ريحان : أول وكالة إعلام فى التاريخ أنشئت بمصر من أجل قافلة الحج
القاهرة "المسلة" خاص … يؤكد الباحث الأثرى د. عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى من خلال دراسته الأثرية لرحلة الحج القديم من مصر إلى مكة المكرمة عبر سيناء أن رحلة الحج قديماً كانت تمثل منظومة اقتصادية اجتماعية ثقافية إعلامية متكاملة حيث كانت قافلة الحجاج عبر سيناء بمثابة انتقال مجتمع بأكمله يقودها أمير الحاج وهو القائد العام للقافلة كلها.
وكانت مهمته اختيار زمن التحرك وسلوك أوضح الطرق وترتيب الموكب فى المسير والنزول والحراسة وقتال من يتعرض للقافلة و أن أول وكالة إعلام فى التاريخ أنشئت بمصر من أجل معرفة أخبار موكب الحجاج من مصر إلى مكة المكرمة عبر سيناء متمثلة فى مراسل مرافق للرحلة يسجل كل أحداثها ويسبق موكب الحج أثناء عودته ليسير مسرعاً للقاهرة بعد نهاية الرحلة ليبلغ السلطان والرأى العام بأحداث الرحلة وما صادفهم من مشقة وعدد الوفيات ولم يقتصر هذا الموكب على حجاج مصر فقط بل كان يضم حجاج المغرب العربى والأندلس وغرب أفريقيا.
ويضيف د. ريحان أن رحلة الحجاج تمثل أول تنظيم مجتمعى متحرك فى العالم يعبر عن الرقى والفكر المتحضر للحضارة الإسلامية حيث كانت تضم القافلة قاضى المحمل الشريف لحل المنازعات و أميراخور للرفق بالحيوان كانت مهمته مراقبة الدواب وحالتهم الصحية ومعه طبيب بيطرى وكان هناك تقسيم عادل للمؤن طوال الرحلة وأثناء الراحة يقوم بها شاد المخازن والكيلار (القبانى) ومشرفون على ملئ المياه وتوزيعها ونظافة الأوعية الجلدية التى تحمل فيها المياه وهم شاد السقائين ومهتار الشراب خانه ومشرفون على طهى الطعام مثل شاد المطبخ والطباخون ومع الركب طبيب صحة وجراح (الجرائحى) وطبيب عيون وبعض الأدوية وهناك مقدم الضوئية وهو قائد حاملى المشاعل التى توقد بالزيت وبعضها بالخشب ومقدم الهجانة الذى يشرف على أكسية الجمال التى تتصف بشئ من الأبهة للحرص على جمال القافلة أثناء السير وهناك الشعراء وهناك الميقاتى لتحديد مواعيد الصلاة والمؤذن والوظائف الصغيرة كالخباز والنجار ومغسلى الموتى وكان يصاحب القافلة عدداً من الأمراء والجند لحراسة الموكب والأئمة والأدلاء من أهل سيناء للإرشاد لمعالم الطريق مع وجود علامات خاصة على طول الطريق تحدد معالمه ويصاحب الرحلة أيضاً رجال الإدارة لحسن إدارة الموكب وتنظيم الرحلة وتقسيم المؤن وكان موسم الحج مهرجاناً ثقافياً يترنم فيه الأدباء بالأشعار الدينية فى جو البادية الممتد فتمنحهم الخيال الخصب برؤية الكعبة المشرّفة أمامهم طوال الرحلة تنادى على عمارها فيلبون النداء لبيك اللهم لبيك.
ويطالب د. ريحان بإنشاء هيئة مستقلة لشئون الحج بمصر تابعة لمجلس الوزراء تكون مهمتها تنظيم رحلات الحج والعمرة والتنسيق بين الجهات الحكومية والشركات السياحية والجمعيات الأهلية والسلطات السعودية فى تنظيم الرحلات للقضاء على كل السلبيات المتكررة الخاصة بمعاناة الحجاج سواء قبل سفرهم أو أثناء إقامتهم فى الأماكن المقدسة وللحفاظ على حقوقهم المادية والمعنوية لحين عودتهم إلى أرض الوطن.