الحج مرة في العمر
بقلم : عبدالله عمر خياط
لتيسير السبيل للمسلمين لأداء فريضة الحج قامت الدولة بتنفيذ المشروعات الكبرى وتسهيل الاجراءات بجميع المرافق.
وإذا كان الغد بحسب تقويم أم القرى هو اليوم الأول من شهر الحج فقد أصبحنا في الأيام المعدودة التي قال عنها الحق سبحانه وتعالى: (واذكروا الله في أيام معلومات).
والحج فريضة على كل مسلم مرة في العمر ولمن استطاع إليه سبيلا. فعن أبي هريرة رضي الله عنه فيما رواه الامام البخاري في صحيحه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا أيها الناس إن الله كتب -أي فرض- عليكم الحج فحجوا. فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها الرجل ثلاثا، فقال صلى الله عليه وسلم: لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم. ثم قال: ذروني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج).
وخرج البيهقي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحجاج والعمار وفد الله عز وجل يعطيهم ما سألوا ويستجيب لهم ما دعوا، ويخلف عليهم ما أنفقوا الدرهم بألف ألف). وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كلمات أسأل عنهن؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن شئت أخبرتك عما جئت تسألني وإن شئت تسألني وأخبرك. فقال: لا يا نبي الله أخبرني عما جئت أسألك؟ فقال: جئت تسألني عن الحاج ما له حين يخرج من بيته؟ وما له حين يقوم بعرفات؟ وما له حين يرمي الجمار؟ وما له حين يحلق رأسه؟ وما له حين يقضي آخر طواف بالبيت؟ فقال: يا نبي الله والذي بعثك بالحق ما أخطأت مما كان في نفسي شيئا. قال: فإن له حين يخرج من بيته أن راحلته لا تخطو خطوة إلا كتب له بها حسنة أو حط عنه بها خطيئة فإذا وقف بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى سماء الدنيا فيقول: انظروا إلى عبادي شعثا غبرا اشهدوا أني قد غفرت لهم ذنوبهم وإن كانت عدد قطر السماء ورمل عالج، وإذا رمى الجمار لا يدري أحد ما له حتى يتوفاه الله يوم القيامة فإذا قضى آخر طواف بالبيت خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه).
ولما كان عدد الحجاج الوافدين من أقاصي الدنيا في ارتفاع متواصل فإن ذلك يقتضي من كل مسلم من المواطنين أو المقيمين أو حتى من المسلمين عامة الاكتفاء بأداء الفريضة حينا بعد حين ليفسحوا المجال للغير من القادمين من أقاصي الدنيا خاصة أنه وكما يقول الشيخ سيد سابق رحمه الله في كتابه (فقه السنة): أجمع العلماء على أن الحج لا يتكرر وأنه لا يجب في العمر إلا مرة واحدة.