مصر للطيران عنصر أساسي.. في تنمية السياحة من أمريكا
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
الهلع والرعب تسود الولايات المتحدة منذ بداية هذا الأسبوع بشأن تداعيات »الإعصار ساندي« الذي تتعرض له خاصة مناطق الساحل الشرقي. الانذارات والتحذيرات تتوالي عبر كل وسائل الاعلام لأخذ الاحتياطات اللازمة والتي شارك فيها الرئيس أوباما شخصيا خوفا من الانعكاسات علي موقفه الانتخابي في حالة وقوع أي كوارث. أنه ومن أجل تجنب أي تأثيرات سلبية علي حملته الانتخابية. لجأ إلي اعلان ما يشبه التعبئة العامة لأجهزة الدولة الأمريكية لمواجهة الموقف.
الأمريكيون مطيعون في مثل هذه الحالات التي تعودوا عليها وبالتالي فإنهم يتخذون جميع الإجراءات اللازمة للمواجهة بما في ذلك احاطة المنازل القريبة من شاطئ البحر بأكياس الرمال وشراء الاحتياجات من متطلبات الأكل ومياه الشرب علاوة علي البطاريات لتشغيل بعض أجهزة الإضاءة توقعا لانقطاع الكهرباء والمياه والغاز. ومما يوضع في الاعتبار أن جميع وسائل المواصلات من قطارات وبواخر وطائرات توقفت بالفعل عن التحرك وهو ما يعني تعطيل الحياة في كل الأجهزة بما في ذلك الأمم المتحدة والمدارس والجامعات.
٠٠٠٠
وسط هذا الجو الملبد بالرعب لابد وأن تذكر مصر المباركة التي حباها الله بالطقس الرائع والطبيعة الخلابة والشمس المشرقة والتعافي المتواصل من مثل هذه الظواهر الطبيعية التي تحمل رائحة الخطر. كل هذه المقومات تمثل إلي جانب ما تملكه من تاريخ وحضارة وتراث نعمة وثروة لا تقدر بمال.. اتاحها الله لها لتجعل منها استثمارا سياحيا لا مثيل له. مع هذا الجو المشحون بالقلق أعود مرة أخري إلي الحديث عن أهمية تسويق كل هذه الامكانيات سياحيا خاصة في السوق الأمريكي الذي بدأ يستعد للاعصارات ودرجات البرودة التي تصل إلي ما دون الصفر في الكثير من الولايات مع أمطار كالسيول لا تتوقف. ان السياحة الخارجة من الولايات المتحدة إلي كل انحاء العالم تعتمد علي وسيلتين للنقل هما الرحلات البحرية والتي لا تمثل في أكثر الاحوال 15٪ من حجم الحركة إلي جانب الطيران الذي يستحوذ علي النسبة الأكبر حوالي ٠7٪ إذا ما استبعدنا الرحلات السياحية البرية إلي دولتي الجوار.. كندا والمكسيك.
٠٠٠٠
إذن نستطيع أن نقول إن الطيران هو عصب الحركة السياحية الأمريكية إلي كل أنحاء العالم والذي يتجاوز المشاركون فيه الـ٠٣ مليون سائح سنويا في دائرة الرحلات الجوية التي تدخل ضمنها زيارة السياح الأمريكيين إلي مصر. وفي هذا المجال أقول انهم يعتمدون علي الرحلات التي تتوقف في احدي العواصم الأوروبية لاستبدال رحلة بأخري. في نفس الوقت الذي يلجأون فيه إلي الرحلات المباشرة التي تشارك فيها احدي الشركات الأمريكية بينما تقوم شركة الطيران الوطنية »مصر للطيران« بالجانب الرئيسي في تقديم هذه الخدمة التي تعد الأكثر جاذبية والراحة للتنقل بين أمريكا ومصر. وهنا لابد وان نشير إلي ان حركة رحلات مصر للطيران علي هذا الخط كانت علي أعلي معدلاتها قبل قيام ثورة ٥٢ يناير إلا انها تعثرت بشكل كبير في فترة عام كامل بعد هذه الثورة نتيجة تراجع عدد الركاب لتعود مرة أخري هذه الأيام إلي معدلاتها الطبيعية. ويقول صلاح منصور مدير مصر للطيران لمنطقة أمريكا ان هناك اقبالا متزايدا علي السفر إلي مصر مشيرا إلي الأعداد الكبيرة من أبناء الجالية المصرية التي تحرص علي استخدام مصر للطيران في زياراتهم للوطن الأم.
٠٠٠٠
ولمواجهة ما يمثله السوق الأمريكي من أهمية للسياحة المصرية والعالمية فإنه يطالب بإعطاء المزيد من الرعاية والاهتمام لموازنة الدعاية مشيرا إلي ان الطلب علي زيارة مصر يتزايد واصبح فوق قدرة الرحلات اليومية التي يجري تسييرها حاليا بواقع رحلة يوميا. قال انه وتجاوبا مع اتجاهات الحركة السياحية فانه سيتم الاعلان عن اسعار تنافسية لمواجهة ما تعرضه الشركات الأخري العاملة علي خطوط الشرق الأوسط. قال انه قد روعي في هذه الاسعار جذب شريحة كبيرة من الركاب الذين يمكنهم اتخاذ القاهرة نقطة انطلاق إلي نقاط أخري وهو ما يسمي بسياحة الترانزيت. ان هذه النوعية من الرحلات تحقق عائدا كبيرا جدا لمصر للطيران من خلال استغلال الامكانات السياحية المتوافرة في مصر. اشار إنه ولمواجهة الزيادة في الطلب علي مصر فانه يجري حاليا التفاوض لإنشاء وكالات لمصر للطيران في عدد من المدن الأمريكية الكبيرة بالإضافة إلي ان هناك تخطيطا لتسيير خطوط طيران إلي تورنتو في كندا تبدأ في الصيف ويمكن أيضا مد خط نيويورك إلي مناطق أمريكية أخري.
٠٠٠٠
من المؤكد ان خطوط الطيران الطويلة إذا ما تم التخطيط السليم لتشغيلها يمكن ان تمثل موردا هاما لمصر للطيران بحكم الموقع الوسط جغرافيا الذي تمثله القاهرة. يتمثل ذلك في خطوط أمريكا وكندا حيث الجاليات المصرية والعربية. بالإضافة إلي خطي اليابان والصين بما يمثلان بعدا سياحيا واعدا. ان كل ما هو مطلوب هو حسن التخطيط وخبرة التسويق.
