامـات إلي أحداث غزة ومحمد محمود.. »يا قلبي لا تحزن«
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
تواصلا للازمات والكوارث التي اصبحت السياحة صناعة الامل ضحية لها في مصر تدهمنا احداث العدوان الاسرائيلي الغاشم علي غزة لتقضي علي كل آمل في التعافي والمساهمة في حل مشاكلنا الاقتصادية. وقد اهلت علينا هذه الازمة لتتلوها تلك الصدامات الكارثية التي شهدها محمد محمود بمناسبة الاحتفال بذكري شهداءه العام الماضي. وقبل ذلك كانت تلك التصريحات المتسمة بعدم المسئولية وسوء القصد المبيت التي اطلقها الشيخ مرجان الجوهري داعيا فيها الي هدم الاهرامات باعتبارها كيانا وثنيا يعبر عن الشرك بالله. ليس من توصيف لهذه الدعوة التي تستهدف »الشو الاعلامي« سوي انها تفتقر الي العلم والفكر الصحيح.
< < <
من المؤكد ان من وراء هذه الدعوة يجهل تماما التاريخ الاسلامي الذي صاحب فتح القائد الاسلامي عمرو بن العاص لمصر. انه لم يمس الاهرامات او الاثار القديمة علي اساس انه تراث تاريخي انساني ثقافي وليس من المظاهر الوثنية. ان ما قيل لا يدخل ابدا ضمن حرية الرأي والتعبير وانما يمكن اعتباره جريمة ضد مقومات التراث المصري وان لا علاقة لها بالدين من قريب او بعيد. ان هدفها ابتزاز أمن واستقرار الوطن سياسيا واقتصاديا وتاريخيا. كنا ننتظر ان تكون هناك خطوات واجراءات قانونية ضد هذا السلوك. ليس خافيا ان هذه التخاريف انما تسير علي نهج ما تم في افغانستان وادين عالميا عندما جري تحطيم تمثال بوذا الذي مازال مئات الملايين يدينون بتقديسه. ان هناك فرقا كبيرا بين هذا العمل الذي قامت به طالبان في افغانستان وما يتعلق باهرامات مصر الخالدة التي اقيمت لتخليد بانيها فحسب.
< < <
اذن وبناء علي هذه الحقائق المتعلقة بالاهرامات فإن العائد الوحيد لهذه الادعاءات الكاذبة.. هو ضرب حركة السياحة بمصر التي تري في هذا الاثر صرحا ثقافيا يثري التواصل بين الشعوب ومصدرا مهما للازدهار الاقتصادي.
انطلاقا من هذا الواقع وتجنبا لما قد تؤدي اليه هذه الدعوات غير المسئولة فقد كنا ننتظر اتخاذ اجراءات قانونية مسئولة ضد من خرج علينا بهذا الهراء الذي لا سند له من الدين او التاريخ. ان السكوت علي هذا التخريب الترويجي يعني التأييد الضمني او اظهار نوع من التعاطف الذي يتعارض مع الصالح الوطني.
< < <
وهكذا كتب علينا ان تلاحقنا الازمات سواء كانت محلية او خارجية لتزيد من آلامنا ومعاناتنا ولتضع العقبات امام محاولات الانطلاق بالمسيرة لعبور المحنة التي تقودنا الي المجهول. هنا اردد مع الباكين علي حال مصر من كارثة الدعوة لهدم الاهرامات الي مصيبة احداث غزة وشارع محمد محمود »يا قلبي لا تحزن« ان كل هذه الاحداث المأساوية تصب في اتجاه واحد.. ألا وهو اجهاض كل جهود في قيام صناعة الامل بالدور المنوط بها لانتشال الوطن من هذه الازمة التي توحي بأن لا نهاية لها.