حملة لتأهيل مبنى تراثي بالسامراء بقيمة 100 مليون دينار
سامراء " المسلة " … كشفت مفتشية اثار سامراء اليوم الثلاثاء، عن حملة تأهيل لمبنى متحف سامراء التراثي بقيمة 100 مليون دينار، بهدف عرض مقتنيات تاريخية وتراثية عن المدينة.وتسعى المفتشية الى تأهيل متحف التراث بالتزامن مع تشييد مركز ثقافي، تم تخصيص 12 مليار دينار عراقي من ميزانية تنمية الأقاليم لهذا العام له ليكون الاكبر من نوعه في العراق.
وتعد سامراء من أقدم المواقع التاريخية التي ضمتها اليونسكو في العام 2007 إلى قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، نظرا لما تحتويه من آثار تعود إلى ما قبل الميلاد، وما بعدها من آثار عباسية شاخصة إلى حد الآن وتعاني الإهمال والتخريب.
وقال مسؤول مفتشية اثار سامراء عمر عبد الرزاق لوكالة كردستان للإنباء(آكانيوز) ان "هيئة الاثار التابعة لوزارة السياحة والاثار الاتحادية خصصت 100 مليون دينار لتأهيل مبنى متحف سامراء للتراث، واعادة افتتاحه، مع تزويده بتحف اثارية ومعدات قديمة تخص تاريخ سامراء". مبينا ان "لجنة مختصة شكلت لهذا الغرض اتولى رئاستها".
واضاف عبد الرزاق ان "المبنى سيقسم الى اربعة اجنحة، كل جناح مخصص لقسم من المعروضات التي ستشمل ما موجود من تحف وقطع اثرية منذ 1900 سنة وما قبلها، الى جانب محتويات ورسومات وصور وادوات قديمة تم اكتشافها، ومخطوطات ورقع جلدية ذات رسومات تجسد نشوء المدينة".
وتعرض المتحف التراثي للدمار من خلال المداهمات المستمرة التي قامت بها القوات الاميركية بعد 2003 والتي ادت الى تدمير العديد من التحف الاثارية وغيرها من المعدات.ويوجد في العراق نحو 12 ألف موقع أثري تعود إلى حضارة السومريين والبابليين والآشوريين والحضارة الإسلامية، ودولة بني العباس التي اتخذت من بغداد عاصمةً لخمسة قرون، ولا تزال هذه الأماكن مهددة بالسرقة والنهب والتجاوزات غير المرخصة.
وقال عبد الرزاق ان "لجنة اخرى شكلت لمتابعة عملية بناء المركز الثقافي بسامراء والذي سيحوي متحفا يتم تمويله من ميزانية تنمية الاقاليم، ومخصص من مجلس محافظة صلاح الدين".وزاد بالقول ان "هيئة الاثار خصصت80 مليون دينار لصالح قصر الخلافة العباسية. وذلك لتسييج القصر وتأهيله من الداخل، ووضع مجموعة انارة حتى يتم اعادة افتتاحه من جديد بعد عودة الامن الى سامراء".
ويتميز قصر الجوسق الخاقاني اوما يسمى بـ "قصر الخلافة العباسية "في سامراء عن بقية الاثار باحتواء جدرانه على كم هائل من الرسوم والزخارف التي تعكس جميع اوجه الحياة والبيئة السائدة في ذلك العصر ، لذا كان القصر غالبا ما يجذب السواح الاجانب والزوار المحليين قبل 2003 للتمتع بهذا المعلم التأريخي .واكد عبد الرزاق ان "مفتشية الاثار تنتظر تخصيصات اخرى لاعادة ترميم القصر العباسي من الداخل وذلك عن طريق ادامة الجدران واعادة مجاري المياه في خطوات لاحقة".
وكانت مدينة سامراء التابعة لمحافظة صلاح الدين والواقعة الى الشمال الغربي من العاصمة العراقية بغداد بنحو 120 كلم من بؤر التوتر الرئيسة خلال أعمال العنف الطائفية التي شهدتها البلاد في عامي 2006 و2007 قبل أن تنحسر بصورة ملحوظة خلال السنوات القليلة الماضية.
المصدر : آكانيوز