Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

بعد الكابلات.. سرقوا الأبراج

 

بعد الكابلات.. سرقوا الأبراج

 

بقلم : محمود كامل

طالت شهور التسيب والانفلات، وطرق اللصوص خلالها مواقع لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منها خوفا من النتائج ومعه العقاب الذي أدى غيابه إلى التوسع في السرقات وصولا إلى مواقع لم تكن تسرق فيما قبل ليصبح بعدها كل شيء على الأرض المصرية أمام اللصوص متاحا، رغم تعدد السلطات الحاكمة التي لدى بعضها قدرات أمنية هائلة تستطيع أن توقف أي تسيب على الفور لمجرد إظهار «العين الحمراء» التي يعقبها صوت الرصاص باعتباره العلاج الوحيد لمن لا علاج له!

ولغياب تلك «العين الحمراء» تشجعت عصابات السرقة على المزيد في ظل غياب الاعتقال والتحقيق والأحكام الجنائية عن جرائم ثابتة، وصولا إلى سرقة خط كهرباء أسوان/شلاتين بطول 320 كيلومترا منذ عدة أيام بداية بسرقة الكابلات النحاسية حاملة الكهربائي إلى ذلك الخط الطويل، فلما لم يتحرك أحد لوقف تلك السرقة الهائلة التي تمت على مدى أيام طويلة التي عاشت خلالها مئات القرى والمدن في ظلام دامس، تشجع اللصوص على المزيد بسرقة الأبراج الحديدية العالية الحاملة لتلك الكابلات حيث تم فك تلك الأبراج إلى أجزاء صغيرة بعكس الطريقة التي تمت بها عملية بناء تلك الأبراج «من تحت إلى فوق «إلى» من فوق لتحت» ومع حديد تلك الأبراج أخذ اللصوص معهم كل الموصلات –غالية الثمن- التي كانت مركبة على تلك الأبراج.

ولعل الشيء الوحيد الذي خرج عن سلطة الكهرباء الحكومية حول تلك الكارثة هو البيان الذي تحدث عنها، والمواقع التي تضررت من تلك السرقة التي لابد أن تكون قد استغرقت أياما طويلة قد تكون أسابيع تم خلالها اللازم-لصوصا- وشمل ذلك البيان الرسمي مناطق الظلمة في مناطق جنوب قنا والأقصر، وسفاجا، وسلوة، والنقرة، وجرجا، وطما، وأسيوط، ثم صدر ملحق لهذا البيان يتحدث عن خطورة ما جرى و محذرا من أن تكرار مثل تلك الحوادث سوف يؤدي إلى إغراق الصعيد كله في ظلام دامس.

ويستحق وكيل الوزارة صاحب البيان والتحذير كل الشكر على ما فعل فذلك هو أقصى قدراته، أما ما يلي ذلك من عمليات إنقاذ فهو في يد سلطات أمن غير موجودة تتبع لحكومة موجودة وغير موجودة في رعاية رئيس دولة موجود هو الآخر .. ولكنه غير موجود…!

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله