نهيان بن مبارك: المعتقدات الخاطئة حول الدعم الحكومي أعاقت تطور شركات الطيران بالمنطقة
أبوظبى "المسلة" ….أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي أمس أن “المعتقدات الخاطئة” حول الدعم الحكومي لبعض شركات الطيران في المنطقة شكل عائقاً أمام وصول الناقلات إلى أسواقها بشكل كامل.
وقال معاليه خلال افتتاح أعمال المؤتمر العالمي للسفر بأبوظبي أمس إن “مثل هذه الأعمال تضر ليس فقط شركات الطيران ولكن أيضاً مقدمي الخدمات والشركات المصنعة للطائرات التي تعتمد على بيئة صحية وعلى نمو صناعة الطيران، إضافة إلى أن تلك الأعمال تضر بمصالح الركاب المحتملين”.
وأوضح أن المعتقدات الخاطئة حول الدعم لشركات الطيران “تسبب في قيام بعض الحكومات بمنع وصول تلك شركات الطيران بشكل كامل إلى أسواقها”.
ولفت إلى أن هذا التدخل الحكومي “يفتقر إلى مبرر ولكن لا يعني هذا أن الحكومات يجب ألا تتدخل في الشؤون المتعلقة بالأمن والسلامة وإدارة الحركة الجوية، وقانون المنافسة، وحماية المستهلك”.
وحول قرار الاتحاد الأوروبي الأحادي القاضي بفرض ضريبة على الناقلات التي تعبر الأجواء الأوروبية مقابل انبعاثات الكربون، قال معاليه “نعتقد في دولة الإمارات أن حلول المخاوف البيئية يجب أن تكون عادلة ومتوازنة، وأن تنجم عن نقاش عقلاني في إطار مبادرة عالمية بقيادة منظمة الطيران المدني الدولي”.
ولفت إلى أن “كثيراً من الأطراف يشعرون بالقلق لأنهم يعتبرون أن القرار الذي فرضه الاتحاد الأوروبي غير مبرر ما سيؤدي إلى زعزعة مشهد قطاع الطيران بأكمله”.
وافتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك أعمال المؤتمر بحضور أكثر من 600 مشارك من مسؤولين وخبراء في قطاع الطيران من مختلف دول العالم.
ودعا سموه جميع العاملين في قطاع الطيران لاحتضان الإبداع والابتكار في سبيل تحقيق مزيد من التقدم والازدهار، معتبراً أن تلك القيم تحمل السمات الثقافية ذاتها التي تعمل من خلالها الدولة.
وقال “طالما شجّعت القيادة العليا بقوة على الإبداع والابتكار، وتمكّنت من تحقيق إنجازات مذهلة”.
وتحدّث عن فرادة الموقع الاستراتيجي لدولة الإمارات، الذي يُتيح الفرصة أمام رحلات المسافرين والشحن، للوصول إلى كل حدب وصوب في شتى أنحاء العالم، مما يمنحها إمكانية خدمة قطاع الطيران بوصفها مركزاً عالمياً طبيعياً”.
وقال “نحن محظوظون لخدمة صناعة الطيران العالمية من خلال كوننا جسراً يربط بين الشرق والغرب والشمال والجنوب”.
وأضاف “نعتقد أن تخصيص القدرة الاستيعابية والمنافسة ينبغي أن يكونا مدفوعين من قبل آليات السوق وخاضعين لها”. وفي ذات السياق، قال معاليه “نأمل أن تعترف الحكومات وتدعم المبادرات التي قامت بها شركات الطيران والشركات المصنعة للتعاون في إيجاد حلول للتحديات البيئية”.
وأضاف “أدت الجهود المشتركة بالفعل إلى إنتاج طائرة أكثر كفاءة في استهلاك الوقود وصديقة للبيئة، ونحن حريصون كشركات الطيران الإماراتية على الاستفادة من مثل هذه المبادرات، حيث يظهر ذلك في خطط الأساطيل المستقبلية”.
وناقش المؤتمر الذي ينظمه الاتحاد الدولي للنقل الجوي “أياتا” التحديات البيئية والاقتصادية لصناعة الطيران، وأفضل الطرق المبتكرة لإثراء تجربة المسافرين حول العالم.
وشدد خبراء في قطاع الطيران على النمو الملحوظ الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، إذ تحقق ناقلات المنطقة أرباحاً قدرها مليار دولار العام المقبل مقابل 7,5 مليار دولار إجمالي أرباح شركات الطيران المتوقعة حول العالم.
من جهته، أكد جيمس هوجن، رئيس المجموعة والرئيس التنفيذي لـ “الاتحاد للطيران في كلمته خلال افتتاح المؤتمر أن موقع الشرق الأوسط يمثل الدافع الأساسي نحو التغيير في قطاع الطيران.
وأشار هوجن إلى الدور الإيجابي الذي تلعبه منطقة الشرق الأوسط في دفع عجلة الاقتصاد العالمي، مؤكداً نجاحها في خطف الأضواء من الأسواق التقليدية العريقة وتحويل الدفّة إلى الأسواق الاقتصادية الواعدة المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط وقارة آسيا وأميركا الجنوبية وأفريقيا.
وأوضح هوجن “في عالم حافل بالتقلبات، أضحت منطقة الشرق الأوسط ضمن المناطق التي تتميز بالأداء القوي والنمو الهائل على مستوى قطاع الطيران”.
وإلى جانب الاستفادة من موقعها الاستراتيجي الحيوي، أوضح أن الفضل في نجاح منطقة الشرق الأوسط يعود إلى وجود رؤية مبتكرة، مستشهداً بالعاصمة أبوظبي كمركز جديد في عالم الطيران.
