Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

القتل قبل الإفطار ..؟

القتل قبل الإفطار ..؟

بقلم : محمود كامل …. استشهد جنود الحدود المصريون دون أن يعطيهم القاتل فرصة «النطق بالشهادتين» ولا حتى «شق ريقهم» بتمرة إفطار بعد يوم صيام طويل تحرقهم أشعة الشمس الساطعة فور غياب الفجر، ليهرب القاتل تاركا شهداء صائمين، وآخرين جرحى ينزفون دما «غليظ القوام» بسبب عطش يوم الصيام الطويل.

فهل كان الجاني مسلما حقيقة أم أنه كان متطرفا ممن يتصورون أن إسلامهم وحدهم هو الحقيقي بينما المسلمون الآخرون ليسوا أكثر من كفار يحتاجون إلى الهداية ولو بالرصاص في نسيان كامل لقول قرآني لرسول الله: «ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك..» ثم «وإنك لعلى خلق عظيم» تلك النصوص القرآنية تؤكد أن الإسلام ليس دين عنف، سواء في أول الدعوة أو مع الهاربين منها.. والرافضين لها، فما بالنا بالمسلمين المؤمنين بما جاء به محمد في غير «تطرف ولا غلو» الطامعين دائما في غفران الله الذي يعلم» خائنة الأعين وما تخفي الصدور» ليبقى بعد ذلك سؤال عصي على الإجابة: كيف يجرؤ مسلم على قتل مسلم –وفي رمضان- بل وفي لحظة مقدسة هي «أذان المغرب» حيث يفطر الصائمون. أي نوعية من المسلمين هؤلاء –إذا كانوا حقيقة ينتمون لدين الله الحنيف- الذين نسوا قول الله تعالى: «ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة»

حتى لو كان ذلك مع الكافرين، ذلك أن الله لا يهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء. إن معظم الجرائم التي ترتكب اليوم في كل مكان هي جرائم جديدة الدوافع، غريبة الأهداف لا تختلف كثيرا عما يدور من حولنا في عالم لم يعد فيه للدم «قدسية» تمنع إهداره بقول قدسي يؤكد أنّ من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً، حتى ليبدو وكأن بعض الناس قد نسوا الله فأنساهم أنفسهم مما يسقطنا جميعاً في «بحيرة من الحذر» تجعل كل منا يفكر ألف مرة لا مرتين فقط قبل أن ينطق بكلمة أو يوجه اتهاما لأحد بغير دليل لوكنا حقا نريد عودة أخلاقيات المؤمن الحق إليه قبل أن يضيع من بين أيدينا كلّ شيء بما في ذلك الإيمان بالله.. حيث يكون «الخسران المبين» !

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله