61.7% إسهام السياحة والتجزئة في ناتج دبي
دبى " المسلة " … أكد تقرير دبي الاستثماري 2012 الصادر عن دائرة التنمية الاقتصادية بدبي على أهمية قطاعي السياحة والتجزئة، إذ يسهم القطاعان معاً بنسبة 61.7% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة. وحققت دبي رقما قياسياً جديداً من ناحية أعداد الزوار والليالي السياحية التي قضوها في فنادق الإمارة والتي تصل إلى نحو 600 فندق ومبنى للشقق الفندقية خلال العام 2011، كما توقع التقرير استمرار نمو القطاع السياحي خلال العام الجاري، مع بقاء دبي واحدة من أكثر 10 مدن استقطاباً للزوار في العالم.
وارتفعت كل المؤشرات السياحية في دبي خلال العام الماضي، وهو ما جعل القطاع السياحي في دبي يسهم بنحو 31% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، وفقاً لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي. وبلغ إجمالي عدد نزلاء الفنادق وركاب الرحلات البحرية في العام الماضي نحو 9.3 مليون سائح، بزيادة 10% عن العام الأسبق 2010. ونزل غالبية زوار المدينة الذين وصل عددهم إلى أكثر من 7.2 مليون زائر في فنادق، في ما فضل أكثر من 1.8 مليون زائر النزول في الشقق الفندقية، بزيادة 11% و6% في أعداد الزوار على الترتيب.
ووضع ترتيب ماستركارد للوجهات السياحية دبي في المرتبة التاسعة عالمياً من حيث أعداد الزوار خلال العام الماضي 2011، والتي حظيت لندن بالمرتبة الأولى فيها بعدد زوار وصل إلى 20.1 مليون زائر، وجاءت بعدها باريس بنحو 18.1 مليون زائر ثم بانكوك بنحو 11.5 مليون زائر. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حلت القاهرة في المرتبة الثانية من حيث أعداد الزوار بعد دبي بعدد زوار وصل إلى 3.7 مليون زائر. وجاء أكثر من ثلث نزلاء فنادق دبي خلال العام الماضي من العالم العربي.
حيث كان بينهم نحو مليون مواطن، و1.6 مليون سائح خليجي تضمنوا نحو 685 الف سائح من المملكة العربية السعودية. وبلغ عدد زوار دبي من المملكة المتحدة التي تعد أعلى الدول الأوروبية تصديراً للسائحين إلى دبي، نحو 673 ألف زائر، في ما بلغ إجمالي أعداد نزلاء فنادق دبي من الجنسيات الأوروبية 2.3 مليون نزيل. وحلت آسيا في المرتبة الثانية بعد أوروبا، حيث بلغ أعداد نزلاء الفنادق من القارة الآسيوية 2.16 مليون نزيل، منهم 700 ألف نزيل من الهند، و476 ألف من إيران، و221 ألف من باكستان، و193 ألف من الصين.
وكانت السوق الأميركية إحدى أهم الأسواق بالنسبة لدبي من حيث السياحة الوافدة، حيث بلغ إجمالي نزلاء فنادق دبي من الأميركيين 462 ألف سائح خلال العام الماضي. ويعد متوسط الليالي الفندقية التي يقضيها السائحون في دبي قصيراً على الرغم من نموه بنسبة 12.5 % إلى 3.6 ليلة فندقية خلال العام الماضي. ويأتي أغلب السائحين لقضاء عطلات نهاية الأسبوع والقيام بعمليات التسوق خلالها، كما أن أغلب المعارض والمؤتمرات الخاصة بسياحة الأعمال لا تتعدى فترتها 3 أيام.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الكثير من الناس يقومون بزيارة دبي كمحطة للتوقف في طريقهم لوجهة أخرى. وتعد دبي موطناً لرابع أكثر المطارات إشغالاً في العالم، مع أكثر من 150 شركة طيران تطير لأكثر من 220 وجهة حول العالم انطلاقاً من دبي. وبلغ عدد المسافرين عبر مطار دبي خلال العام الماضي 50.98 مليون مسافر من المتوقع أن يصل عددهم إلى 56.5 مليون خلال العام الجاري، وحوالي 98 مليون مسافر في عام 2020.
وشهدت عائدات القطاع السياحي في دبي نمواً بنسبة 20 % خلال العام الماضي، حيث وصلت إلى 15.9 مليار درهم، جاء 84% منها من الفنادق. وهذا الرقم يمثل ارتفاعاً بنسبة 4.6% عما تم تحقيقه من العائدات السياحية خلال العام 2008، حيث بلغت عائدات القطاع خلال ذلك العام 15.2 مليار درهم.
وتدل هذه الأرقام والنسب على التعافي التام للقطاع السياحي من تداعيات الأزمة المالية العالمية على القطاعات الاقتصادية في العام 2008، والتي خفضت عائدات فنادق دبي بنسبة 18 % خلال العام التالي.
