Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

الإمارات ملاذ المستثمرين والسياح الهاربين من الركود العالمي

الإمارات ملاذ المستثمرين والسياح الهاربين من الركود العالمي

أبوظبى " المسلة " … لم يكن مفاجئاً للعالم أن تتحول الإمارات إلى واحة سياحية لملايين السياح من مختلف الجنسيات فضلاً عن كونها ملاذاً آمناً للمستثمرين من كل حدب وصوب.  فقد اعتادت مدن الإمارات عموماً ودبي على نحو خاص في تأليف "سمفونية" سياحية تنساب إلى صدور السياح لتريحهم وتروح عنهم هموم الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالعالم سواء في أميركا واوروبا أو في المنطقة.

 



ولطالما كان قصب السبق السياحي لإمارة دبي قبل وخلال وبعد الأزمة العالمية وذلك ما يبرر نموها وعدم تأثرها كما تأثرت باقي القطاعات الاقتصادية المتعافية سريعاً. فقد قامت السياحة في دبي على أسس وقواعد متينة.

 

قوة :

إذ أثبت القطاع السياحي قوته التي برزت خلال فترة الأزمة المالية العالمية، إذ إن الأزمة لم يكن لها تأثير يذكر على القطاع، بل إن قطاع السياحة استطاع أن يسبح عكس تيار الأزمة المالية العالمية، إذ أظهرت إحصائيات دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي نمو أعداد السائحين إلى المدينة بشكل سنوي، حتى وصل متوسط نمو أعداد السائحين خلال الأعوام الماضية ومنذ بداية العام 2008 إلى حوالي 7%.

ووفقاً للإحصائيات، بلغ إجمالي عدد نزلاء المنشآت الفندقية بدبي 6 ملايين و952 ألف نزيل في العام 2007، ارتفع ليصبح 7 ملايين و531 ألف و300 نزيل في العام 2008 بنمو 8%، واستمرت الأعداد في النمو لتصل إلى 7 مليون و583 ألف و79 نزيل في العام 2009 بنمو 1%، ثم ارتفع إجمالي أعداد النزلاء خلال العام 2010 ليصل إلى 8 ملايين و294 ألف و132 نزيلاً بنمو 9%، في ما ارتفعت نسبة النمو في العام الماضي 2011 لتصل إلى 10%، حيث بلغ إجمالي عدد نزلاء المنشآت الفندقية 9 ملايين و95 ألفاً و570 سائحاً.

ووصل متوسط النمو في عدد الليالي الفندقية منذ بداية العام 2008 إلى 12.8%، حيث وصل إجمالي عدد الليالي الفندقية التي تم قضاؤها في دبي خلال العام 2007 إلى 20 مليوناً و535 ألف ليلة فندقية، وارتفع العدد ليصل إلى 22 مليون و421 ألف ليلة فندقية بنمو 9% خلال العام 2008، وواصل الارتفاع ليصبح 22 مليوناً و847 ألف ليلة فندقية في العام 2009 بنمو 2%، وارتفع العدد في العام 2010 ليصبح 26 مليون و627 ألف ليلة فندقية بنمو 17%، في ما بلغ إجمالي عدد الليالي الفندقية في العام 2011 نحو 32 مليوناً و848 ألف ليلة بنمو وصل إلى 23%.

ارتفاع :

قال جيرالد لوليس، الرئيس التنفيذي لمجموعة جميرا إن دبي لم تتأثر كتأثر العديد من الوجهات السياحية الأخرى، لأنه وبرغم الأزمة المالية العالمية التي ضربت القطاع السياحي في كافة أنحاء العالم، تشير إحصائيات دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي إلى ارتفاع أعداد السائحين بشكل ملحوظ.

وأضاف لوليس أنه بالنظر إلى النتائج التي تحققها مجموعات الفنادق الفاخرة في دبي، نجد أنها جيدة جداً حتى خلال فترة الأزمة المالية العالمية، إذ أن العاملين في القطاع السياحي بدبي يحاولون دائماً خلق أسواق جديدة ومختلفة وتنويع مصادر السائحين، فعلى الرغم من أن دبي لا تزال تحتفظ بأسواقها التقليدية مثل ألمانيا والمملكة المتحدة وروسيا ودول مجلس التعاون الخليجي، لكنها نجحت في استقطاب أعداد متزايدة من السوقين الهندي والصيني.

