Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

استغلال شركات طيران للأعياد أفسد الفرحة

 

استغلال شركات طيران للأعياد أفسد الفرحة


محمود الزاهي

في وقت يحتاج فيه الآلاف للسفر خلال إجازة العيد، سواء لقضاء أوقات ممتعة والاستمتاع بالإجازة عبر زيارة أماكن جديدة أو لرؤية الأهل بعد سنوات من الغربة، تستغل شركات الطيران تلك المناسبة في جني أرباح طائلة على حساب المسافرين.
 
وتعمد شركات الطيران، ومعها مكاتب السفريات المنتشرة في البلاد، إلى رفع أسعار التذاكر بشكل يفوق قدرة البعض أحيانا، في شكل من أشكال الاستغلال الفج لحاجة الراغبين في السفر، والذين يضطر معظمهم في النهاية للرضوخ لما تفرضه تلك الشركات.
 
وبينما تكثر شكوى المسافرين من عمليات الاستغلال، التي أوصلت سعر تذكرة السفر لعدة أضعاف، تستمر في المقابل حالة اللامبالاة من قبل المسؤولين، فلا أحد يراقب ولا أحد يهتم لشكوى المتضررين، وهو سيناريو يتكرر في كل عيد بشكل ربما أفسد فرحة الإجازة والعيد على الكثيرين.
 
 
 
القضية تبدو برأي أبو سلطان مجرد ضجة موسمية تنتهي من دون أن يتحقق شيء، وهو لذلك يستعير التعبير المصري الشهير ليعبر عنها، هي من وجهة نظره مجرد «زوبعة في فنجان»، إذ تتكرر الشكوى مع بداية شهور الصيف، ثم تعود لتظهر في الأعياد، صراخ هنا، وشكوى هناك، والنتيجة أنه لا شيء يتغير، فالاستغلال برأيه قائم ومستمر للأبد مادامت بعض القوانين مجرد حبر على الورق.
 
برأي أبو سلطان أن وجود بعض المتنفذين وأصحاب المصالح ممن يستفيدون من ذلك يعطي هؤلاء فرصة للحركة ولبذل مزيد من الجهد في استنزاف المواطن، بل وتعكير صفو الإجازة عليه قبل أن يبدأها، بعدما يجد تذاكر السفر وحدها قد ابتلعت نصف راتبه الشهري، أو يزيد من دون أن يكون بوسعه الاعتراض، فإما أن تقبل بذلك أو تظل في بيتك من دون سفر.
 
 
 
عروض وهمية
 
 
 
أبو أحمد أحد هؤلاء الذين اضطروا لحجز تذاكر طيران قبل نحو شهر من عيد الأضحى، إلا أنه، وبالرغم من ذلك، فوجئ بأن الأسعار وصلت لأكثر من ضعفي الثمن في الأوقات العادية، إذ بلغ سعر التذكرة إلى مصر ذهابا فقط 103 دنانير، بينما تصل في بعض أوقات السنة إلى أقل من 30 ديناراً.
 
لم يكن هذا كل ما أغضب الرجل، لكنه بدا منزعجا من الوعود الزائفة التي تعلن عنها بعض الشركات لجذب المسافرين من دون أن تلتزم جديا بها، ومن ذلك ما حدث معه شخصيا حين أعلنت إحدى الشركات عن تذكرة هدية يقوم المسافر بنفسه بتحديد وجهتها حال شرائه لعشر تذاكر سفر خلال العام، ولما كان الرجل يملك 9 تذاكر له ولأسرته، فقد بادر بشراء العاشرة للسفر بها خلال العيد والاستفادة من العرض، لكنه فوجئ عند تقديم التذاكر لموظف الشركة، وهو في مطار الكويت، يسأله «من يضمن لي أنك سوف تسافر بالتذكرة العاشرة».
 
يقول: كدت أُجنّ من كلام الموظف، وانفعلت عليه، إذ لا يمكن لي أن أقوم بشراء التذكرة لمجرد الاستفادة من العرض، كما أنني أظهرت له ختم المغادرة على جواز السفر، ورغم ذلك ظل يتحجج بحجج واهية، وفي النهاية تركت الأوراق التي تثبت أحقيتى في العرض مع صديق لي وأضطررت إلى مغادرة المكتب للحاق بموعد الطائرة.
 
 
 
تكلفة خيالية
 
 
 
ويحكي محمد السعيد ما حدث معه في عيد الأضحي قبل الماضي، مشيرا إلى أنه قرر السفر لقضاء عدة أيام مع أسرته في مصر خلال إجازة عيد الأضحى، ويومها ظل يبحث عن أفضل العروض المتاحة، إلا انه وجد صعوبة بالغة في الحصول على تذكرة بسعر مقبول.
 
