مواطنون يطالبون بتوسيع الاماكن الشاطئية وتنوع المنتج السياحى لتشجيع السياحة بقطر
الدوحة … قال مواطنون إن توسيع المرافق السياحية والفندقية والثقافية في الدولة، أسهم في تعزيز خياراتهم الترفيهية فضلا عن نظرائهم في دول مجلس التعاون الخليجي الذين يفدون للدوحة بانتظام لزيارة تلك المعالم.
وأكد هؤلاء لـ «العرب» على أن تلك المعالم السياحية والمنشآت الفندقية فضلا عن توسع الخطوط الجوية القطرية، لعبت دورا بارزا في تضاعف أعداد الزوار القادمين للبلاد التي تضج بها الفعاليات الرياضية والثقافية والاقتصادية.
وقد التقت «العرب» مجموعة مواطنين للتعرف على ملاحظاتهم بشأن أبرز مواطن الضعف والقوة التي يتسم بها قطاع السياحة المحلي، والذين أدلوا بآرائهم أيضا حيال البرامج التي تطرحها الهيئة العامة للسياحة صاحبة الولاية في هذا الشأن.
وقد اتفقت الآراء على وجود العديد من المعالم السياحية الفريدة في الدولة التي تساعد على أن تكون الواجهة السياحية المفضلة في منطقة الخليج والشرق الأوسط.
وقد دلل هؤلاء على رأيهم بالإشارة إلى كمية ونوعية الفنادق الموجودة أو تلك المنوي تدشينها، كما نوهوا بالبينة الأساسية المميزة والأمان الذي يتميز به البلد وهو ما يحتاجه أي سائح.
وفي الوقت ذاته أبدى مواطنون ملاحظات من شأنها مساعدة الهيئة على علاجها خلال الفترة المقبلة.
وقد رسمت الهيئة بإدارتها الجديدة سياسة تستفيد من اقتراحات وآراء الأفراد ليتم دراستها بعناية وجدية والعمل بموجبها.
وفي هذا الصدد، تم التركيز على جانبين أولهما عدم وجود ملاه ضخمة مميزة بالدوحة أسوة بما هو قائم في مدن وعواصم خليجية أخرى والثانية تتعلق بمعاناة السائح الخليجي أو الأجنبي بقلة أعداد سيارات الأجرة المتوافرة بالدوحة، ما يجعل الزائر مضطرا لتأجير سيارات الليموزين من الفنادق التي يمكث بها.
صناعة السياحة
ويقول الدكتور شارع نايف شارع العتيبي -الذي تواجد في بهو أحد فنادق الدوحة- إن صناعة السياحة في قطر تعتبر جزءا مهما جدا من الحياة بشكل عام خلال هذه الفترة خاصة أن العالم كله أصبح قرية صغيرة والانفتاح الإعلامي الذي نشهده يساهم بشكل كبير في الاهتمام بهذه الصناعة وقال: «النهضة الاقتصادية غير التقليدية الموجودة في قطر تعتبر مؤشرا إيجابيا للغاية في تميز صناعة السياحة خاصة أن قطر تعتبر من أفضل أماكن العالم في السياحة الشتوية».
واجهة سياحية طوال العام
وأضاف الدكتور شارع أنه حتى في فصل الصيف هناك العديد من المعالم السياحية الموجودة في قطر تساعد على تميز هذه الصناعة خاصة مع الاهتمام المستمر الذي نلسمه ونلحظه من المسؤولين بالهيئة العامة للسياحة ولذلك من الضروري أن يتم التخطيط بشكل جيد لجعل قطر واجهة سياحية في الشتاء والصيف معا وتابع: «البنية الأساسية المميزة الموجودة في قطر تعتبر بمثابة عامل جذب للسائح الخليجي والأجنبي بالإضافة إلى كرم الضيافة المشهود لأهل قطر التي تعتمد على العادات الطبية والأعراف الحميدة ما يشجع أي سائح على التواجد في بلدنا من أجل قضاء وقت مميز».