مشيراً إلى أن مجموعة جميرا نجحت في استقطاب العديد من السائحين الصينيين، حيث تعتبر المجموعة السوق الصيني سوقاً ممتازاً، لا سيما مع توقع مجلس السياحة العالمي أنه بحلول العام 2020، سيصل عدد السائحين الصينيين إلى 100 مليون سائح، ويجب علينا أن نستعد لذلك، كما أننا نلحظ نمواً كبيراً في السوق الهندي بأعداد ضخمة.وأعتقد بأن الموقع الجغرافي لدبي رائع ويعد ميزة طبيعية حباها الله بها، حيث تقع في وسط العالم بين الشرق والغرب.

وأوضح أن بداية وانطلاق القطاع السياحي في دبي كانت عندما قرر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بناء فندقي برج العرب، وشاطئ جميرا، بالإضافة إلى الحركة القوية التي تشهدها طيران الإمارات، لأنه من دون شركة طيران قوية مثل طيران الإمارات، لا يمكن إنشاء فنادق جديدة، إذ إنه يجب علينا قبل أن نفكر في جلب المزيد من السائحين أن نقوم بالتفكير في وسيلة انتقال هؤلاء إلى دبي، وهنا تكمن أهمية طيران الإمارات بالنسبة للقطاع السياحي.

وأكد عابدين نصر الله نائب الرئيس في فنادق ميدان والضيافة أن تنوع المنتج السياحي في دبي يتيح المجال لزيادة أعداد الزائرين وبالتالي زيادة الدخل كما أنه يلعب دورا كبيرا في الاقتصاد لأي بلد من ناحية زيادة دخل القطاع السياحي، مشيرا إلى أن التنوع السياحي في دبي دعم نمو القطاع حتى خلال فترات الأزمة المالية العالمية.

حوافز :

قال نصر الله إن دبي تتميز بوجود أنواع كثيرة من السياحة مثل سياحة الحوافز والمؤتمرات والتي نجحت بشكل كبير، لا سيما من خلال مركز دبي التجاري العالمي الذي يستضيف عشرات الأحداث العالمية سنويا، والسياحة الرياضية مثل البطولات المختلفة التي تمت إقامتها في دبي، لا سيما سباقات الخيول والسباحة، بالإضافة إلى السياحة الصحراوية التي نراها في رحلات السفاري والمنتجعات الصحراوية المختلفة، وسياحة الترفيه والاستجمام في المنتجعات والفنادق الشاطئية التي تشتهر بها دبي.

وأضاف إن دبي نجحت بشكل كبير في استقطاب أعداد كبيرة من السائحين لقطاع السياحة البحرية عن طريق استقطاب شركات ضخمة تمتلك باع كبير في تنظيم الرحلات البحرية بين دول العالم مثل كوستا ورويال كاريبيان، بالإضافة إلى بعض الشركات التي تقوم الدائرة بمحاولة استقطابها، وهو ما سوف يعزز مكانة دبي كوجهة لقطاع السياحة البحرية في المنطقة، حيث يتم تنظيم الرحلات البحرية في المنطقة الآن انطلاقا من ميناء راشد بدبي.

وأوضح أن ذلك التنوع يزيد من استقطاب العديد من الجنسيات المختلفة، حيث أصبحنا نشاهد نموا ملحوظا في أعداد السائحين الآسيويين القادمين إلى دبي، وهو نتاج جهود ضخمة قامت بها دائرة السياحة والتسويق التجاري في تلك المناطق بالإضافة إلى منطقة أميركا اللاتينية لا سيما البرازيل والأرجنتين.

