الرئيس التنفيذي للشركة في حوار مع "الخليج":
غيث الغيث: "فلاي دبي" تحلق إلى الربحية بنهاية العام
الأشهر الأخيرة . وقال غيث الغيث الرئيس التنفيذي ل”فلاي دبي”في حوار أجرته معه “الخليج”في الأجواء على متن الرحلة الافتتاحية للناقلة إلى مقدونيا، الاثنين الماضي، إنه من المقرر الإعلان عن الأرباح بنهاية العام المالي الحالي ومع مطلع العام الجديد 2013 .
وأوضح غيث الغيث أن الأرباح لا يمكن الكشف عنها الآن، حيث لايزال أمامنا الربع الأخير من العام المالي الحالي وهو ما يجعل من المبكر الكشف عن مؤشرات الأرباح .
وقال الرئيس التنفيذي ل”فلاي دبي”إن الناقلة ليست لديها النية لإطلاق تحالفات بالرمز مع ناقلات أخرى، وإن أولوياتها تتركز حالياً على الارتقاء بالأداء . وشدد على ضرورة فتح الأجواء باعتبارها أكبر التحديات التي تواجه شركات الطيران الاقتصادي، موضحاً أن الحماية التي تمنحها بعض الدول لناقلاتها يجب الا تستمر للأبد، وأن تكون هناك خطط ومنية لفتح وتحرير الأجواء وتشجيع المنافسة وتوفير أفضل الخدمات للركاب . وإلى تفاصيل الحوار .
في الوقت الذي تعاني فيه شركات الطيران العالمية المشكلات والانكماش نلاحظ أن الناقلات الإماراتية ومن بينها “فلاي دبي”تواصل النمو والتوسع وإطلاق الوجهات الجديدة كيف تفسرون ذلك؟
– عندما تأسست “فلاي دبي”عام 2008 كانت بداية الأزمة العالمية ولكننا بفضل الله تجاوزنا هذه الفترة الصعبة، وكانت قناعة المسؤولين عن المشروع أن نستمر من دون تأخير، وكانت قناعة الإدارة العليا أن تجاوز هذه الظروف يعني أن الاستمرار في العمل سيكون نحو الأفضل والأيسر مع تجاوز التحديات غير العادية التي واكبت إطلاق نشاط الشركة وأن ما نقوم سوف يكلل بالنجاح، وبالفعل فقد تجاوزنا هذه المرحلة الصعبة ووصلنا إلى حالة من الاستقرار في الشركة ومنتجاتها، وبالتالي فإن التحرك نحو النمو هو المسار الطبيعي .
هل تأثر أداء الشركة بوجودها في دبي الناهضة اقتصادياً رغم التحديات التي تواجه الاقتصادات العالمية؟
– لدينا اعتقاد راسخ بأن نجاحنا جزء من نجاح هذا البلد، فاقتصاد دولة الإمارات وخاصة في دبي، انعكس بشكل مباشر على أعمال وأداء الشركة، ولو أننا كنا قد نشأنا في أي دولة أو مكان آخر فإنه من المؤكد أن الأداء والنتائج كانت ستختلف كثيراً عما هي عليه الآن .
ولا شك في أن وجودنا في الإمارات يمنحنا العديد من المزايا، كما أن اسم الشركة المرتبط بدبي يساعدنا على الترويج للناقلة فلا نحتاج إلى الإعلان عن أن الخطوط والوجهات ستكون وإلى مدينة دبي، وبالتالي تمكننا من النمو وقمنا بالانطلاق إلى العديد من الوجهات الجديدة في المملكة السعودية ودول الخليج والمناطق القريبة، كما قمنا بفتح 17 نقطة في دول أوروبا وروسيا مع نشاط الحركة السياحية، ومن ثم فإن الوجهات الجديدة تواكب النمو السياحي والجاري وتواكب تطور النشاط الاقتصادي في الدولة، ونحن مستمرون بخطى ثابتة ونتحرك برؤية واضحة تضيف النجاح إلى الشركة .
بمناسبة النمو والتوسع في الشبكات والوجهات والأسطول، فإن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو: من يسبق من، تدشين الوجهات وبالتالي تشجيع السياحية والحركة الجوية أم نشاط الحركة وفتح الوجهات لاستيعابها؟
– كلتا الفرضيتين صحيحة فالنشاط التجاري والسياحي يواكبه بالتأكيد فتح الوجهات الجديدة، كما أن تدشين الوجهات إلى محطات، ما يعني بالتأكيد تنشيط حركة السفر وتجيع الحركة الجوية إليها .
