اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

سفاراتنا ودورها الرئيس في تحفيز السياحة إلى الأردن

 

سفاراتنا ودورها الرئيس في تحفيز السياحة إلى الأردن

عمان : مثقال عيسى مقطش

أثلج الصدر خبر تناولته وسائل الإعلام، مفاده أن هيئة تنشيط السياحة تعتزم إطلاق برنامج من شأنه تنشيط المكاتب السياحية في أوروبا لتسويق الأردن. ولكن، لماذا لا يتم أيضا التركيز على دور سفاراتنا وقنصلياتنا في ترويج وتحفيز السياحة إلى الأردن؟ وهل يكفي أن نضع برنامجا لزيارة المكاتب السياحية بعيدا عن الدور الريادي الذي من المؤمل أن تضطلع به ممثلياتنا الدبلوماسية في الدول الغربية، والأخرى الشرقية التي يتمنى الفرد فيها اقتناص فرصة مثمرة لزيارة الأردن ومواقعه الأثرية والدينية والتاريخية؟

ربما يرى البعض أن الإجابة تنطوي على صعوبة في ظل المسؤوليات الأخرى المنوطة بهذه الممثليات. وإذا افترضنا أن هذه الإجابة صحيحة، فإن السؤال يبقى قائما، وهو: ألم يحن الوقت أن يكون ضمن طواقم العمل في هذه السفارات مستشار سياحي مؤهل، بل ومخضرم، للإسهام بفعالية وكفاءة في ترويج الأردن سياحيا؟

وقد سبق أن قرر مجلس الوزراء أن تكون الأولوية لزيادة مخصصات هيئة تنشيط السياحة، وقدمت الحكومة دعما بمبلغ ثلاثة ملايين دينار لهذا الهدف، فلماذا لا تقرر الحكومة أيضا تخصيص مكتب لترويج وتنشيط السياحة ضمن الهياكل التنظيمية لقنصلياتنا المنتشرة عالميا، ولتناط به مسؤوليات محددة ضمن خطط تنشيطية هادفة ومرنة؟ وهل يحتاج الأمر إلى دراسات جدوى لإثبات مدى الحاجة إلى مثل هذه المكاتب؟ وإذا كان الأمر كذلك، فليكن التخطيط والتنفيذ والمراقبة والمراجعة والتقييم هي عنوان المرحلة.

ولا أعتقد أن هناك خلافا في الرأي حول ضرورة تحقيق الاستثمار الحقيقي للجوانب المضيئة الجاذبة في السمات التي يتمتع بها الأردن، وبلورتها في إسهامات على أرض الواقع، وهي الأمن والاستقرار داخليا وإقليميا، وتأثير الأردن بفعالية في تحقيق مستوى عال من التفاهم والتعاون في منطقة الشرق الأوسط التي تعصف بها النزاعات، واتصاف مسيرة هذا الوطن بالوسطية والاعتدال واحترام حقوق الإنسان، والاعتراف الدولي بالمكانة التي يتبوؤها الأردن على الصعيد العالمي. فالحكمة في البعدين الاقتصادي والجيوسياسي تكمن في الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة، وبشكل خاص في القطاع السياحي.

إن دور السياحة في الناتج القومي الإجمالي معروف للجميع. والدولة تعوّل على مردود مالي وحركة سوقية نشطة، استنادا إلى توقعات مواسم سياحية واعدة وبصفة مستدامة. والمطلوب هو عملية مسح شاملة لبرامج الترويج والتنسيق والتكامل، من خلال الأهداف المحددة، مع ممثلياتنا الأردنية في الخارج.

ولا يختلف اثنان على أن قطاع السياحة في الأردن يمثل ميزة نسبية بامتياز في منظومة الاقتصاد الأردني. ويتمتع هذا الوطن بالأمن والأمان، وهي السمة الرائعة التي انعكست في تحقيق ثبات واستقرار في الأبعاد السياسية. وهذه السمات أصبحت معروفة ومؤكدة على المستويين العالمي والإقليمي الشرق أوسطي، لدى المؤسسات والمكاتب المتخصصة في تنظيم البرامج السياحية. وإن البنية التحتية مؤهلة، وهناك المواقع الأثرية لحضارات امتدت لآلاف السنين، وفي مقدمتها المدينة الوردية-البتراء باعتبارها واحدة من عجائب الدنيا الجديدة. إضافة إلى الأماكن الدينية، ومواقع السياحة العلاجية، وشبكة الطرق المتقدمة، وسلسلة الفنادق المنتشرة، وغيرها الكثير. إذن، نحن أمام سباق مع الزمن للصمود بتفوّق أمام منافسة قوية مع دول الجوار على استقطاب الأفواج السياحية.

ويبقى السؤال: ما هو دور سفاراتنا في ترويج السياحة الأردنية بعد انعقاد العديد من اللقاءات بحضور كبار المسؤولين في هذه الممثليات، إذ شارك السفراء في بعض منها، على مدار الأعوام الثلاثة الماضية للتعريف بمقومات السياحة في الأردن؟ وتكملة السؤال: هل أجرت الجهات المختصة تقييما عمليا لنتائج المهام والفعاليات التي أسهمت فيها هذه السفارات، وذلك بهدف تدعيمها بمنظومة إجراءات تواكب التطورات على أرض الواقع؟

وهل جاءت النتائج بما يعكس مضمون الرؤية والرسالة والقيم العملية لبرامج الترويج السياحية؟
الأرقام هي التي تتحدث. والتحديات التنافسية ضمن دول الإقليم معروفة، والظروف التي تمر بها المنطقة لا تحتاج إلى تفسير. إن الفرصة متوفرة للتوسع أفقيا وعموديا في متطلبات الترويج والتسويق السياحيين، ويجب أن ينصب التركيز على مقومات الارتقاء بالترويج من خلال أساسيات مهمة ورئيسة، في مقدمتها: أهمية الطلب السياحي في الدراسات التسويقية للمشاريع السياحية، باعتباره أهم مرحلة في دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع السياحية التي لها خصوصية بين المشاريع الاقتصادية، وأن مفهوم التسويق السياحي هو الذي يتمحور حول كيفية تسويق السياحة في الأردن.

لقد صدق من قال إن السياحة هي نفط الحاضر والمستقبل. واستراتيجية تسويق المنتج السياحي هي العنصر الأهم في الاستراتيجية التسويقية نحو تحقيق العائد المستهدف من الأموال المستثمرة في الترويج السياحي.

وخلاصة القول، إننا مع توجهات هيئة تنشيط السياحة في تحفيز المكاتب السياحية في الدول الأوروبية لتنشيط البرامج السياحية إلى الأردن. ولكن لا بد من وجود منظومة متكاملة للترويج السياحي خارجيا، ضمن مشاركة فاعلة لسفاراتنا وقنصلياتنا، من خلال التركيز على وجود مكاتب يرأسها مستشار سياحي متخصص ومؤهل لتنفيذ ومتابعة وتقييم ومراجعة برامج ترويج السياحة الأردنية بين شعوب الدول المستهدفة. فهل نبدأ؟.. وإذا بدأنا، فهل نواصل المسيرة؟
 

المصدر: الغد

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله