Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

تنمية السياحة الداخلية

 

تنمية السياحة الداخلية

أبوظبى "المسلة" …. مر القطاع السياحي الإماراتي خلال السنوات الماضية بتجربة ناجحة فيما يتعلق بتنويع خدماته، حتى بات يزخر بالعديد من البدائل السياحية، كالسياحة الطبيعية وسياحة الشواطئ وسياحة الصحاري وسياحة المؤتمرات والأعمال وسياحة المعارض والتسوق وسياحة الفعاليات الرياضية والترفيهية الكبرى. ونتيجة لذلك، أصبحت دولة الإمارات وفقاً لوصف "مجلس السياحة والسفر العالمي" من الوجهات السياحية الجاذبة عالمياً.

 

وقد توقع المجلس أن ينمو قطاع السياحة والتسوق الإماراتي بمعدل 6.5 في المئة سنوياً حتى نهاية الأفق الزمني للرؤية المستقبلية لدولة الإمارات المعروفة باسم "وثيقة الإمارات 2021". ويعني ذلك أن ناتج القطاع سيرتفع بنسبة تصل إلى نحو 87.7 في المئة بنهاية العقد الجاري، وهو ما سيكون كفيلاً بمنح القطاع أحد المراكز القيادية والمحركة للاقتصاد الوطني، وسيكون له دور محوري في تحقيق أهداف تنويع مصادر الدخل وتوجيهه نحو توسيع قاعدته الإنتاجية وصولاً إلى استدامة التنمية.

 

يأتي النمو المتوقع في قطاع السياحة الإماراتي حتى نهاية العقد الجاري استكمالاً لمسيرة طويلة من الأداء الإيجابي دأب عليها القطاع خلال السنوات الماضية، كان آخرها ذلك النمو الذي حققه خلال السنوات الخمس التي سبقت الأزمة المالية العالمية، والذي بلغ نحو 10 في المئة سنوياً، ولم يقتصر النمو والتطور الذي شهده القطاع السياحي خلال الفترات الماضية على الجانب الكمي فحسب، بل إنه طال الجانب النوعي أيضاً، والذي يمثل تنوع البدائل السياحية وثراؤها على النحو المشار إليه مسبقاً أحد أهم ملامحها، بجانب تنامي مساهمة السياحة الداخلية في القطاع، إذ شهدت الفترة الماضية تغيراً ملحوظاً في توجهات السائحين المحليين، وأصبحوا أكثر إقبالاً على البقاء والاستفادة من الفرص السياحية التي توفرها الدولة، بدلاً من السفر إلى الخارج.

 
في هذا السياق تشير بيانات "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة" إلى أن السياحة الداخلية قد شكلت نحو 39 في المئة من إجمالي عدد نزلاء الفنادق والمنتجعات في إمارة أبوظبي خلال العام الماضي 2011. وتشير هذه المؤشرات إلى الأهمية الكبيرة التي باتت تحتلها السياحة الداخلية، بصفتها مكوّناً من مكونات القطاع السياحي ومصادر دخله، سواء كان ذلك في إمارة أبوظبي أو في دولة الإمارات العربية المتحدة ككل.

 
هذا التنامي في دور السياحة الداخلية في دولة الإمارات يمكن توظيفه خلال السنوات المقبلة من أجل دعم القطاع، من خلال نشر الوعي بين المواطنين والوافدين على حد سواء بأهمية السياحة الداخلية، وتنظيم الحملات لتعريفهم بالخدمات والمرافق السياحية في الدولة، وجذب أنظارهم إلى البدائل والمواقع السياحية وكيفية الوصول إليها، وتشجيع القطاع الخاص على تقديم العروض السياحية الترويجية، والاستفادة من الأدوات المستخدمة في السياحة الخارجية كالأفواج السياحية، والبرامج السياحية المخططة مسبقاً وغيرها.

 
ولعل ما يدعم دور السياحة الداخلية وموقعها ضمن الاقتصاد الوطني، سواء على مستوى كل إمارة على حدة أو على مستوى دولة الإمارات ككل، هو الوعي الذي يتزايد باستمرار بأهميتها من قبل القائمين على قطاع السياحة في الدولة، خاصة خلال السنوات الأخيرة، من ناحية، وامتلاك الإمارات من الإمكانات السياحية العصرية والمتطورة ما يجذب السائحين إليها من ناحية أخرى. ولا شك في أن تكثيف التوعية بالسياحة الداخلية والاهتمام بتسويقها ووضع البرامج التي تشجع عليها، من شأنه أن يزيد من مساهمتها في الاقتصاد الوطني خلال الفترة القادمة.

المصدر: الاتحاد
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله