80 مليون مسافر عبر مطارات الدولة نهاية العام الجاري
أبوظبى " المسلة " … تتجه مطارات الدولة الى تحقيق رقم قياسي غير مسبوق في اعداد المسافرين التي يتوقع ان تقفز الى 80 مليون مسافر نهاية العام الجاري مدفوعة بنمو ضخم لأساطيل شركات الطيران الوطنية وتوسعات كبيرة في مختلف مطارات الدولة.
لكن الامر الذي يثير الانتباه انه ومع النمو المتسارع لشركات الطيران في الامارات وتوالي تسلمها المزيد من الطائرات الجديدة فان مطارات الدولة تتجه وبسرعة كبيرة الى تحقيق رقم يصل الى 100 مليون مسافر سنويا وهو رقم قريب من مجموع حركة المسافرين عبر مطارات نيويورك الذي يتجاوز حاليا هذا العدد.
وأشار تقرير " مركز الطيران" ان هذا النمو الضخم في اعداد المسافرين يأتي رغم ان المسافة بين اكبر ثلاث مطارات في الامارات لا تزيد عن 120 كم حيث تلعب شركات طيران الامارات وفلاي دبي والاتحاد والعربية الدور البارز في نمو المطارات التي تعمل فيها.
وقال التقرير انه وفي ظل تحقيق كل من مطار دبي وابو ظبي والشارقة لمعدلات نمو من خانتين فان اعداد المسافرين عبر مطارات الامارات تتجه الى تحقيق رقم يزيد عن 80 مليون مسافر مع نهاية العام الجاري موضحا انه ورغم مشاريع التوسعة الكثيفة الجارية حاليا في مختلف مطارات الامارات الا ان الطاقة الاستيعابية تشكل حاليا تحديا كما ان سعة الاجواء ومحدودية المساحة للحركة الجوية بين الامارات والدول المجاورة تضيف تحديا آخر.
وقال ان حركة المسافرين عبر مطارات الدولة نمت بواقع 4 اضعاف عما كانت عليه في العام 2002 ومرتين مقارنة مع العام 2006 تصدرها بالطبع مطار دبي الدولي وهو المقر التشغيلي لاكبر ناقلة في المنطقة وهي طيران الامارات لكن كلا من مطار الشارقة وابو ظبي يحققان معدلات نمو كبيرة خلال السنوات الماضية. وخلال الشهور التسعة الاولى من هذا العام تعاملت المطارات الثلاثة وهي دبي وابو ظبي والشارقة مع اكثر من 59 مليون مسافر وفي حال سارت الحركة خلال الربع الاخير وفق معدلات العام فان 80 مليون مسافر سيعبرون مطارات الدولة نهاية العام الجاري.
مطار دبي الدولي
ويقود معدلات النمو الكبيرة مطار دبي الدولي الذي بات احد اضخم مطارات العالم وهو بنفس الوقت مقر لناقلتين يحققان معدلات نمو متسارعة على مختلف الصعد سواء في الاسطول او الوجهات وبالتالي بات مطار دبي الاكبر اقليميا وهو في طريقه ليصبح اكبر مطار في العالم لحركة المسافرين الدوليين. وتعامل مطار دبي الدولي مع 42.6 مليون مسافر خلال الشهور التسعة الاولى من العام وجميعهم تقريبا من المسافريين الدوليين وبنمو بلغ 13.4 % مقارنة مع العام الماضي.
ويلعب كل من طيران الامارات وفلاي دبي دورا محوريا في زيادة معدلات نمو حركة المسافرين عبر مطار دبي الدولي حيث تسيطر الناقلة على 60 % من اجمالي عدد المقاعد و 75 % من الطاقة الاستيعابية للمطار وهي مستمرة في تحقيق النمو في ظل تسلمها ما معدله 3 طائرات شهريا من الطائرات عريضة البدن ونقلت طيران الامارات 18.7 مليون مسافر خلال الشهور الستة الاولى من العام أي نهاية سبتمبر وبمعدل نمو 15.4 % مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
ونسجت فلاي دبي على منوال طيران الامارات في تحقيق النمو حيث تسلمت منذ بداية العام 5 طائرات جديدة ويتوقع ان تضيف طائرتين جديدتين قبل نهاية العام. ومنذ اطلاق عملياتها في العام 2009 توسعت الناقلة بمعدلات كبيرة بلغت 10 % من حيث السعة المقعدية.
