Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

موسما الشتاء والربيع والجذب السياحي .. بقلم د. عبد العزيز الغدير

موسما الشتاء والربيع والجذب السياحي

 

بقلم د. عبد العزيز الغدير … روى لي أحد الاصدقاء أن بعض سكان محافظة حفر الباطن ومراكزها لا ينتظرون موسمي الشتاء والربيع للاستمتاع بالمناخ والمناظر الصحراوية الجميلة فقط بل لتحقيق منافع مالية، حيث يقوم البعض بجمع الفقع وبيعه بما يحقق له إيرادات كبيرة تمكنهم من تنفيذ مشاريع مؤجلة مثل تزويج أحد أبنائهم، كما يقومون بتأجير الخيام وأدوات الترفيه للمتنزهين إضافة إلى الأغنام والإبل، كما أنهم يستفيدون بشكل كبير من موسم مزايين الإبل الذي بات نشاطا سياحيا جاذبا للهواة والمهتمين بالإبل من جميع أنحاء المملكة ودول مجلس التعاون.

 

هذا الواقع ينطبق أيضا على أهالي محافظة النعيرية والمراكز المجاورة كما يروي لي أحد أبناء هذه المحافظة ويؤكد أن المحافظة والبلدية يقومان بجهد كبير لتمكين أهالي المنطقة من استثمار هذين الموسمين بما يعود عليهم بالمنفعة، خصوصا أن كثيرا من مواطني دول المجلس التعاون من الكويت وقطر والإمارات يفدون إلى هذه المناطق للاستمتاع بأجوائها وأنشطتها الشتوية والربيعية، حيث المساحات الصحراوية الشاسعة.

 

تذكرت هذه الروايات وأنا أسمع وأقرأ عن سفر المواطنين بأعداد كبيرة إلى دول الخليج المجاورة الإمارات وقطر والكويت للاستمتاع بإجازة عيد الأضحى المبارك وينفقون المليارات، حيث الفعاليات والأنشطة الكثيرة التي تستمع بها الأسر السعودية في هذه الدول التي لا تضع قيودا على أنشطة المسرح والسينما وغيرها والتي نفتقدها في بلادنا، وحيث أمر حاكم دبي بتشغيل المولات طوال اليوم، وقلت في نفسي أن لكل بلد ميزاتها السياحية التنافسية التي تتناسب وجغرافيتها ومناخها وثقافتها وإمكانياتها، وإن دبي نجحت في استقطاب مواطنينا وملياراتنا وحركت اقتصادها ونفعت مواطنيها ومقيمها معا.

 

وقلت علينا أن نعكس حركة السياحة في الأيام القادمة باستثمار ميزاتنا السياحية الجاذبة لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي في موسمي الشتاء والربيع، حيث الرغبة في السياحة البرية وأنشطتها وحيث المساحات الجغرافية الشاسعة وحيث الثقافة التي تتوافق مع هذه الأنشطة الجاذبة والمحققة للإيرادات المالية لمعظم المواطنين الراغبين في ممارستها لسهولتها ولتوافقها مع معارفهم ومهاراتهم وميولهم.

 

نعم لدينا المنطقة الشرقية بصحاريها الكبيرة والشاسعة التي تمتد إلى محافظة حفر الباطن وقربها من دول مجلس التعاون، كما لدينا صحاري نجد ورياضها وشعابها والتي يرغب فيها مواطنو دول مجلس التعاون، ولدينا الكثير من أبنائنا من المحترفين بالهوايات التي تستهوي أبناء الداخل السعودي وأبناء الخليج وهي هوايات معظمها يتعلق بتربية الحيوانات مثل هواية تربية الإبل والأغنام والماعز والغزلان وتهجينها ومسابقاتها إضافة إلى هواية تربية الطيور وتهجينها ومسابقاتها، وهواية القنص بالطيور وتربيتها وتسويقها إضافة إلى بعض الهوايات النخبوية مثل الطيران الشراعي والهبوط المظلي، فضلا عن سياحة التخييم والاستمتاع بالأجواء الجميلة والأنشطة البرية مثل الأحاديث والشعر وجمع الفقع وهوايات السيارات ذات الدفع الرباعي وغيرها.

 

لا شك أن بلادنا حاليا تشهد حركة اقتصادية جيدة في موسمي الشتاء والصيف وتجذب السياح من الداخل ومن دول مجلس التعاون كما تشهد اهتماما من بلديات المحافظات والمراكز، حيث يقيم بعضها أو يشرف على أنشطة برية موسمية كما هو في مخيم الربيع في محافظة النعيرية ونشاط مزايين الإبل في محافظة الحفر في أم رقيبة كما يقوم الكثير من المواطنين ببعض الاجتهادات الشخصية في تأجير الخيام ومتطلبات التخييم والطلعات البرية خصوصا الترفيهية منها، ولكن ودون شك أيضا يمكن لنا أن نجعل هذه الأنشطة أكثر تنظيما وجذبا بتوزيعها جغرافيا على جميع مناطق المملكة ذات الميزات التنافسية لموسمي الشتاء والربيع، حيث تمكن جميع المعنيين والراغبين في الأنشطة الاقتصادية البرية الاستفادة من هذه المواسم في أنحاء البلاد كافة.

 

نعم هناك البعض الذي يرى في مثل هذه الأنشطة مظهرا من مظاهر التخلف وفرصة جيدة لبعض أصحاب الأنشطة الإجرامية مثل غسيل الأموال وترويج الحبوب والمخدرات والمسكرات ولكن وبكل تأكيد هذه الأمور لا يمكن أن تقف عائقا أمام الأنشطة الاقتصادية وهي أمور متوقعة في جميع الدول ولنا في الدول الأوروبية مثال، حيث أنشطة الأبقار والماشية والتي تجذب السياح من جميع المناطق الأخرى والدول المجاورة، نعم في كل نشاط محوري تولد أنشطة مصاحبة أخرى مفيدة ذات فوائد متعددة في جميع الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبالتالي فلا عذر لنا في تطوير وتنظيم الأنشطة الاقتصادية الجاذبة الترفيهية الجاذبة لسياح الداخل والخارج للمحافظات ذات الميزات الصحراوية لنمكن مواطنينا من الاستفادة الموسمية والتي لا شك ستعود عليهم وعلى مناطقهم بالمنفعة.

 

بكل تأكيد إذا تمكنا من تخطيط الجهود وتنسيقها وتوسيعها وتطويرها وفق نماذج تطويرية لهذه الأنشطة الصحراوية الموسمية بالاستفادة المثلى من خبرات المناطق والخبرات الدولية وتحفيزها ودعمها ستتكون لدينا مجموعة من الأنشطة الجديدة إضافة إلى ما هو قائم كما سنحقق تراكما معرفيا ومهاريا وتطويريا لهذه الأنشطة بما يجعلها تصبح أنشطة موسمية جاذبة ينتظرها السياح سنويا للمشاركة فيها أو الاستمتاع بها.

 

ختاما كل الشكر والتقدير لهيئة السياحة والآثار التي لها دور كبير في تنمية السياحة في بلادنا ولا شك أن جهودها واضحة ومؤثرة في مجالات السياحة كافة ومنها الأنشطة الصحراوية، وكلي ثقة بأنها ستعمل على المزيد من التعاون مع أمانات المدن والبلديات في المناطق ذات الميزات السياحية الصحراوية لبناء نماذج تحفيزية تطويرية للسياحة الصحراوية بجميع أنشطتها بما يحقق الفوائد للمحافظات والمراكز الصحراوية وبما يوفر فرصا سياحية استثمارية لسكانها وبما يوفر أنشطة ترفيهية للمواطنين والمقيمين ومواطني الدول المجاورة، وكلي ثقة بأن لمثل هذه النماذج التطويرية دورا كبيرا في تطوير السياحة الصحراوية الداخلية في موسمي الشتاء والربيع وتحسين دخلها وجودتها بشكل كبير ومثمر وبناء.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله