احذروا..العناكب السوداء

احذروا..العناكب السوداء

بقلم / محمود كامل

خيرات الله في مصر هائلة.. ومهولة، أكثرها تحت الأرض بغير تنقيب عنها أو إخراجها سواء كانت آبار بترول، أو معادن نادرة، أو مواد خام يتم بها صناعة المعجزات، وما هو فوق الأرض لم تقترب منه حتى الآن يد الاستغلال أو التشغيل، وأهمها الشمس والرياح وشواطئ بحار بالغة الطول على البحرين الأبيض والأحمر نستطيع منها إخراج كميات هائلة من الأسماك والمخلوقات البحرية التي تكفي العالم كله لعدة مرات، ومع ذلك نشتري الأسماك بأسعار ضعف ما تباع به نفس النوعية من الأسماك في الأسواق الأمريكية، وهو ما ينطبق كذلك على أسعار بيع اللحوم للمصريين، بينما لدينا ضمن الأخوة المصرية السودانية ولصالح الطرفين ملايين الأفدنة شديدة الخصوبة الصالحة، بالإضافة للزراعة إلى تربية ملايين «حيوانات اللحم» بما يغنينا عن سؤال اللئيم، وتخفيض أسعار اللحوم إلى أسعار معقولة ضمن القدرات المالية للمواطنين

إذن فهذا البلد شديد الثراء إلا أنه في نفس الوقت شديد الفقر بسبب قياداته السابقة شديدة البلادة -فيما يختص بأمر المصريين- بالغي النشاط في سرقة أموال هؤلاء، وهي كميات هائلة من المال كافية لإنفاقهم الواسع هم وأولادهم وأحفادهم إلى يوم البعث، ومن ثم فلا داعي للانشغال بقضايا المصريين التي يرونها رغم أصولهم المنتمية إلى أحقر الحواري المصرية ليست أكثر من «وجع دماغ»، فيما يرون أن وجودهم في حد ذاته إحدى نعم الله على الشعب المصري، وهي النعم التي دعونا الله كثيراً أن تزول، فلما فاض بنا الكيل، وعندما أدركنا أن الله لا يساعد عبداً لا يساعد نفسه خرجنا لإزالتهم عن وجه مصر بتوفيق من الله الذي ساعدنا في كشف الغمة عندما آن الأوان، لنكتشف أننا ظللنا لسنوات طويلة تحت حكم أنظمة كانت طبقاً لوصف قرآني: «أوهن من بيت العنكبوت»، فلما هبّت ريح الثورة لم يعد لبيت العنكبوت هذا وجود، ولعلنا نتخذ مما جرى موعظة بألا نترك «عناكب جديدة» تبني لها بيوتاً بيننا، ذلك أن العناكب دائماً من بينها أنواع «سوداء» اللون لدغتها.. والقبر! فاحذروهم

!