الأمن والأمان يميزان قطر
وأشار الدكتور شارع إلى أن هناك ميزة أخرى تجعل قطر رائدة في هذه الصناعة مفقودة في عدد كبير من الدول السياحية الأخرى وهي الأمن والأمان حيث إن هذا الموضوع مهم جدا ويأتي في قمة أولويات السائح من مختلف دول العالم ولذلك فإن قطر بكل ما تملك تعتبر أرضا خصبة للسياحة حيث هناك الأمن النفسي والاقتصادي وهو ما لم يتوافر كثيرا في العديد من الدول السياحية الكبرى وقال: «السائح يكون الهدف الأساسي من قبل المسؤولين عن السياحة في أي دولة ولكن الأمن والأمان هو الذي يشجع السائح على تفضيل دولة عن أخرى».
التوسع في الشواطئ
وعن أبرز الملاحظات التي يمكن أن يقدمها للهيئة العامة للسياحة أوضح الدكتور شارع إلى ضرورة التوسع في الأماكن الشاطئية الموجودة على البحر بالإضافة إلى التوسع في الفنادق الكبرى وهو متوقع وسيتم بكل تأكيد خاصة أن قطر مقبلة على تنظيم أكبر حدث رياضي عالمي وهو المونديال عام 2022.
أزمة توفير التاكسي
وأشار الدكتور شارع إلى أن أزمة عدم توافر التاكسي بشكل كبير للسائح بالدوحة تعتبر في طريقها إلى الحل خاصة أنه منذ شهرين تقريبا دخلت شركة أخرى في هذا المجال مشيراً إلى أن السائح يعتمد بشكل أساسي على توفير عملية التنقل من خلال الليموزين الموجود في الفندق ولكن المشكلة الأساسية هي جهل السائح بكيفية الوصول إلى التاكسي العادي وقال: «لا بد أن نقارن أنفسنا في هذه الجزئية بدول أوروبا وأميركا حيث يكون فيها إقبال السائح على التاكسي من خلال الطلب حتى يريح نفسه ولكن هذا لا يمنع من ضرورة السعي نحو محو عملية جهل السائح بكافة وسائل المواصلات حتى يكون أمامه أكثر من اختيار».
تبديد كل الملاحظات
وكان الدكتور عبدالله البدر مدير إدارة السياحة في الهيئة العامة للسياحة قد أكد أن الهيئة تراهن على تبديد حزمة الملاحظات التي ما انفكت تطارد دور الهيئة في خلق الفعاليات وبناء المرافق المحلية الكفيلة بإقناع المواطن والمقيم بزيارتها لأغراض الاستجمام والترفيه، ليضطر هؤلاء لاستهداف مقاصد سياحية إقليمية ودولية نتيجة ضجرهم من ضعف الملاذات المحلية.
استقبال الاقتراحات
كما أشار البدر إلى أن اللوبي الموجود في مركز الدوحة للمعارض يضم أشخاصا محددين وموظفين خاصين ومكاتب لاستقبال الأفراد واقتراحاتهم مشيرا إلى أن الهيئة قامت بتوزيع الخرائط السياحية، التي تشير إلى مواقع كل الفنادق والمرافق الخدمية والمعالم السياحية الموجودة في الدولة وقال: «الإدارة تعمل حاليا على تحديث وتطوير المعايير الفندقية لتتواكب مع العالمية فيما يخص حصول الفنادق على النجوم».
قانون السياحة الجديد
وأشار البدر إلى أن الهيئة ستدخل بشكل أوسع وأشمل في العروض مستقبلا مع كل من شركات السياحة والأكوا بارك، بالإضافة إلى المولات والمراكز التجارية وقال: «عند صدور قانون السياحة الجديد سيصبح للهيئة سلطة على كل ما هو سياحي في الدولة حتى الكورنيش وسوق واقف وكتارا والمجمعات التجارية والمطاعم، التي لا بد من أن تصنف».