وأضاف هوجن “جاء هذا النجاح نتيجة تعزيز الاهتمام بمستوى الخدمة على نحو غير مسبوق وتطبيق نموذج مبتكر لترشيد التكاليف، فضلاً عن وجود شركات طيران حديثة ومتطورة غير مثقلة بالهيكلة الإدارية التقليدية”.
وقال إن الاتحاد للطيران تلعب دوراً أساسياً في تعزيز الترابط والتواصل بين أبوظبي وبقية أنحاء العالم، بما يخدم أبوظبي في منافستها الإقليمية، مؤكدا دور الشركة في الارتقاء بمستوى السياحة الوافدة وترويج إمارة أبوظبي كواحدة من أرقى الوجهات العالمية.
وأضاف “تحظى العاصمة أبوظبي باقتصاد واعد ينبض بالتنوّع تدعمه حكومة ذات رؤية ثاقبة في تكامل فريد مع الإرادة والقدرة على الاستثمار في المستقبل”.
ولفت إلى أن أبوظبي نجحت في تحقيق معدلات نمو مرتفعة بفضل وجود رؤية حكومية ثاقبة تعززها استثمارات ضخمة في قطاع السياحة والإرادة الشديدة لتبني أفضل الممارسات والاعتماد على العلم والتقنية في مجال التصنيع والتعليم والصحة.
وقال “تتبنى الاتحاد للطيران خطة مستقبلية طموحة ترتكز على أداء دور مُكمّل ومحدد في دفع عجلة النمو المذهل والتطور الاقتصادي لدولة الإمارات”.
ودعا الاتحاد الدولي للنقل الجوي “أياتا” الجهات المعنية للعمل سوياً من أجل تحقيق أعلى مستويات من القيمة التي يجنيها العملاء المستخدمون للنقل الجوي في الوقت الذي تضمن تحقيق أعلى مستوى من الكفاءة لقطاع النقل الجوي.
وتوقع توني تايلور المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي “أياتا”، أن تنقل الناقلات حول العالم 3 مليارات مسافر العام المقبل، متوقعاً أن يتضاعف العدد عام 2030.
وشدد على أهمية تبني العديد من الحلول الابتكارية التي تحقق رضا المسافرين وتثري تجربتهم في السفر، الأمر الذي يتطلب فهم وإدراك توقعات العملاء والقيمة المستردة من المبلغ الذي ينفقونه.
وشدد على أن العمل الجماعي هو أحد المقومات التي يعتمد عليها قطاع النقل الجوي الأمر الذي يشكل تحدياً لجميع الجهات المعنية بهذا القطاع والتي تضم وكالات السفر، والمطارات، والشركات المزودة لخدمات الملاحة الجوية، والمنظمين، والمصنعين، ومزودي الخدمات الأرضية، وأنظمة التوزيع العالمية وغيرها من الجهات التي ينبغي لها أن تعمل سوياً لتجعل من كل رحلة بأكبر قدر ممكن من السلامة، والأمان، والسلاسة، والراحة.
وركز تايلور على ثلاث أولويات رئيسية والتي يمكن التعاون من خلالها لتقديم خدمات النقل الجوي التي تمتاز بأعلى قدر ممكن من السلاسة والتفاعلية، وهي تسهيل إجراءات المطارات من خلال السفر السريع وتطبيق نظام (Checkpoint of the Future) والذي يضمن قدراً أكبر من سلامة الركاب، إضافة إلى ابتكار طرق توزيعية ذات كفاءة أكبر تتواكب مع حركة تجارة التجزئة في الوقت الراهن.
وفيما يتعلق بالطيران السريع، يعمل الاتحاد الدولي للنقل الجوي جنباً إلى جنب مع الجهات ذات الشأن بقطاع النقل الجوي على تطبيق خيارات الخدمة الذاتية وذلك من خلال برنامج “السفر السريع”.
ويمنح هذا البرنامج المسافر إمكانية تحكم أكبر وذلك من خلال ست نقاط رئيسية تتمثل في تسجيل إجراءات الوصول، وتفتيش الحقائب والأمتعة ومسح وثائق السفر، إضافة إلى الصعود على متن الطائرة وإعادة حجز موعد السفر فضلا عن تقفي الأمتعة.
وقال تايلور “أظهر الاستطلاع الذي أجراه الاتحاد الدولي للنقل الجوي بأن 52% من المسافرين يفضلون لوضع العلامة التي تميز أمتعتهم بأنفسهم في المنزل، في حين يفضل 77% من الركاب استخدام الإجراءات الذاتية للركوب على متن الطائرة، حيث يمكن تحقيق ذلك من خلال برنامج Fast Travel وغيرها من الأمور التي يتطلبها العملاء.
أما نظام “Checkpoint of the future” فيوفر هذا النظام إمكانية فحص الركاب وأمتعتهم بشكل سريع وذلك دون الحاجة إلى الوقوف، أو إخراج الأغراض من الحقائب، حيث أنه بمجرد مرور الركاب من خلاله يعمل هو على التأكد من عدم حملهم أيا من الأغراض الممنوعة.
وبحسب بيانات “أياتا”، تشكل نسبة شراء التذاكر بواسطة الموقع الإلكتروني التابع لخطوط النقل الجوي 40% من إجمالي المبيعات، في حين يلجأ الآخرون إلى شراء تذاكرهم من خلال وكالات السفر، مما يجعل إمكانية توفير خدمات خاصة بهم أمراً غير ممكن.
ويركز هذا النموذج على توفير تذاكر بسعر أقل الأمر الذي يضيف قيمة إضافية إلى المنتجات التي يقدمونها.
المصدر: الاتحاد الإماراتية