«سياحة» الخطف والطرقات المقطوعة والثلج الأسود
بقلم : محمد سلمان … سياحة الخطف وقطع الطرقات والإعتصامات المتنقلة وحرق الدواليب وانتشار المسلحين والسطو على البنوك، وفرض «الخوات» و«زغردة» الصواريخ وقاذفات اللهب والقنص، وإقامة المناطق العازلة بين أحياء وشوارع وساحات المدينة الواحدة، وإنشاء المجالس العسكرية لكل عائلة وقبيلة وعشيرة، والتمهيد لدويلات المذاهب، والإعتداء على الجيش والقوى الأمنية، والإستنجاد بالقوى الخارجية لدعم وإسناد هذا الفريق ضد ذلك، تقويضاً للوحدة الوطنية، كل ذلك هو من معالم ومشاهد و«جماليات» ومشوقات وإعلانات ديانات موسم السياحة اللبنانية، الحديثة أو «المرقّطة» التي أفقرت الدولة والناس وأصحاب المؤسسات والشركات السياحية، وأعطت المحيط العربي والعالم صورة عن الأطلال والدخان والفلتان والحروب الأهلية التي تغطي الفضاء والأرض وتقتل الإنسان في لبنان المنكوب بالغزوات الإعلامية والمذهبية والطائفية المتبادلة بين العديد من سياسييه وقيادييه حفاظاً على نفوذهم ومصالحهم المتضاربة في الأساس، والمتفقة في ما بينها على إسقاط مصالح الناس واقتسامها بالترضيات والتنازلات المتوازنة بين ولماذا ومتى وكيف أصيب لبنان بالأعطال السياحية والجفاف السياحي،
وأصبح في أدنى وأضيق وأضعف وأكثر خوفاً وتخويفاً في خارطة السياحة العالمية، والجواب هو، أنه مصاب بالأعطال والبطالة مع السياسية كما الأعطال القانونية والقضائية والاقتصادية والخدماتية، وما يرافق ذلك من حروب «داحس والغبراء» الغرائزية حيناً، والموجهة حيناً آخر بين شرائح التعصب والتبعية العمياء، من هنا وهناك وهنالك، الوافدة إلى لبنان مع تداعيات الحرائق الإقليمية وصراع المحاور العربية – العربية، للقيام بعمليات اغتال، وتفجير وبث البغضاء والفتن والشائعات الكاذبة، واللافت أن هذه الشرائح تستهدف في الأساس الإجراءات والتدابير العسكرية والأمنية للإبقاء على الساحة اللبنانية مقراً وممراً لتهريب السلاح والمسلحين من وإلى لبنان، ولتصفية الحسابات العربية والإقليمية والدولية على حساب السيادة والإستقرار وحرية القرار اللبناني حيال المتغيرات الخارجية الضاغطة على لبنان.
من هنا، يكون مجرى الأحداث الداخلية وتفاعلاتها العديدة، هو نتاج خلل ومنازعات داخلية لبنانية، وإخلال بالقوانين الناظمة لمؤسسات الدولة، ونتاج تدخلات ومداخلات خارجية متعددة الجنسيات والأهداف والمخططات المناهضة لكل مبادرة ومقترحات وفاقية تحمل السلام والإزدهار للبنان، ومن هنا أيضاً تأتي وتتكرر الدعوات المتلاحقة والمتكاملة دستورياً وميثاقياً من جانب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى جميع الأطراف للحوار الخلّاق والتفاهم البنَّاء، لتوحيد القدرات والتقريب بين المواقف، وإقفال الثغرات التي يتسلل من خلالها متعهدو ومقاولو الأزمة والخلافات اللبنانية، والإنعتاق من متغيرات خارجية تصب لمصلحة هذا الفريق أو ذاك، لأن هذه المراهنات مشروع نحر لبنان، أو مشروع التسويات الخاصة بين المنتفعين من استمرار الأزمة
ولذا يصبح الأمن هو المظلة للسياسة، وتصبح السياسة الوفاقية سقفاً للأمن السياسي والإقتصادي والإجتماعي والإنمائي والسياحي، مما يؤكد دور الجيش والقوى الأمنية في توفير المظلة الأمنية لهذه المناحي، وهذا ما تعززه اللقاءات العملانية لرئيس الجمهورية مع قائد الجيش العماد جان قهوجي، والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، لإعطاء التوجيهات الرئاسية الكفيلة بتحقيق الأمن القوي للدولة والشعب في زمن العواصف.