استثمارات :

أكد إياد عبد الرحمن، المدير التنفيذي لقطاع العلاقات الإعلامية وتطوير الاعمال بدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، ازدهار القطاع السياحي بالإمارة خلال الأعوام القليلة الماضية، سواء من حيث زيادة أعداد السائحين أو الاستثمارات السياحية، مشيراً إلى أن السوق السياحي في دبي سوف يشهد زيادة في عدد الغرف بنحو 4 آلاف غرفة فندقية بنهاية العام الجاري.

وقال عبد الرحمن إن دائرة السياحة متمسكة بالخطة الاستراتيجية التي وضعتها حتى العام 2015، وهذه الخطة تهدف إلى زيادة عدد زوار إمارة دبي ونزلاء فنادقها بشكل سنوي، مشيراً إلى أن سياحة دبي قامت بزيادة جهودها التسويقية في بعض الدول خلال العام الجاري مثل استراليا ونيوزيلندا وألمانيا وبريطانيا، حيث رأت الدائرة فرصاً لنمو أعداد السائحين من هذه الدول لدبي، وهو ما جعلها تجتمع بكبرى الشركات السياحية في هذه البلدان.

وأضاف إن دبي تحدت الأزمة المالية العالمية التي أصابت الأسواق المصدرة للسائحين في أوروبا، واستطاعت الإمارة أن تحقق أرقاماً جيدة من الدول الأوروبية خلال العام الماضي والعام الأسبق 2010، كما أطلقت الدائرة عدداً كبيراً من حملات التسويق بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، بغرض جلب المزيد من السائحين لدبي، مشيراً إلى توقعاته بنمو جيد في أعداد نزلاء الفنادق خلال العام الجاري 2012.

وأشار إلى أنه على الرغم من هذا العدد الكبير من الغرف الفاخرة التي تدخل إلى قطاع الضيافة بدبي، إلا أن دبي الآن تتسع للجميع وتنوع منتجها السياحي بما يتناسب مع كافة الميزانيات، إذ يعد تنوع المنتج السياحي في دبي أحد أهم الأسباب التي تجذب المزيد من السائحين إلى دبي وتسهم بشكل رئيسي في نمو القطاع، حيث يوجد بدبي غالبية أنواع السياحة التي ترضي كافة الأذواق والرغبات مثل السياحة التراثية وسياحة التسوق والسياحة العلاجية وسياحة الأعمال بالإضافة إلى السياحة البحرية، وهو ما يسهم بشكل كبير في تعزيز سمعة المدينة كإحدى أهم الوجهات السياحية في المنطقة والعالم.

وأوضح أن دبي لم تقف عند وجود تلك المنتجات فقط، بل عملت بشكل مستمر على تطويرها لتقديم خليط سياحي فريد من نوعه وتجربة غير مسبوقة للسائح القادم من الخارج، حيث تميزت دبي بوجود مراكز تسوق تتوافق بل وتتفوق على المواصفات العالمية، بالإضافة إلى الشواطئ المتميزة، كما عملت دبي على خلق مزارات فريدة من نوعها لا يجدها السائح إلا فيها مثل برج خليفة، الذي أضحى محط أنظار العالم بحيث أصبح السائحون الأجانب يأتون فقط لرؤية البرج والتقاط الصور من فوق قمته باعتباره أحد أهم المزارات السياحية في العصر الحديث.

غرف جديدة :

لفت عبد الرحمن، إلى أن السوق السياحية بدبي تستطيع استيعاب المزيد من الغرف الفندقية، لاسيما مع الزيادة المستمرة في أعداد السائحين المقبلين على الإمارة، حيث تصل نسب إشغال فنادق دبي في بعض الأحيان إلى ما يقرب من 100%، وهو ما يستوجب إيجاد مزيد من الغرف، لافتاً إلى أن زيادة عدد الغرف الفندقية في دبي ودخول المزيد منها إلى السوق يعزز تنافسية السوق ويصب بالنهاية في مصلحة النزلاء من حيث خفض الأسعار، على الرغم من الأسعار التنافسية التي تتميز بها دبي في قطاع الضيافة مقارنة بعدد كبير من الوجهات الأخرى، حيث ذكر تقرير منظمة السياحة العالمية في شهر يناير أن دبي حلت في المركز الأول عالمياً خلال هذا الشهر من حيث نسب الإشغال الفندقي.