وقال خالد أحمد بن سليم، مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي إن القطاع السياحي في دبي حقق معدلات ممتازة خلال الأعوام القليلة الماضية مقارنة بعدد من الوجهات السياحية الأخرى، مشيراً إلى أن دبي استطاعت إثبات نفسها كوجهة سياحية متميزة، كما أن الدائرة تقوم بعمليات التسويق على قدم وساق من خلال مكاتبها الخارجية.
وأضاف أن الترويج يتم باختيار أفضل الأسواق المصدرة للسائحين، والتي يمكن زيادة أعداد السائحين القادمين منها، كما أن الدائرة تتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص بصفة مستمرة عن طريق الشراكات التي تسهم بشكل كبير في إنجاح عمليات الترويج.
وأشار بن سليم إلى أن الدائرة تركز في عملياتها الترويجية الآن على أستراليا، لاسيما مع ارتفاع قيمة الدولار الأسترالي في الآونة الأخيرة، وهذا يعد مثالاً على ما تقوم به الدائرة من دراسة مدى قوة اقتصاد السوق المصدرة وقيمة العملة، والخطوط الجوية الرابطة بينها وبين دبي، وعروض المنافسين.
وأوضح أن البنية التحتية في دبي قادرة على جعلها إحدى أهم الوجهات التي تستقطب الفعاليات العالمية، فعلى سبيل المثال توجد بدبي شبكة مواصلات متميزة، فمترو دبي الذي يربط مطار دبي الدولي بمركز المؤتمرات والمعارض، بحوالي 18 ألف غرفة فندقية على الخط الأحمر للمترو.
وأكد أن القطاعات التي ستتأثر إيجابياً باستضافة معرض "إكسبو 2020 " هي البنية التحتية والتجزئة والسياحة، التي ستشهد نمواً هائلاً خلال فترة المعرض، إذ من المتوقع أن يصل عدد زوار المعرض إلى 25 مليون زائر، مشيراً إلى أن سياحة دبي ستقوم بالترويج للمعرض عن طريق مكاتبها الخارجية.
ووفقاً لستيوارت كوجانز، نائب رئيس جونز لانغ لاسال للفنادق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فقد استفاد القطاع السياحي بدبي من التحسن الاقتصادي في الأسواق المصدرة للسائحين مثل أوروبا، ومن الناحية الأخرى فإن القطاع استفاد من الاضطراب السياسي الحاصل في المنطقة. وتسبب الربيع العربي لبعض وجهات منطقة مثل القاهرة ودمشق والبحرين في أن تفقد جاذبيتها للسائحين.
وقال جيرالد لوليس، رئيس مجلس إدارة مجموعة جميرا، إن المجموعة عملت جنباً إلى جنب مع طيران الإمارات ودائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي منذ افتتاح أول فنادقها فندق شاطئ جميرا في العام 1997. وأضاف أن افتتاح فندق برج العرب، الذي يعد أحد أيقونات قطاع الضيافة بدبي في العام 1999 بالإضافة إلى افتتاح مدينة جميرا في العام 2004، ساهم في تعزيز صورة دبي كوجهة سياحية عالمية يمكن زيارتها طوال العام.
من جهته، قال روبريكيت كويتش، مدير عام فندق جيه دبليو ماريوت ماركي، الذي سيتم افتتاحه في دبي بنهاية العام الجاري، إن الفندق يعد أول فنادق ماركي خارج الولايات المتحدة، كما أنه يعد أضخم فندق لمجموعة ماريوت خارج أميركا الشمالية.
جنة التسوق :
وباعتبارها مكاناً لعدد كبير من المراكز التجارية الضخمة، بما فيها أكبر مركز تجاري في العالم، تبقى دبي وجهة لتجارة التجزئة، حيث أظهرت دراسة صادرة في العام 2010، أن التسوق كان أحد أهم أسباب زيارة 80 % من السائحين لدبي. وكان مهرجان دبي للتسوق على رأس الفعاليات الخاصة بهذا القطاع والتي استقطبت السائحين إلى دبي.
ومنذ انطلاق مهرجان دبي للتسوق في العام 1996، يتكرر المهرجان مرة كل عام في شهر فبراير، ويقوم وكلاء السفر وشركات السياحة والفنادق بالترويج للمهرجان وإطلاق عروض مميزة خلال فترة إقامته، كما تقوم الناقلة الوطنية طيران الإمارات بإطلاق العروض المخفضة والسماح بأوزان زائدة لزوار دبي.ووفقاً للتقرير، فقد بلغت نسبة إسهام تجارة الجملة والتجزئة في الناتج المحلي الإجمالي لدبي نحو 30.7 %، وهو ما يمكن أن ينمو بنسبة 5.1% بشكل سنوي ليصل إلى 47.6 مليار دولار في العام 2015.
دبي استقطبت 53.8% من العلامات التجارية العالمية:
تعد دبي ثاني أكثر المدن الجاذبة لتجار التجزئة على مستوى العالم بحسب دراسة أعدتها مؤسسة "سي بي ريتشارد أليس"، التي تتبعت فيها نحو 326 مؤسسة عالمية تعمل في التجزئة على مستوى 200 مدينة حول العالم، حيث جاءت لندن في المرتبة الأولى مستقطبة 55.5% من العلامات التجارية العالمية، ثم جاءت دبي في المرتبة الثانية، حيث نجحت في استقطاب 53.8% من العلامات التجارية العالمية.
وبلغ متوسط إنفاق العائلة الإماراتية سنوياً نحو 23 ألف دولار أميركي، متفوقة بذلك على العائلات الغربية التي بلغ متوسط إنفاقها 19 ألف و500 دولار، والعائلات العربية بمتوسط إنفاق 13 ألف و500 دولار، ثم العائلة الآسيوية بمتوسط إنفاق 10 آلاف دولار سنوياً.
وتحتوي دبي على مراكز تجارية تتنوع في أحجامها، حيث وصلت إجمالي مساحة التجزئة في الإمارة بنهاية العام الماضي إلى 2.58 مليون متر مربع، وإذا ما تم أخذ عامل السكان في الحسبان، فإن دبي توفر نحو 1385 متراً مربعاً من مساحة التسوق لكل 1000 فرد من سكانها، وهي بذلك تتفوق على الولايات المتحدة التي توفر 1028 متراً وأوروبا التي توفر 231 متراً لكل 1000 فرد. وتصل مساحات التجزئة الموجودة في المراكز التجارية الكبرى نحو 60% من إجمالي مساحات التجزئة الموجودة في دبي.
وقالت ليلى سهيل، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري إن مهرجان دبي للتسوق استقطب نحو 4 مليون زائر خلال دورة العام الماضي 2011، أنفقوا نحو 4.1 مليار دولار في عمليات التسوق والقدوم إلى دبي والإقامة في الفنادق خلال شهر واحد، وهو ما يعني أن مليون شخص ينفقون حوالي مليار دولار في الأسبوع الواحد.
وأضافت سهيل أن مهرجان دبي للتسوق مثل عاملاً مهماً للجذب بالنسبة لكل 8 زوار من أصل 10 زوار قادمين من خارج الدولة.وأشارت إلى أنه بعد أن نجحت دبي في إثبات نفسها كوجهة رائدة للتجزئة، فإن المؤسسة تركز على استمرار هذا النجاح عن طريق استمرار نمو الفعاليات والمهرجانات وقطاع الترفيه، والتي تناسب الإمارة تماماً، لافتةً إلى أن دبي تعد الآن الوجهة الرائدة لتنظيم الفعاليات في الشرق الأوسط.
من جهته، قال كولم ماكلوكلين، النائب التنفيذي لرئيس مجلس إدارة سوق دبي الحرة، إن إدارة السوق تقوم بتشغيل كل أنشطة التجزئة في المطار والذي تصل مساحة التجزئة فيه إلى نحو 18 ألف متر مربع، مشيراً إلى أن هذا أفضل من تأجير مساحات التجزئة لجهات خارجية.وأضاف أن السوق الحرة في مطار دبي بدأت بنحو 100 موظف ولا زالت تمتلك 52 موظفاً من الذين بدأوا مسيرتها، لكنها الآن تمتلك 4 آلاف موظف، كما حققت السوق الحرة مبيعات تقدر بنحو 1.46 مليار دولار خلال العام الماضي 2011.
وأشار إلى أن السوق الحرة في مطار دبي تخدم في الوقت الحالي 51 مليون شخصاً، من المتوقع أن تزداد أعدادهم لتصل إلى 95 مليوناً بحلول العام 2020.
الليالي السياحية:
بلغ إجمالي عدد الليالي السياحية التي قضاها السائحون في دبي خلال العام الماضي 23.3 مليون ليلة سياحية بنمو 22%، وهو ما رفع معدل الإشغال الفندقي من 70% خلال العام 2010 إلى 74% خلال العام الماضي. وارتفع عدد المنشآت الفندقية من 573 منشأة إلى 575 منشأة خلال العام الماضي.
وهو ما رفع عدد الغرف والشقق الفندقية في دبي إلى نحو 75 ألف غرفة وشقة فندقية. وعلى الرغم من أن دبي تحتوي على نحو 120 فندق فئة نجمتين، إلا أن نحو 65.5% من إجمالي الإقامة السياحية بالإمارة تتم في الفنادق الفاخرة فئة 4 و5 نجوم.
وأوضحت دراسة مسحية مختصة بالقطاع السياحة في الشرق الأوسط صادرة عن مؤسسة إيرنست آند يونغ أن الفنادق الفاخرة في دبي حظيت بنسب إشغال مرتفعة تصل إلى 87% خلال العام الماضي، كما بلغ متوسط عائد الغرفة الفندقية نحو 241 دولاراً أميركيا. وحققت الشقق الفندقية في دبي أعلى نسب إشغال خلال العام الماضي، حيث وصلت النسبة إلى 95%، في ما حققت الفنادق الشاطئية أعلى عائد للغرفة الفندقية في المنطقة بنحو 332 دولارا. كما احتفظت بأعلى سعر للغرفة الفندقية والذي وصل إلى 398 دولارا، في ما كان متوسط سعر الغرفة الفندقية في الشرق الأوسط وأفريقيا 191 دولارا.
المصدر : البيان الاقتصادى