وعندما قمنا بتدشين وجهة جديدة إلى سكوبيه عاصمة مقدونيا قبل أيام فإن ذلك لا يعني أنه لم تكن هناك حركة للركاب، ولكن كان يتم ذلك عبر خطوط غير مباشرة ورحلات ترانزيت عبر مطار أنقرة التركي، ولكن الآن بإمكان المسافرين التوجه مباشرة إلى دبي من سكوبيا، وهو ما يجعل حركة السفر إلى الإمارات أسهل وأسرع ويشجع الحركة من مقدونيا وغيرها من دول البلطيق أكثر يسراً .
كما أن سهولة السفر إلى الإمارات الآن من سكوبيه من شأنه جذب مسافرين جدد من البلقان لللسفر عبر دبي إلى مئات الوجهات في العالم، حيث تعد دبي أحد أهم مراكز الطيران في العالم، وبالتالي يمكن للمسافرين من مقدونيا ودول البلقان السفر للجهات المتعددة عبر بوابة دبي .
ومما لاشك فيه أن وجود خط طيران مباشر بين دبي وسيكوبيه سينعكس إيجاباً على حركة التجارة والأعمال وتشجيع أصحاب الأعمال على السفر والاستثمار وتحقيق المصالح المشتركة على أجنحة “فلاي دبي”.
تحدثتم عن أداء جيد ونمو فهل من مؤشرات مالية على تطور نشاط وأداء الشركة؟
– تخطو “فلاي دبي”بقوة والشركة في طريقها إلى الربحية، ومن المقرر أن نكشف مع نهاية العام الحالي عن أرباح الشركة، حيث كان تحقيق الربح هو الهدف منذ انطلاق أعمالنا، ومنذ إطلاق أعمالنا كنا نسعى إلى تحقيق الأرباح بنهاية هذا العام، ونحن نعد من أسرع شركات الطيران نمواً في العالم حيث بدأنا الأعمال بطائرتين فقط وعند اكتمال طلبياتنا سنصل بالعدد إلى 50 طائرة .
ولعل الطلبية التي أبرمناها في 2008 وقبل أن نبيع أول تذكرة أو نطير للمرة الأولى واحدة من أكبر صفقات من طراز “بوينغ 707”في المنطقة ويبلغ أسطول الشركة حالياً 28 طائرة .
ماذا عن مؤشرات أو ملامح الأرباح؟
– سيكون رقماً جيداً، لكن نحن الآن قد انتهينا من الربع الثالث ولدينا مؤشرات على الربحية، ولكن ما زال أمامنا الربع الأخير من العام ومن ثم فمن المبكر الكشف عن النتائج والمؤشرات النهائية الآن، وهذا بالنسبة إلينا يشكل إنجازاً جيداً .
كيف سيتم التعامل في الأرباح، وهل سيتم تخصيص جزء منها في تمويل الطلبيات الجديدة؟
– حكومة دبي هي المالك ل”فلاي دبي”ومن يقرر التعامل مع الأرباح هو المالك الذي ستكون أية قرارات له وحده .
وبالنسبة إلى التمويل، فإننا نقوم بذلك حيث يتم توسيع أسطول الشركة، ولعل آخر عمليات التمويل تم عبر بنك الصادرات الأمريكي، وهو الأمر الذي يشكل نقلة نوعية للشركة لأن قيام هذا البنك بعملية التمويل لمصلحة الشركة فان ذلك بمثابة شهادة على الثقة والتأكد من متانة وضعنا المالي وملاءة واستقرار الشركة، إضافة إلى الثقة في اقتصاد الدولة ودبي .
لماذا يتم اللجوء للقروض المصرفية طالما أن هناك عائدات قوية ومؤشرات على الربحية؟
– مسالة التمويل عبارة عن عملية لإدارة موارد الشركة ولا توجد أي شركة لديها القدرة على توفير السيولة والتمويل لكل أعمالها، حيث تعمل الإدارة على حسن توظيف الموارد المتاحة والبحث عن أفضل وأرخص البدائل المتاحة ومنها القروض والتسهيلات أو بيع وتأجير بعض الطائرات وغيرها من الآليات لتوظيف رأس المال وضمان كفاءة ونمو الأداء والأنشطة كافة .
هل فكرتم في طرح أسهم أو سندات كبدائل للحصول على التمويل؟
– مسألة طرح الأسهم أو توسيع قاعدة الملكية ترجع أساساً إلى المالك، ولكننا موظفون دورنا الاهتمام بالملاءة المالية والأداء والتشغيل وإدارة الموارد في المستقبل .
وكما ذكرت لكم لدينا رأس المال والسيولة التي تستدعي مثل هذا الخيار .
أما في ما يتعلق بالسندات، فهذا خيار يمكن أن ننظر إليه في المستقبل .
لماذا تركز الشركة على طراز ونوع واحد يشمل كل أسطولها؟
– نحن كشركة طيران اقتصادي نضع نصب أعيننا التكلفة المنخفضة، ولهذا نعمل على استخدام نوع واحد من الطائرات “بوينغ”منخفضة التكلفة التشغيلية، كما يحقق هذا لنا وفورات في قطع الغيار وخدمات الصيانة .
ومع انتهاء الطلبيات سوف نفكر في الجيل الجديد من الطائرات ولعل أبرزها “بوينغ”طراز ماكس أو إيرباص “نيو”وهي طائرات حديثة اقتصادية نفس شكل الأسطول الحالي – ممر واحد – وليست من طراز أكبر .
الترويج للفعاليات
قال غيث الغيث إن فلاي دبي تعمل على تكثيف الاتصالات مع وكالات السفر في الدول المختلفة للترويج للأحداث والفعاليات وشرح العروض والمزايا، وبمناسبة العيد في دبي عقدنا اجتماعات مع 100 شركة ووكالة للسفر في السعودية للتعريف والترويج للمهرجان، الأمر الذي ينعكس بالتأكيد على حركة التواجد السعودي في هذه المناسبة، ونتواصل مع كافة الجهات المعنية لاسيما أننا نستفيد من نشاط الحركة الجوية، وبالتالي نستفيد من هذه الفعاليات ونعزز مكانة دبي السياحية .
ومع إطلاق رحلاتنا إلى مقدونيا قبل أيام قمنا خلال الاحتفال بمناسبة الرحلة الافتتاحية بحضور كل من نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد في مقدونيا بالترويج لدبي واستعراض فيلم تسجيلي عن دبي، وذلك لدعم جهود الدولة والإمارة لاستضافة “إكسبو 2020”.
فتح الأجواء ضرورة لتشجيع المنافسة ولا نية لإطلاق تحالفات بالرمز
قال غيث الغيث إن هناك اتجاهاً لتنويع أسطول فلاي دبي ما بين طائرات “بوينغ”و”إيرباص”موضحاً أن جميع الخيارات مفتوحة، كما أن إمكانية إدخال “الإيرباص”يزيد موقفنا التفاوضي مع أكبر منتجين للطائرات في العالم، وندرس حالياً مشروع الصفقة الجديدة التي تأتي استكمالاً للصفقة مع “بوينغ”والتي ترفع أسطول الشركة إلى 50 طائرة .
وحول التأثر بارتفاع الوقود، والآليات للتحوط من تحركاته قال أن الوقود هو العامل المشترك لدى شركات الطيران، أما مسألة التحوط فإن تأثيرها محدود في إجمالي عائدات الشركات لأنها تعني شراء كميات عبر العقود المستقبلية، ولكن ذلك يعرضها للخطر إذا ارتفعت الأسعار .
والتحوط يكون مفيداً عندما تشتري الناقلات كميات من الوقود خلال ارتفاع أسعار النفط، لكن سيكون ضاراً إذا انخفضت الأسعار، وهذا يتم وفقاً لدراسات وحسابات إلا أنها معرضة للتغير مع تقلب أسواق النفط العالمية ومع تنوع المضاربات على الأسعار .
ونرى أن خفض التكلفة التشغيلية هو الأهم من مسألة التحوط، كما يجب أن تكون أسعار التذاكر واقعية .
وحول المقصود بواقعية أسعار التذاكر، وهل يمكن لشركة طيران حرق الأسعار، أوضح الغيث أن نجاح أي شركة الطيران يتأتى من خفض تكلفة التشغيل ولابد لأسعار التذاكر أن تكون واقعية، فإذا تحركت أسعار النفط لابد أن تتحرك التذاكر لتواكب هذا الصعود وتعادل مع التكلفة التشغيلية الحقيقية، وبالتالي فإنه من غير المقبول أن تخفض أسعار التذاكر بصورة عشوائية واصطناع بطولات مزيفة وعندما تتراجع أسعار النفط يكون من الطبيعي خفض أسعار التذاكر باعتبار أن الوقود يشكل أكثر من 40% من التكلفة التشغيلية .