زيادة :

أكد أسامة بشرى، الرئيس التنفيذي لشركة ترافكو للسياحة، أن دبي نجحت بشكل كبير في زيادة أعداد السائحين خلال الأعوام القليلة الماضية عن طريق التركيز على استقطاب أعداد أكبر من أسواق جديدة في منطقة آسيا والأميركتين مثل الهند والصين والبرازيل، مشيراً إلى أهمية السوق الصينية كإحدى أهم الأسواق المصدرة للسائحين والتي تشهد تزايداً في أعداد السائحين منها.

وقال بشرى إنه إذا ما أخذنا متوسط عدد السائحين القادمين من الدول الأوروبية فسنجد أنه ثابت أو نسبة الزيادة فيه طفيفة لكن ما نشهده الآن هو نمو كبير من حيث أعداد السائحين القادمين من الدول الآسيوية لاسيما الصين والهند وسنغافورة.

وأضاف إن السوق الآسيوية تعد أحد أهم الأسواق بالنسبة للشركات السياحية المحلية، حيث تهتم بهذه الأسواق، مشيراً إلى أن ترافكو تمتلك 3 مكاتب للترويج السياحي في الصين، إضافة إلى عدد من المكاتب في اليابان، ما يدل على أهمية هذين السوقين.

قوة النموذج الإماراتي :

مثلما استلهم نموذج الإمارات الحضاري الملايين من عقلاء العالم فقد أدهش منهجها في معالجة تبعات وتأثيرات الأزمة المالية العالمية العديد من المحللين وحطم الكثير من الأقلام الحاقدة. وعند اندلاع الأزمة المالية في الولايات المتحدة الأميركية في 2008 كان من الطبيعي أن تلحق بعض من شظايا تلك الأزمة باقتصاد الدولة نظراً لديناميكيته وانفتاحه على الأسواق العالمية. لكن السؤال في ذلك الوقت لم يكن عن أسباب الأزمة بل عن الكيفية التي يمكن أن تعالج بها.

ويتفق الكثير من المحللين على أن الأزمة جسدت بشكل كبير مدى نجاح الرؤية الإماراتية في إيجاد معالجات منهجية وموضوعية أعادت عجلة الاقتصاد بسرعة فائقة إلى الطريق الصحيح في وقت لا تزال فيه الولايات المتحدة الأميركية ودول منطقة اليورو تواجه صعوبات كبيرة في الخروج من أزمتها.

تخطت القطاعات المتأثرة في الدولة الأزمة بسرعة ماراثونية لكن انطباع العالم عن الحكمة التي اتبعتها الإمارات في تقريب المسافات وإصلاح الثغرات سيستمر لسنوات طويلة وربما يدخل في إطار الفكر الاقتصادي الذي يستحق أن يكون منهجاً يدرس لطلاب التخطيط والاقتصاد في أعرق الجامعات.

سياح أوروبا وآسيا :

تبقى السوق الأوروبية مهمة كمصدر للسائحين بالنسبة للسوق السياحية في دبي والإمارات برغم مشكلاتها المتفاقمة فهي مورد ومصدر مميز للدخل بالنسبة للشركات السياحية المحلية.

وقد ساعد استقرار أسعار الفنادق أسهم في زيادة أعداد السياح إلى دبي والإمارات من الأسواق التقليدية وتدفق أعداد اكبر من أسواق جديدة مثل بولندا وكازاخستان وأعداد اكبر من الصين والبرازيل مع التركيز على وأسبانيا وهولندا.

كما قامت سياحة دبي بتكثيف عملياتها التسويقية في منطقة آسيا، ونجحت في استقطاب عدد كبير من المؤتمرات والمعارض من تلك المنطقة، وزاد عدد سائحي الأعمال بشكل كبير، وهو ما صب بالنهاية في بوتقة زيادة عدد السائحين الآسيويين.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله