الطوائف المسيحية في البصرة تستعد لأول رحلة حج عراقية إلى كنيسة المهد
البصرة "المسلة" … أعلن رئيس مجلس محافظة البصرة صباح حسن البزوني، عن قرب تنظيم أول رحلة حج عراقية لمواطنين مسيحيين إلى كنيسة المهد في الضفة الغربية، فيما أعربت لجنة الأقليات الدينية في المجلس عن أملها بأن تتزامن الرحلة مع ذكرى ميلاد يسوع المسيح.
وقال صباح حسن البزوني في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "البصرة ستشهد بعد أشهر قليلة إنطلاق أول رحلة حج عراقية لمواطنين مسيحيين الى كنائس تأريخية في فلسطين" مبيناً أن "مجلس المحافظة يؤيد تنظيم حملات من هذا النوع لانها تنطوي على أبعاد دينية ذات قدسية بالنسبة لأبناء الطوائف المسيحية".
وأضاف البزوني أن "الحجاج سيتوجهون إلى أراض عربية بعضها مغتصبة، وليس إلى إسرائيل"، مشيرا إلى أن "الحملة ستنظم بعد التنسيق مع السلطة الفلسطينية، واتخاذ سلسلة من الإجراءات الأمنية والدبلوماسية".
من جانبه، قال رئيس لجنة الأقليات الدينية في مجلس المحافظة سعد متي بطرس في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "للمسيحيين ثلاث كنائس تاريخية مقدسة، اثنان منها يفرض الإسرائيليون سيطرتهم عليها، ولذلك فان المسيحيين العراقيين يعتزمون زيارة كنيسة المهد لانها تقع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية"، موضحاً أن "زيارة تلك الكنائس التاريخية يقابلها في الإسلام الحج إلى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة".
وأشار بطرس إلى أن "المسيحيين العراقيين الراغبين بالحج أعدادهم كثيرة، وهم من محافظات مختلفة"، مؤكدا أن "الراغبين بالمشاركة في الحملة الأولى يأملون أن تتزامن زيارتهم مع حفل ديني كبير من المقرر أن تشهده كنيسة المهد لمناسبة ذكرى ميلاد يسوع المسيح في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول المقبل".
يشار إلى أن كنيسة المهد توجد في بيت لحم (جنوب الضفة الغربية)، وتعتبر من أقدم الكنائس في العالم، اما كنيسة القيامة فهي من أهم الكنائس بحسب الإيمان المسيحي، وتقع في القدس التي فيها صلب ومات وقام يسوع المسيح، والكنيسة الثالثة هي كنيسة البشارة في الناصرة، ويقصد في هذه الأماكن المقدسة سنوياً مئات آلاف السياح والحجاج من شتى دول العالم، إلا أن المسيحيين العراقيين لم يكن يسمح لهم بالسفر إليها، وكان جواز السفر العراقي قبل عام 2003، يحمل عبارة تحذيرية صريحة تفيد بأن حامل الجواز لا يسمح له بالسفر إلى إسرائيل.
يذكر أن آلاف الأسر المسيحية كانت تسكن في محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب بغداد، لكن معظمها هاجرت خارج البلاد خلال العقد الأخير من القرن الماضي نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي، ومن ثم بسبب انهيار الوضع الأمني بعد عام 2003، ولا يوجد إحصاء رسمي يحدد عدد المسيحيين في المحافظة، إلا أن التقديرات تشير إلى وجود ما لا يقل عن 400 أسرة من طوائف الأرمن، والكلدان، والسريان الارثوذكس والسريان الكاثوليك، والآشوريين، والبروتستانت، واللاتين، أما طائفة الأدفنتست (السبتية) فإنها لم تعد من ضمن الطوائف المسيحية المعتمدة لدى دائرة الوقف المسيحي في البصرة بسبب هجرة جميع أبنائها، لكن الطائفة مازالت تمتلك كنيسة ذات موقع جيد وطراز معماري جميل، وهي في حال أفضل من معظم الكنائس الأخرى، وتوجد لدى كل طائفة مسيحية في المحافظة مقبرة وكنيسة خاصة بها، فيما توجد العديد من الكنائس المغلقة، من جراء قدمها وهجرة مرتاديها.