تشجيع الاستثمار السياحي
وحول تشجيع الاستثمار في المجال السياحي، ذكر البدر أن الهيئة تعمل بالتعاون مع بنك قطر للتنمية لدعم التمويل في الاستثمار السياحي، حيث بإمكان أي شخص لديه استثمار أن يأخذ قرضا من البنك، الأمر الذي سيشجع المستثمرين لدخول القطاع السياحي القطري، مشيراً إلى أن الهيئة تشجع على الاستثمار في المواقع السياحية مثل المدن الترفيهية والمائية والألعاب التي ستخدم الحدث الكبير وهو المونديال في العام 2022، لافتاً إلى أن الهيئة تعمل على القيام باجتماعات دورية بين الهيئة ولجنة تنسيق 2022 لتوفير متطلبات الحدث من الغرف الفندقية.
منوهاً إلى أن البنى التحتية الجاهزة، التي ستعمل موازنة قطر العامة على إنشائها، ستوفر على المستثمر الكثير من الجهد والمال.
التغير
من جانب آخر أكد المواطن عبدالعزيز القحطاني أن ما يوجد بالدوحة من مرافق وأماكن سياحية يشجع على السياحة خاصة في ظل التغيير المستمر في العديد من الأماكن التي نشاهدها من فترة إلى أخرى بالدوحة مؤكداً بأنه على ثقة تامة بأن الدوحة ستتغير بشكل جذري خلال السنوات المقبلة في ظل العمل بكل جهد من الحكومة على استضافة مونديال 2022 وقال: «أنا كمواطن أشعر بالراحة كثيرا عندما أذهب إلى أماكن محددة للحصول على قسط من الراحة ولكن أنا أعرف كل صغيرة وكبيرة في الدوحة ولذلك لا بد أن يكون التركيز على السائح الذي يأتي من الخارج».
زيادة الألعاب المائية
وأضاف القحطاني أن زيادة أماكن الألعاب المائية ضروري ومطلب ملح من الجميع خاصة أن الإمكانات موجودة ويتبقى اختيار المكان المناسب داخل الدوحة لهذا الأمر على اعتبار أن المكان الموجود حاليا وهو أكوا بارك يوجد في مكان بعيد إلى حد ما وبالتالي فإن نسبة الإقبال عليه ربما تقل بسبب المكان وقال أيضاً: «المجمعات التجارية كثيرة ومميزة وعلى حد علمي هناك أربعة مجمعات أخرى سيتم افتتاحها العام المقبل مما يساعد على زيادة عملية الاختيارات في التواجد بأي من هذه التجمعات».
سيارات الأجرة
واشتكى القحطاني صراحة من عدم توافر سيارات الأجرة بشكل مكثف بالدوحة حيث قال: «هناك أصدقاء كثيرون لي من الإمارات والسعودية يقولون لي إنهم لا يريدون الذهاب إلى الدوحة بسبب التاكسي لأنهم يعانون كثيرا في عملية التنقل ويضطرون إلى التنقل بسيارات الليموزين وبالتالي فإن هذا الموضوع أعتبره مهما جدا وألمسه بنفسي من خلال حواراتي مع بعض أصدقائي من دول الخليج».
التوسع الفندقي
وأشاد القحطاني بكثرة عدد الفنادق الموجودة في الدوحة وبالخدمات المميزة التي تقدمها مؤكداً في الوقت نفسه على أن التوسع الفندقي سيكون أكبر وأكثر تميزا خلال السنوات المقبلة بشكل إجباري بسبب المونديال لأنه على حد علمي هذا الأمر يعتبر من الاشتراطات التي تعهدت بها قطر من أجل الحصول على شرف استضافة المونديال».
ووفقا للبيانات الأخيرة الصادرة عن الهيئة، فقد نمت معدلات السياحة الخليجية بنحو %22 في الربع الأول من العام الحالي، بيد أن ذلك تواكب ذلك مع انخفاض معدلات إشغال الفنادق من مستوى %68 إلى %64 حال مقارنة الربع الأول من العامين الحالي والماضي، ويبرر البعض ذلك التراجع لتدشين مؤسسات ضيافة جديدة تمكنت من جذب عملاء كانوا يتجهون لمنشآت منافسة.