يقول: طوال عدة ساعات أخذت أتصل بمكتب تلو الآخر، ولكنى لم أسمع سوى أسعار خيالية كان أقلها ما أبلغني به أحدهم، وهو نحو 260 دينارا (ترانزيت) في دولة أخرى، مشيرا إلى أنه بذل قصار جهده حتى وجد هذا العرض لي وهو ما دفعني في النهاية لإلغاء فكرة السفر في تلك الفترة والبقاء هنا.
 
الأحد الماضي وقبل حلول عيد الأضحى بعدة أيام حاول محمد راغب وهو طبيب يعمل بالبلاد معرفة أسعار تذاكر الطيران خلال ليلة الوقوف بعرفات وصباح اليوم نفسه، وكذلك تكلفة العودة خلال أسبوع على أمل أن يجد فرصة لقضاء العيد خارج البلاد، لكنه صعق جراء ما شاهده، إذ بلغت التكلفة نحو 300 دينار، وهي تكلفة كبيرة من وجهة نظره.
 
ويتساءل الشاب عن أسباب ارتفاع أسعار التذاكر بهذا الشكل المبالغ فيه، والذي يصل أحيانا إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف السعر في الأوقات الأخرى؟ .. ويشير إلى أنه إذا كان الطبيب لا يرفع أجره في مواسم معينة، وكذلك أصحاب المهن الأخرى كالمحاماة وغيرها، فلماذا تقوم وكالات السفر وشركات الطيران برفع الأسعار خلال المواسم؟ .. وما المانع في أن يتم تثبيت تلك الأسعار على مدار العام؟
 
 
 
 
 
غياب الرقابة
 
وبنفس المنطق يقول عبدالرحمن العتيبي، وهو ناشط في مجال حماية المستهلك أن السبب الرئيسي في ذلك هو غياب الرقابة من قبل وزارة التجارة على مثل تلك الأنشطة، لأنها تركت لها المجال لتحديد أسعارها بحرية من دون أي نوع من الرقابة، لافتا إلى أن هذا الأمر جعل المستفيد من الخدمة تحت رحمة الشركات طوال العام.
 
ويضيف: «تحقق شركات الطيران أرباحا قياسية على مدار العام، ورغم ذلك تستغل مواسم الأعياد والإجازات لجمع المزيد رغم أن أسعار الوقود لا ترتفع في تلك المواسم عن غيرها كي يتم رفع السعر خلالها لاستغلال حاجة الراغبين في السفر».
 
ويتابع: «حتى لو أن أسعار الوقود مرتفعة، فنحن دولة مصدرة للنفط، فلماذا ترتفع أسعار تذاكر السفر لدينا؟ .. مشيرا إلى أن كثيرا من الشباب يبدون غضبهم جراء ما يحدث من دون أن تجد غضبتهم آذانا لدى المسؤولين، إذ لم نشاهد على مدار سنوات طويلة أي تحرك للسيطرة على فوضى ارتفاع أسعار تذاكر السفر في المواسم، رغم أن الجميع يدرك حجم تلك المشكلة، في بلد يفضل كثير من أبنائه قضاء إجازة الأعياد بالخارج.
 
 
 
المكاتب بريئة
 
 
 
في المقابل يرى سعيد حامد، مدير أحد مكاتب السفر بمنطقة حولي، أن المشكلة ليست في مكاتب السفر، لأن المكتب في النهاية له عمولة أو هامش ربح ثابت لا يتغير عادة، سواء في الموسم أو على مدار السنة، لذا فإن المشكلة في حال وجودها تكون وراءها شركات الطيران نفسها.
 
ويضيف حامد أن هناك شركات عانت طوال الفترة الأخيرة من حالة ركود نسبية سببها ما شهدته بلدان الربيع العربي، التي قلت حركة المسافرين إليها، سواء من الراغبين في السياحة أو حتى بالنسبة لأبنائها العاملين في الكويت، الذين يفضل بعضهم البقاء في الأعياد وعدم السفر لبلدانهم بسبب غياب الاستقرار نسبيا من بلد لآخر.
 
ويتابع: «أمام تلك المشكلة لا تجد شركات الطيران بُدا من استغلال فترات المواسم والأعياد لتعويض خسائرها وتحقيق الأرباح، لذا يتم رفع أسعار التذاكر بدرجة كبيرة كما يلاحظها الجميع، وفي النهاية لابد من أن ندرك أن قاعدة العرض والطلب هي المحرك الرئيسي لما يحدث، فلا أحد من هؤلاء سيقبل أن تقلع الطائرة خالية من الركاب، لذا فإن عملية رفع أسعار التذاكر تتم بشكل احترافي بعد دراسة السوق بشكل دقيق.
 
 
 
 
 
متى نكون وجهة جاذبة؟
 
البُعد الآخر من القضية يحتم أن نطرح سؤالا ملحّا، مفاده: متى تكون الكويت مقصدا للزائرين خلال مواسم الأعياد كغيرها من العواصم العربية القريبة؟ .. ولماذا نفشل دائما في تشجيع هؤلاء الذين يقررون السفر على البقاء هنا خلال تلك الفترة؟

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله