Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

السياحة والعولمة.. بقلم عونى ناصر قعوار

السياحة والعولمة.. بقلم عونى ناصر قعوار

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

السياحة والعولمة

بقلم : عونى ناصر قعوار

خبير في القطاع السياحي

شهدت العقود الأخيرة من القرن العشرين قفزة نوعيّة كبيرة من حيث التّطور والاختراعات العلميّة المختلفة. ولعلّ أبرز تجليات هذه القفزة ظهور ثورة تكنولوجيا المعلومات التي سهلت أمور حياتنا؛ إذ بفضلها أصبح العالم قرية كونية صغيرة فيما عرف بـ”العولمة”، بعد أن زالت الحدود بين الدول المختلفة، ما نتج عنه تنشيط الحركة الاقتصادية، وزيادة المنفعة المتأتية من جميع القطاعات الخدماتية، بما فيها السّياحة.

 

 

 

 

كذلك سهلت العولمة التبادل بين مختلف الدول في أنحاء المعمورة كافة، سواء التبادل الثّقافي أو الاجتماعي، وحتى السياحي؛ كما يسّرت اتفاقيات التّجارة الحرة بين الدول.

 

 

وساهمت العولمة في تنمية المجتمعات المحلية ذات الإمكانات المحدودة من النّواحي كافة، في الوقت الذي أبدى فيه كثير من القادة قلقهم من التأثيرات السّلبية للعولمة على تلك المجتمعات. فمصطلح العولمة يتصف بالعمومية والغموض؛ إذ يتأرجح بين إيجابيات تتمحور حول سهولة وسرعة الاتصال، وخفض تكاليف الإنتاج والتسويق، وزيادة التنافسية بين الدول على صعيد السلع والخدمات المقدمة.. وغيرها الكثير، في مقابل سلبيات تطاول المجتمعات، خاصة الناميّة منها. فنحن جميعاً لا نستطيع إنكار أن العولمة تؤثر على مبادئ وطريقة تطور المجتمع.

 

 

أما أبرز سلبيات العولمة، فتتمثل في التقليد الأعمى الناتج عن الانفتاح العشوائي على المجتمعات الغربية، واستفحال البطالة. فنحن نجد قسما كبيرا من العمال والموظفين يتحولون من عقود عمل نظامية إلى عقود عمل مؤقتة من حيث عدد ساعات العمل، وبالتالي القضاء على الطبقة الوسطى وتحويلها إلى طبقة فقيرة، وهي الطبقة النشطة ثقافياً وسياسياً واجتماعياً.

 

 

وحتى البيئة لم تنج من التأثير السلبي للعولمة، بسبب ارتفاع كمية الغازات الملوثة للبيئة. هذا بالإضافة إلى تفاقم المشاكل الاجتماعية الناتجة عن الفقر والبطالة.

 

 

ويعد قطاع السياحة من أهم القطاعات الخدماتية التي ارتبطت بالعولمة. فقد أدى تطور البنى التحتية للدول، من شبكات طرق وسكك حديدية ووسائل النقل الجوية والبحرية وسهولة الانتقال، إلى تنشيط الحركة السياحية.

 

 

وتتوقع منظمة السياحة العالمية أن تزداد حركة المسافرين عبر العالم من 625 مليونا إلى 1.6 مليار مسافر خلال العام 2020، بحيث تصبح المقبوضات السياحية حوالي ترليوني دولار سنوياً، وبما يجعل السياحة الصناعة التصديرية الأولى في العالم.

 

 

ومن الجدير بالذكر أن كبرى الشركات السياحية العالمية افتتحت فروعاً لها في دول كثيرة، مكنتها من إدارة المجموعات السياحية، لأن قوانين تلك الدول سهلت على تلك الشركات تعاطي ومزاولة أعمالها بسهولة، وهو ما أدى إلى نشر ثقافة السياحة في تلك المجتمعات من جهة، والانتفاع من فوائدها الاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى.

 

 

 

وقد كان لاختراق الشركة السياحية الكبرى للدول النامية تأثيرات سلبية على تلك الدول، من أبرزها أنها استطاعت نزع هويتها الثقافية، وكسرت بعض الحواجز الأخلاقية، مثل استغلال الأطفال والفتيات القاصرات في أعمال غير مشروعة، وخاصة في دول الشرق الأقصى وأميركا اللاتينية وأفريقيا.

 

 

 

وساهمت العولمة من خلال الطفرة المتسارعة في تكنولوجيا المعلومات في تنشيط السياحة الإلكترونية، بحيث مكنت المسافر من الإبحار في الشبكة العنكبوتية واختيار المكان الذي ينوي زيارته، ومن ثم القيام بالحجز من خلال تلك الشبكة والحصول على أفضل الأسعار. إذ تحتوي الشبكة على مواقع معلومات لشركات سياحة وطيران ونقل وفنادق، وغيرها من المواقع التي تيسّر على المسافر تصميم المنظومة السياحية بالشّكل الذي يريد.

 

 

 

وقدرت هيئة تنشيط السياحة بأن أكثر من 40 % من القادمين إلى الأردن في العام 2011 كانوا قد حجزوا من خلال موقع الهيئة الالكتروني.

 

 

 

إذن، العولمة سيف ذو حدين، ليس على قطاع السياحة فحسب، بل على جوانب حياتنا المختلفة. ومن ثم، فمن المهم أن لا ننسى المحافظة على هويتنا الثقافية والتراثية، وأن لا ننجرف في بحر العولمة، بل علينا خلق التوازن حتى نتمكن من قطف ثمار العولمة بالطريقة المثلى.

على جوجل نيوز

 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله