نموذج الإمارات محط الأنظار في السياحة والطيران
بحث المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، مع الدكتور جوسيبى سكوبيليتي رئيس إقليم كالابريا، أمس، في مكتبه بدبي، بحضور جورجيو ستاراتسي السفير الإيطالي لدى الدولة، أطر التعاون الاقتصادي وآفاق التعاون المستقبلي في مختلف القطاعات الحيوية والاستثمارات، أبرزها الطيران والموانىء والمطارات والمواد الغذائية والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.وشدد وزير الاقتصاد، خلال اللقاء، على أن النموذج الإماراتي بات محل أنظار دول العالم، خاصة في مجالات السياحة والطيران وإدارة المشاريع.
وأثنى المنصوري على مستوى العلاقات المتطورة بين الإمارات وإيطاليا، مشيراً إلى أهمية النتائج التي وصلت إليها اللقاءات والفعاليات السابقة بين البلدين، من لجان مشتركة، وفعاليات وملتقيات، حيث كان آخرها ترؤس معاليه لوفد رفيع المستوى إلى عدة أقاليم ومدن إيطالية في يونيو، تخللها لقاءات رسمية، وعقد الملتقى الإماراتي الإيطالي الاقتصادي المشترك، الذي ضم نخبة من رجال الأعمال والمستثمرين من كلا البلدين، الذين اطلعوا عن قرب على فرص التعاون، واستكشاف الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات الاقتصادية في البلدين.
ولفت المنصوري إلى أن اهتمام قيادة البلدين بتطوير العلاقات الثنائية بينهما، ساهم في بناء أفضل العلاقات على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
دعوة للاستثمار:
من جهته، أشاد رئيس إقليم كالابريا بالتطور والتقدم الذي حققته الإمارات على كافة المستويات، مؤكداً رغبة الإقليم في بناء علاقات استراتيجية مع الإمارات، والاستفادة من خبراتها في مجالات السياحة الموانىء والمطارات والبنية التحتية، ودعوة المستثمرين الإماراتيين للاستثمار في هذه القطاعات الحيوية، نظراً للموقع الاستراتيجي للإقليم في جنوبي إيطاليا، الذي يجمع بين شرق وغرب أوروبا، ونقطة وصل بين إفريقيا وأوروبا.
ورحب المنصوري بذلك، داعياً رئيس إقليم كالابريا إلى تحديد الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات الحيوية في الإقليم، وتقديم موجز عنها إلى وزارة الاقتصاد، ليتم دعوة رجال الأعمال المعنيين في الدولة لزيارة الإقليم، والتعرف إلى هذه الفرص على أرض الواقع بطريقة علمية ومدروسة، من أجل إقامة مشاريع استثمارية مشتركة بين البلدين.
تعاون سياحي:
وبحث الجانبان أطر التعاون المشترك في المجال السياحي، خاصة أن البلدين يتمتعان بمقومات سياحية ضخمة، وفي هذا الإطار أبدى رئيس الإقليم رغبة عالية في دعوة خبراء ومستثمرين إماراتيين في مجال السياحة لزيارة الإقليم، والاطلاع على فرص الاستثمار في المنتجعات والمرافق السياحية التي تشكل جزءاً رئيساً من اقتصاد الإقليم.
وفي هذا الإطار، بحث الجانبان إمكانية تسيير رحلات مباشرة للناقلات الوطنية في الدولة إلى الإقليم، بما يسهم في تعزيز التبادل التجاري وتطوير العلاقات الاستثمارية، وأيضاً تبادل السياح بينهما.واستعرض الطرفان أيضاً فرص التعاون في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، خاصة أن الإقليم يرتكز على الأعمال الحرفية والمشاريع الصغيرة، وتحديداً في مجال المنتجات الزراعية التي يشتهر بها إقليم كالابريا.
وأشار وزير الاقتصاد إلى أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين الإمارات وإيطاليا، في ظل الإمكانات والمقومات الكبيرة التي تمتلكها الدولتان، وأهمية الاستفادة من النمو المميز الذي يسجله اقتصاد البلدين في السنوات الأخيرة، والفرص الاستثمارية الكبيرة المتوفرة فيهما.ولفت إلى أن ما يجري في العالم من تطورات اقتصادية، يحتم على الجانبين العمل الفعال على وضع نتائج مباحثات هذه الدورة موضع التنفيذ الفعال، من خلال خطط عملية، وبرامج تنفيذية تضمن التطبيق السليم للنتائج المتحققة.
اتفاقيات:
تجدر الإشارة إلى أنه تم توقيع العديد من الاتفاقيات بين الإمارات وإيطاليا، أبرزها اتفاقية التعاون الاقتصادي والصناعي والتقني والمالي بين حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وحكومة إيطاليا، واتفاقية التعاون في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وبروتوكول تأسيس لجنة التجارة والأعمال الإماراتية الإيطالية بين اتحاد غرف التجارة والصناعة في الدولة، والاتحاد العام للصناعات الإيطالية، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، ومنع التهرب المالي بالنسبة للدخل.
إقليم كالابريا:
يعد إقليم كالابريا من أهم المناطق الإيطالية، نظراً لموقعه في أقصى جنوبي إيطاليا، بين البحرين التيراني والأيوني، ما يجعله وجهة سياحية جاذبة للسياح. وإلى جانب السياحة، يرتكز اقتصاد الإقليم على المنتجات الزراعية، مثل زيت الزيتون، والقمح والحبوب.وتوفر غاباته الأخشاب اللازمة للبناء، وتعد الصناعة في كالابريا متطورة نسبياً في مجال البناء والإنشاء. وغدا ميناء جويا تاورو، المتخصص في قطاع إعادة الشحن، من أهم موانئ الشحن الأوروبية، من حيث حجم السلع التي تمر به.