لكن التقرير يوضح ان مطار دبي الدولي ليس حكرا فقط على طيران الامارات فهناك اكثر من 80 شركة طيران فاعلة تسير رحلات منتظمة من وإلى هذا المطار الكبير والمطار مستمر في جذب المزيد من شركات الطيران العالمية في الوقت الذي تستمر فيه كلتا الناقلتين الامارات وفلاي دبي في افتتاح المزيد من المحطات العالمية.ومن بين الشركات الجديدة التي بدأت رحلاتها الى مطار دبي خلال الشهور الماضية شركة بيجاسيس ونورد ستار وترانس افيا . لكن مؤسسة مطارات دبي وهي المشغلة للمطار مستمرة ايضا في اضافة المزيد من السعة باستقطاب شركات من شبه القارة الهندية وافريقيا والشرق الاوسط. ومع دخول كوانتاس للمطار خلال العام المقبل وفق اتفاقية الشراكة مع طيران الامارات حيث ستحول معظم رحلاتها الاوروبية عبر مطار دبي فان حركة النمو مرشحة لمزيد من النمو خلال العام المقبل.
وبالموازاة مع حركة المسافرين فان حركة الشحن الجوي مستمرة في النمو رغم انها اقل وتيرة من سابقتها وقد استمر مطار دبي في تحقيق النمو في حركة الشحن الجوي خلال السنوات الماضية معاكسا لحركة المطارات في الاسواق العالمية التي شهد بعضها تراجعا وتعامل المطار مع 1.6 مليون طن من الشحن الجوي حتى سبتمبر من العام الجاري وبنسبة نمو بلغت 3.7 % مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي. ويتجه مطار دبي الى الوصول بأعداد المسافرين الى 56.5 مليون مسافر مع نهاية العام الجاري وهو يقترب من طاقته القصوى التي تصل الى 60 مليون راكب لكنها ومع افتتاح مبنى الكونكورس 3 الخاص بطائرات ايه 380 في العام المقبل فان سعة المطار مستمرة في النمو.
مطار ابو ظبي
ويستمر مطار ابو ظبي في تحقيق معدلات نمو جيدة رغم ان اعداد المسافرين اقل بكثير من مطار دبي لكنه شهد خلال السنوات الماضية معدلات نمو كبيرة خلال السنوات الماضية وبلغت مثلا خلال الشهور التسعة الاولى من العام 19.8 % وبلغ اعداد المسافرين 10.9 ملايين مسافر. وخلال سبتمبر نمت اعداد المسافرين بنسبة 14.5 % الى 1.2 مليون راكب وهو الرقم الاعلى في تاريخ المطار ويتعامل المطار مع اكثر من مليون مسافر شهريا.
وتلعب الاتحاد للطيران دورا بارزا في نمو مطار ابو ظبي الدولي وهي تسيطر فعليا على 70 % من اعداد المقاعد و 80 % من الطاقة الاستيعابية. ورغم ان عمر الناقلة لا يتعدى تسع سنوات الا انها تسير بصورة متسارعة الى ان تصبح احد اكبر شركات الطيران وهي تسير رحلات اليوم الى 87 وجهة عالمية منها 6 وجهات خلال هذا العام وستضيف 4 اخرى خلال الشهور المقبلة وهي اديس ابابا وواشنطن وساو باولو وهوسي منه. كما ان الشركة بنت شبكة من الشراكات الحيوية مع شركات طيران عالمية منها اير سيشيل واير لنجوس واير برلين وفيرجين استراليا وهي شراكات مكنت الناقلة من الوصول الى اسواق جديدة في الولايات المتحدة واسيا باسيفيك. ووقعت 38 اتفاقية المشاركة بالرمز . اما حركة الشحن فهي تسير ايضا بخطى متسارعة في مطار ابو ظبي مستفيدة من نمو الاتحاد للطيران وحققت نموا بلغ 14.7 % خلال الشهور التسعة الاولى من العام مدفوعا بنمو القطاعات التجارية والخدمية في الامارة في الوقت الذي يتوقع ان تحقق فيه فنادق ابو ظبي 2.3 مليون ليلة وبلغ نمو اعداد الزوار 15 % .
مطار الشارقة
حقق المطار نموا بلغ 12.5 % خلال الشهور التسعة الاولى من العام وبلغ عدد المسافرين 5.6 ملايين مسافر ونمت ارباح العربية للطيران بنسبة 11 % خلال النصف الاول من العام كما نمت معدلات اشغال المقاعد في الناقلة 3 % هذا العام وبلغت 85 % . وشهد المطار زيادة بأعداد المسافرين بلغت 700 الف مسافر ونمت الحركة الجوية للطائرات بنسبة 3.9 % حيث ما زالت الناقلة تستحوذ على 80 % من حركة المطار سواء في عدد المقاعد او السعة. وتستحوذ الطائرات ذات الممر الواحد والطائرات الصغيرة على حركة المطار وهناك طائرات كبيرة تسيرها شركات مثل اوزبكستان والسودانية وغيرها .
وتسعى العربية الى تعزيز وجودها في السوق الهندي حيث تشغل حاليا رحلات الى 13 وجهة وفقا لاتفاقية النقل الجوي بين الامارات والهند رغم ان شركات الطيران الوطنية تسعى الى زيادة حصتها من هذه الرحلات ومنها العربية التي تتطلع الى زيادة وجهاتها هناك الى 20 وجهة وزيادة اعداد المسافرين لكل رحلة. وتتجه الشارقة لان تصبح مركزا تشغيليا للرحلات بين الامارات والهند حيث تستحوذ الرحلات من وإلى الهند على نحو ثلث الحركة في المطار. وتأتي كل من شركة اير انديا واير انديا اكسبرس بعد العربية للطيران من حيث الرحلات وتشغل الشركتان اكثر من 45 رحلة اسبوعيا بين الهند والامارات.
ومن جهة اخرى فان اعداد المسافرين على الدرجتين الاولى والاعمال تشهد نموا كبيرا في منطقة الخليج رغم تراجعه في الاسواق العالمية خصوصا ان شركات الطيران الخليجية مستمرة في تطوير وتحسين منتجاتها وخدماتها كما ان هذا يصب ايضا في صالح المطارات الخليجية التي تشهد توسعات كبيرة والمزيد من الخدمات خصوصا انها تستقطب اعدادا متزايدة من سياحة الاعمال وممثلي الشركات والمؤسسات العالمية وفي المجمل فان المطارات الخليجية بدأت فعليا في سحب البساط من تحت مطار هيثرو الذي امتاز خلال تاريخه باستقطاب شريحة السفر الممتاز لكن سعته بدأت تضيق .
وتستفيد مطارات المنطقة من توسع ناقلاتها وموقعها الجغرافي المتميز في استقطاب شريحة المسافرين على الدرجتين الاولى والاعمال.وبالمقارنة فان 16 % من المقاعد التي تدخل الى مطار هيثرو هي من السفر الممتاز بما فيها الدرجة الاقتصادية الممتازة" بريميوم" فيما تشكل هذه النسبة 7 % في مطار باريس شارل ديغول . وفي مطار دبي تبلغ 12.4 % ومطار ابو ظبي 11.5 % ومطار الدوحة 10.3 % وهي ارقام تشير الى ان مطارات المنطقة تتجه لتكون قاعدة للسفر الممتاز بفضل جودة الخدمات سواء لشركات الطيران او في المطارات نفسها الامر الذي يعني مزيدا من العائدات في المستقبل. ومنذ عام 2007 بلغت حصة مقاعد السفر الممتاز لمطارات الشرق الاوسط بين 8 الى 9 % مقابل 12 الى 14 بالنسبة للمعدل العالمي لكن هذه النسبة تتجه حاليا الى التغير.
الامارات شبكة عالمية للسفر الممتاز
يشير تقرير مركز اسيا الهادئ للطيران ان دولة الامارات ومع توالي مشاريع البنية التحتية لقطاع الطيران والاستثمارات الكبيرة التي تم ضخها في هذه الصناعة مكن الدولة من ان تصبح في صدارة دول العالم من حيث السفر الممتاز فضلا عن تحول مطاراتها لتكون الاكثر ازدحاما في المنطقة. ورغم ان لندن ما زالت تتربع على العرش العالمي كأكثر مدن العالم ازدحاما بالحركة الجوية الا ان الامارات تتجه بسرعة لتجاوزها حيث تضاعف اعداد المسافرين عبر مطارات الامارات منذ عام 2007 ويتوقع ان يتضاعف مرة اخرى بحلول العام 2020 ليصل الى 150 مليون مسافر سنويا.
وتأتي هذه المعدلات الكبيرة من النمو في ظل سعي دولة الامارات الى تنويع اقتصادها حيث تم ضخ المليارات من الاستثمارات في البنية التحتية لقطاع الطيران الذي يسهم اليوم ب 15 % من الناتج الاجمالي للدولة يتوقع ان يرتفع الرقم في المستقبل خصوصا في دبي ليشكل 22 % من ناتج الامارة الاجمالي و 32 % من قوى العمل بحلول عام 2020 . ويتوقع ان يتجاوز مطار دبي هيثرو من حيث اكثر مطارات العالم ازدحاما خلال العام 2020 مع وصول اعداد المسافرين في مطار دبي الى 100 مليون مسافر وحينها يكون مطار هيثرو قد بلغ طاقته القصوى ولا مجال للنمو او التوسع فيه بعكس دبي الذي يتوقع نموا يصل الى 7.2 % .
المصدر : البيان الاقتصادى
