الشيخة مي: البحرين أصبحت تحمل على عاتقها مسؤولية المشروع الثقافى العربى ودول العالم
المنامة "المسلة" … صرحت وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "تحمل مملكة البحرين منذ هذه اللحظة على عاتقها مسؤولية هذا المشروع التاريخي،الذي يجسّد بشكل أو بآخر الأفق الثقافي والسياحي المشترك ما بين شعوب المنطقة العربية ودول العالم، ومن خلال العاصمة البحرينية المنامة ينطلق مشوار هذا المشروع بصورة نحاول من خلالها أن نصنع اختلافًا حقيقيًا وبنية تحتية مشتركة تطور من أداء المنظومة العربية فيما يتعلق بمجال السياحة وما يتبعه من قطاعات أخرى".
أعلنت ذلك في اجتماع مجلس وزراء السياحة العرب الذي انعقد في دورته الخامسة عشر بمقر الجامعة العربية في القاهرة برئاسة وزير السياحة والآثار الأردني نايف الفايز، مشيرةً: "المنامة وبعد اختيارها عاصمة للسياحة العربية، صرنا في موقع أدق وأفق أوسع أمام هذا العالم، لذا علينا في خطة وإستراتيجية مدروسة أن نستوعب مختلف الطاقات ونستفيد من الروافع الحضارية التي تختص بها المنطقة، وإعادة إبرازها في نتاجات ومنجزات مستديمة تؤهل المنطقة لتطوير إمكانياتها وكوادرها".
وأعربت وزيرة الثقافة عن سعادتها باختيار العاصمة البحرينية المنامة، معقّبةً: "بعد اختيار المنامة عاصمة للثقافة العربية في هذا العام 2012م، هي اليوم تستعد لأن تكون عاصمة للسياحة العربية في العام المقبل 2013م، وهذا يحمل مؤشرات ودلائل على استحقاقية المملكة ونتاج عملها طوال الأعوام الماضية، ونأمل فعليًا أن نتمكن من دمج الرؤى العربية كافة وإعادة إرسالها وتوجيهها للفائدة الشعبية المشتركة".
وأفصحت خلال مشاركتها باجتماع مجلس الوزراء عن الاستراتيجية التي أدرجتهاوزارة الثقافة البحرينية لتوظيف العوامل والجواذب السياحية المختلفة،مشيرة إلى أهمية الاستناد على الإرث التاريخي والمعرفي المتراكم الذي يشكّل المنطقة، والسعي على الحفاظ على الخصائص والمكونات الحضارية التي ترسّخ المساعي باتجاه المنجزات المختلفة، وتستعيد المشاهد السياحية والجواذب التي تهمّ الزوّار والعابرين، وتنعكس بدورها على الموجودات المكانية والثقافية والفكرية والحضارية.
وقد اعتمدت تركيبة العام المقبل على أربعة فصول مختلفة، تتناوب في عرض مواضيع محددة، يتسم كل موسم فيها بثيمة مغايرة، تبدأ في الأول منها من خلال السياحة الثقافية والتي تمتد منذ يناير وحتى مارس المقبل، تتبعها في الأشهر الثلاثة اللاحقة فكرة السياحة الرياضية. أما الموسم الثالث فيقع ما بين شهري يوليو وسبتمبر ويركز على السياحة الترفيهية بفروعاتها الاقتصادية والعائلية وغيرها.
كما يختص الشهر الأخير بالسياحة الخضراء التي تركز على التركيبة البيئية والمفاهيم الطبيعية وأهميتها في جاذبية الأمكنة والجغرافية، ودعت معالي الوزيرة الشيخة مي خلال الاجتماع وزراء السياحة العرب بأن يكون الاجتماع المقبل للدول العربية في مملكة البحرين، بمناسبة تتويج المنامة عاصمة السياحة للعام 2013.
واستعدادًا لهذه الفصول، فقد جهّزت وزارة الثقافة العديد من الموارد الثقافية والسياحية متمثلة في الأنشطة والفعاليات المستمرة على مدى العام، منها: المعارض، الندوات، المؤتمرات المختلفة، المحاضرات، المسابقات وغيرها، والتي ترتكز على الكثير من العروض والشخوص الثقافية والاختصاصية في مجالات السياحية ومحاورها.
فيما تستمر المواسم البحرينية المعتادة ضمن توليفة عاصمة السياحة، وتخلق أحداثًا تفاعلية مع الجمهور، ومنها: معرض البحرين للفنون التشكيلية، ربيع الثقافة، معرض البحرين الدولي للكتاب، مهرجان التراث، تاء الشباب ومهرجان البحرين الدولي للموسيقى.
وفي ذات السياق، ومن أجل إطلاق قاعدة عربية مشتركة تستند على مراجع عميقة وآليات دقيقة تساعد على تطوير القطاع السياحي، وضعت وزارة الثقافة مجموعة من الخطوات والخطط بعيدة المدى، والتي تستند في قوامها على تأهيل العامل البشري وتطويره عبر مجموعة من البرامج التدريبية والمؤتمرات المشتركة، وورش العمل.
فيما توجهت من ناحية أخرى، إلى التركيز على تطوير المواقع سواء أ كانت أُثرية أو حرفية أو طبيعية أو تاريخية أو حتى تلك الخاصة بقطاع الضيافة والفندقة والإقامة والعائلة والبيئة.
وضمن خطتها الأولية، ركزت الوزارة على عدد من المشاريع، من بينها: مشروع مركز زوار شجرة الحياة، جزر حوار، مشروع تطوير سوق المنامة القديم وموقع باب البحرين. وخلال المرحلة المقبلة، ستواصل الوزارة إعادة تأهيل وحفظ المواقع الأثرية وإعدادها سياحيًا وعمرانيًا، كما تسعى لإحياء الأسواق الشعبية والمقاهي القديمة التي تقتبس ذاكرة الماضي، واستحداث أنشطة ومواسم مختلفة.
تجدر الإشارة، إلى أن المنامة أعلنت عاصمة للسياحة العربية للعام 2013م، في احتفائية خاصة حضرها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الهيئة العامة للسياحة و الآثار بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، و معالى الدكتور بندر بن فهد آل فهيد رئيس المنظمة العربية للسياحة، والعديد من الشخصيات الدبلوماسية ورجال الأعمال والمهتمين بشؤون الثقافة والسياحة، وذلك في السابع والعشرين من شهر سبتمبر الماضي، من خلال مسار استُعين فيه بالبصريات الجمالية والأعمال الفنية التي تتراوح ما بين الموسيقى والتشكيل كلغة تجمع الشعوب العربية والعالمية.
المصدر: بنا