وحول معاناة شركات الطيرن الاقتصادي من إغلاق بعض المطارات والوجهات أمامها، أوضح الرئيس التنفيذي ل”فلاي دبي”أن إغلاق الأجواء يعد التحدي الأكبر الذي تواجهه شركات الطيران الاقتصادي، حيث إن حماية بعض الدول لأساطيلها يمثل أكبر عائق أمامنا ويحرمنا من المنافسة ويعرقل جهودنا للنمو .
وأضاف انه في أوروبا التي تمثل كتلة اقتصادية واحدة وأمريكا على سبيل المثال تلاحظ أن الأجواء مفتوحة لناقلات هذه الدول، حيث وصلت هذه الأسواق إلى مرحلة من النضج بما يساعد على المنافسة التي تصب لمصلحة العميل في النهاية، لكن في منطقتنا فإن الأسواق لم تصل إلى النضوج الكامل .
وقال أنه إذا كانت بعض الأسواق مغلقة فإن ذلك يمكن أن يتم لبعض الوقت، لكن لابد أن تكون هناك خططاً وبرامج ومنية لفتحها تدريجياً، خاصة أن الحماية وإغلاق الأجواء لن يساعد الناقلات – المحمية – من التطور والمنافسة وسيجعلها غير قادرة على المنافسة وتطوير خدماتها إلى الأبد .
أما العائق الثاني وهو أقل أهمية من الأول، فهو صعوبة الحصول على التأشيرات، لأن تيسير التأشيرات يعني إمكانية التحرك والسفر بسهولة ويسر ويشجع على التنقل والسفر والسياحة ويدعم الاستثمار المشترك والأعمال والتجارة .
وفي دولة مثل الإمارات فإن هناك أكثر من 200 جنسية تعمل وتقيم في الدولة ، وبالتالي فإن تيسير حركة التنقل يمكن أن يسهل تحركات هذه الجنسيات إلى الدول الأخرى .
وفيما يتعلق بإتجاه شركات الطيران إلى التحالفات لتقوية مراكزها، فهل ستخطون خطوات على هذا الدرب، قال أننا نتعاون مع بعض الشركات عبر اتفاقيات لتبادل الركاب وهي اتفاقيات للتعاون إلا أنها تختلف عن التحالفات والمشاركة بالرمز لأن الأخيرة تعني وجود لوغو للناقلتين المتحالفتين على التذكرة، أما تبادل الركاب فتتم إلى وجهات أخرى لا نصلها من آخر نقطة نحلق إليها وتصل إليها طائراتنا .
ولا نعتقد أننا حالياً في حاجة إلى أكثر من اتفاقيات تبادل الركاب وليست لدينا خطط لإبرام اتفاقيات مشاركة بالرمز، وأنه خارج نطاق أولوياتنا حيث نركز في المرحلة الحالية على النمو .
وبالنسبة لاندلاع ثورات الربيع العربي وارتباك بعض الأسواق وازدهار أخرى، أوضح الغيث أننا نقوم بإعادة هيكلة شبكة الناقلة مضيفاً ،نحن نتحدث عن طائرات وليس فنادق أو أصولاً ثابتة ولدينا خطة مرنة تماماً للتعامل مع كافة المتغيرات، وبالتأكيد إذا تضررت بعض الأسواق أو تراجعت الحركة على بعض الوجهات تتم إعادة النظر فيها، ومن الطبيعي أن نزيد عدد الرحلات إلى الوجهات المتسعة في النشاط أو تقليص أو إلغائها في الأسواق والمناطق الراكدة أو غير ذات جدوى اقتصادية، ولدينا دائماً خطط متطورة وعملية إعادة هيكلة شبكة وجهاتنا مستمرة ونسعى إلى المناطق ذات الطلب المكثف .
وحول مشاركة العديد من الجهات الحكومية والخاصة في دعم الفعاليات التي تطلقها دبي في المناسبات المختلفة، ومساهمة الناقلة في هذا الشان قال: بالتأكيد لنا مساهمتنا في دعم الفعاليات في دبي ونتعاون مع الجهات المختلفة على تحقيق ذلك .
وأضاف:ش على سبيل المثال فإننا ندعم فعالية العيد في دبي، حيث نحفز موظفينا على تقديم أرقى الخدمات للمسافرين على متن رحلاتنا باعتبار أن الناقلة هي جزء من دبي وأن الوافدين فور صعودهم إلى طائراتنا نعتبر أنهم في ضيافة دبي وليس الناقلة فقط .