فنادق مميزة
وفي بهو أحد الفنادق الكبرى بالدوحة اتجهنا إلى أحد المواطنين الجالس بمفرده ووافق على الحديث معنا شرط ألا نذكر اسمه قائلا: «أعتقد أن تواجد فنادق بهذا المستوى المميز وعدد من الأماكن الترفيهية من أبرز الإيجابيات السياحية التي تساعد على النهوض بشكل كبير في صناعة السياحة بشكل مستمر».
التوسع في المنتجعات السياحية
وأضاف المواطن أن المنتجعات السياحية مثل سيلين تساعد على تشجيع السياحة الداخلية ولكن في الوقت نفسه يجب التوسع في الأماكن التي تشابه سيلين خاصة أن جزءا كبيرا جدا من مساحة قطر موجود على البحر وشدد أيضاً على أن مربط الشقب المتخصص في الخيول يعتبر نوعا آخر من السياحة للمهتمين بالخيول وهو ليس موجودا في الكثير من الدول الأخرى.
التزلج في البحر
كما طالب بضرورة التوسع في تخصيص أماكن للتزلج في البحر لاستغلال المكان المميز الموجودة به الدوحة أسوة بما هو موجود في الإمارات وقال: «هناك الكثير من الأحداث الأخرى التي تعتبر سياحية بشكل موسمي مثل مسابقات الفورمولا والرماية وأيضاً الفعاليات الرياضية الكبرى وبالتالي فإن العمل يتطلب السير في الاتجاهين حتى تثبت الدوحة بالفعل أنها مقصد سياحي مميز لكافة الجنسيات من الدول الأخرى القريب منها أو البعيد».
الإمكانات البشرية
أما المواطن طالب محمد الشحري الذي يعمل في إذاعة قطر ومراسل في التلفزيون القطري فأكد أن الاهتمام بالإمكانات البشرية الموجودة في البلد يساعد كثيرا على عملية النهوض بصناعة السياحة في قطر وقال: «زيادة الوعي السياحي لدى المجتمع القطري أمر في غاية الأهمية، إذ يتوجب توفير مرشدين ذوي خبرة ودراية ومعرفة كافية بسائر الأماكن السياحية المحلية».
الترويج للأماكن السياحية
وأضاف الشحري أن الثقافة السياحية غائبة في قطر وهو ما يتطلب زيادة عملية الترويج للمرافق والأماكن السياحية وهذا يبدأ من مطار الدوحة بكل تأكيد مشيراً إلى أن فعاليات عيد الفطر المبارك التي قامت الهيئة بتنظيمها خلال الفترة الأخيرة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن الهيئة بتشكيلها الجديد تعمل وفق أسلوب علمي مميز حيث كانت الإيجابيات أكثر بكثير من الملاحظات وهو ما شاهدته بنفسي عندما كنت أقوم بتغطية هذه الفعاليات مع تلفزيون قطر.
وتمنى الشحري القيام بتنظيم مهرجان سياحي سنوي خاص بالدوحة ينطلق اسمه من مهرجان الدوحة السياحي وأن يتم اختيار وقت مناسب له وعمل دعاية مكثفة من أجل أن يكون مثل المهرجانات الأخرى الموجودة في الدول المجاورة.
السائح الأجنبي
واعترف الشحري بضرورة الاهتمام بالسائح الأجنبي بشكل كبير وتوفير كل سبل الراحة والإرشاد له خاصة الذي يأتي إلى الدوحة لأول مرة وذلك كنوع من الارتباط والتلاحم بين السائح والمكان الذي يشاهده لأول مرة ولذلك فإن عملية توفير عدد أكبر من سيارات التاكسي وبشكل سهل يعتبر من أبرز الخدمات التي يتم تقديمها للسائح الجديد وقال أيضاً: «أعتقد أن الدوحة تتميز عن العديد من الأماكن السياحية الأخرى بأنها فريدة في الأمن والأمان وهو عنصر ضروري وهام للغاية في العملية السياحية داخل أي بلد».
واختتم الشحري تصريحاته مؤكداً على ثقته التامة في أن الدوحة خلال سنوات قليلة ستشهد نهضة سياحية كبرى ليس فقط بسبب تنظيم المونديال ولكن أيضاً بسبب الاهتمام الكبير من الهيئة العامة للسياحة بهذه الصناعة.