النقابات السياحية: شبح الإفلاس على الأبواب

 

 

 

 

 

بيروت "المسلة" … أعطى المعنيون في القطاع السياحي صورة قاتمة عن اوضاع مؤسساتهم من فنادق ومطاعم وشركات تأجير السيارات، وعبروا عن وجع متعاظم بسبب الخسائر التي يكبدونها والتي تزداد يوما بعد يوم من دون وجود آفاق مستقبيلة مشجعة.

 

وأكدوا تعثر كل المؤسسات السياحية من دون استثناء، مشيرين الى اجراءات تقشفية يقومون بها لتقليص نفقاتهم لابعاد شبح الافلاس أو الاقفال. 

 

وعبروا عن اسفهم الشديد لغياب السائحين العرب خصوصا الخليجيين منهم عن لبنان بسبب تأزم الوضع الامني واعمال الخطف على يد الاجنحة العسكرية للعشائر، وكذلك لعدم تعاطي الحكومة الجدي مع هذا الملف الحساس الذي يعتبر اساسياً بالنسبة للقطاع برمته.

 

هؤلاء أكدوا في حلقة خاصة عن القطاع السياحي عرضت أمس على شاشة تلفزيون "المستقبل" اقفال فندق "متروبوليتان"، متمنين لو ان وزير السياحة فادي عبود الذي بذل جهدا مضاعفا لتكذيب هذا الخبر، قام بالسرعة نفسها لوقف اقفال طريق المطار أو لانهاء تهديدات العشائر التي كانت بمثابة رصاصة الرحمة على القطاع.

 

في المحصلة، أهل القطاع هم الأصدق في اعطاء صورة شفافة عن حال مؤسساتهم وأعمالها، ومهما جهد الوزير عبود لاعطاء صورة ايجابية عن الوضع السياحي ولاهداف سياسية وابرزها تعويم حكومته العرجاء، تبقى الحقائق والأرقام أصدق من "بالوناته" التي لم تعد تنفع في زمن كثرت فيه دبابيس الحقيقة. 

الاشقر

وفي هذا السياق، أكد رئيس اتحاد النقابات السياحية نقيب الفنادق بيار الاشقر لـ المستقبل "ان وضع القطاع مأساوي، خصوصا بعد امتناع الخليجيين من المجيء الى لبنان"، واعتبر ان هذا الوضع خطر، لا سيما لا احد بامكانه تعويض نسبة 40 في المئة من السياحة في لبنان و60 في المئة من مداخيل القطاع السنوية التي يؤمنها الخليجيون". وقال الاشقر "نحن لدينا نوع من الإحباط"، مطالبا بضرورة العمل لإعادة التواصل بين لبنان ودول الخليج العربي، "فالسعودية على سبيل المثال تحتضن أكثر من 170 ألف لبناني يعملون بها، كما غيرها من الدول العربية".

 

عز الدين 

 

وتحدث مدير عام فندق "فينيسيا" ، فقال "نحن نسير على حافة الهاوية، حتى الساعة صامدون، وإذا بقي الوضع على هذا المنوال فليس لدينا قدرة على التحمل أكثر من 3 أشهر، وعندها نكون استنفدنا كل شي"، مؤكدا ضرورة العمل على اعادة السياح العرب.

 

رزق

 

الخبير الاقتصادي ايلي رزق قال "المطلوب اليوم إعادة الثقة والمصداقية بالدولة، وهذا اول شرط لمجيء السياح"، واضاف "الأمور التي رأيناها وشهدناها من اضطرابات مؤخراً لا تنذر بالخير"، معتبرا ان لا "جهود تبذلها الحكومة إتجاه دول الخليج لاعادة الامور الى طبيعتها، فالسائح الخليجي يحب لبنان وحكومة لبنان لا تحبه". 

عريس

نقيب اصحاب المطاعم بول عريس كشف عن تراجع اعمال قطاع المطاعم بنسبة 30 في المئة خلال 2011، وارتفاع التراجع الى 50 في المئة خلال 2012، في حين وصل الى 90 في المئة بعد اقرار منع التدخين.

 

وأكد ان كل المطاعم تخسر منذ سنتين وهي لم يبق احتياط مالي لديها، في حين انها جميعها مديونة للمصارف، وقال "نخن اعطينا مهلة حتى رأس السنة، فإذا بقيت الامور على حالها انا أجزم ان الكثير من المطاعم سيكون وضعها مشابها لبودا بار". 

 

الرامي

 

وأطلق صاحب مطعم السلطان ابراهيم طوني الرامي صرخة لانقاذ القطاع قبل الوصول الى الانهيار"، وقال "اليوم أصبحنا نرى فشلاً واحباطاً بوجودنا في هذه البلد، حكومتنا طردت السياح من لبنان، ومع كل ذلك جاء قانون الحد من التدخين، الذي شكل سيفاً مصلتاً على رقابنا جميعاً".

 

جويدي 

 

مدير عام "بيال" محمود جويدي استذكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودوره في تطوير قطاع المعارض كونه يشكل عنصرا اساسيا في الدورة الاقتصادية مشددا على ضرورة تعاون الجميع للخروج من المأزق.

 

واشار الى ان هذا القطاع يستنزف، إذ تم الغاء معارض عدة واخرى تلقت ضربات موجعة.

 

المتروبوليتان 

 

وبالنسبة لموضوع اقفال فندق متروبوليتان، أوضح صاحب فندق "الريفييرا" نزار ألوف ان " الهيلتون استلم ادارة المتروبويتان والحبتور، وقرر اقفال المتروبوليتان ونقل الزبائن الى الحبتور لمدة شهرين للحد من الخسائر لكن الاوضاع بقيت كما هي لذلك قرر تمديد الاقفال"، مشيرا الى ان خسائر قطاع الفنادق كبير في بيروت وهو كارثي في المناطق الاخرى.

 

أما الاشقر فقد أكد ان حجة اعادة تجديد الفندق في غير محلها، مؤكدا اقفال الفندق، ومشيرا الى انه ليس من مصلحة ادارته الاعلان عن اقفاله. وقال "انا اجريت اتصالا بالفندق، وفهمت بطريقة غير مباشرة، انه يتم تحويل أغلبية الحجوزات الى الحبتور".