»سياحة دبي« »راع مشارك« لمنتدى الطاقة العالمي 2012
دبى " المسلة " … تستمر دولة الإمارات بشكل عام وإمارة دبي بشكل خاص في ترسيخ مكانتها عالمياً في مجال استدامة الطاقة ودعم التنمية المستدامة بمختلف أوجهها ومواجهة تحدياتها، وضمن هذا التوجه تستضيف دبي، تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، منتدى الطاقة العالمي للمرة الأولى خارج مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وذلك بعد منافسة قوية مع بعض من كبار الدول العملاقة.
حيث أنه يمثّل إضافة نوعية متميزة تساهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات وإمارة دبي كقطب عالمي ومركز متميز لدراسات وأبحاث الطاقة التي أضحت تحظى باهتمام العالم خاصةً وأن الأمم المتحدة خصّصت عام 2012 ليكون العام العالمي للطاقة المستدامة للجميع.
وتأتي استضافة المنتدى في مرحلةٍ بادرت فيها دولة الإمارات عموماً ودبي خصوصاً لإنجاز مشاريع تنويع مصادر الطاقة بتبني حلول الطاقة المتجددة سعياً نحو طاقة نظيفة وخضراء؛ حيث تضع دولة الامارات تنويع مصادر الطاقة والمحافظة على الموارد وحماية البيئة في مقدمة أولوياتها.
وعلاوةً على التزام حكومة دبي الرشيدة بمواصلة عملها الدؤوب في هذا المضمار، ودعمها لاستضافة منتدى الطاقة العالمي 2012، تقوم العديد من الشركات والمؤسسات والهيئات المحلية والإقليمية والعالمية الرائدة برعاية هذا المنتدى؛ وتشارك دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي "كراع مشارك" وتعد واحدة من أهم هذه الهيئات الحكومية الداعمة.
تأسست دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي بموجب القانون رقم ( 1 ) الصادر في يناير عام 1997 كدائرة حكومية، حيث كانت تعمل تحت اسم مجلس ترويج التجارة والسياحة الذي تأسس عام 1989. وقد أُنيط بالدائرة مسؤوليات ومهام جديدة أضيفت إلى تلك التي كان يقوم بها المجلس، تهدف إلى جعل دبي الوجهة السياحية الرائدة في العالم ومركزاً للأعمال.
وهي تعمل على تعزيز اقتصاد دبي من خلال تسويق قطاع السياحة، والترويج للفرص التجارية التي تقدمها الإمارة. وتعمل الدائرة كحلقة وصل فعّالة بين الحكومة والقطاع الخاص والعملاء على حد سواء.
وهي الجهة المركزية المسؤولة عن تنظيم صناعة السياحة والتسويق التجاري في دبي وتطويرهما وتنميتهما؛ كما وأنها تتولى مهام الإشراف على المواقع السياحية والأثرية ووضع وتنفيذ الخطط والبرامج التي تهدف إلى زيادة عدد الزوار إلى الإمارة من مختلف أنحاء العالم ، وهي تعمل على الترويج لدبي عالمياً.
دراسة مشاريع
ومن أعمال الدائرة، قيامها بدراسة المشاريع المتعلقة بالسياحة والبت فيها في ضوء الخطط الموضوعة لتنمية صناعة السياحة؛ وإقامة الندوات والمؤتمرات والمعارض وغيرها من الأنشطة السياحية داخل الإمارة وخارجها بالإضافة إلى إصدار التصاريح الخاصة بالأنشطة السياحية في دبي. وتسعى دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي لتوفير وسائل الراحة والترفيه للسياح وتسهيل المعاملات المتعلقة بهم بالتعاون مع الجهات المختصّة.
وتتضمن مسؤولياتها أيضاً تنظيم خدمة المرشدين السياحيين وغيرهم من العاملين في قطاع السياحة والإشراف على تأهيلهم ؛ فضلاً عن أنها تختص بترخيص وتصنيف الفنادق والشقق الفندقية والإشراف عليها، وترخيص وتصنيف مكاتب السياحة والسفر والنقل السياحي والإشراف عليها .
ومن المهام الأخرى التي تقوم بها الدائرة، هي وضع وتنفيذ الخطط التي تهدف إلى تنمية العلاقات التجارية بين الإمارة ودول العالم حيث يوجد لها مكاتب تمثيلية في الخارج تعمل جميعها على الترويج لدبي في الأسواق العالمية.
الاستدامة والبيئة
وفي ما يتعلّق بمبادراتها في مجال الاستدامة والبيئة، فقد أطلقت دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي مبادرات متنوعة لدعم السياحة المستدامة في القطاع السياحي وذلك ضمن خطة دبي واستراتيجيتها المنطلقة من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
والتي تركز على أهمية أن تكون البيئة في الإمارة آمنة ونظيفة من خلال تحديث وتوحيد المعايير البيئية لتواكب المواصفات العالمية وتطوير الآليات اللازمة لتنفيذها ودمجها في سياسات وبرامج التنمية والتوعية البيئية.
ويعتبر برنامج جائزة دبي للسياحة الخضراء من البرامج المتميزة التي تهدف إلى تطوير مبادرات تدعم مفهوم السياحة المستدامة وتشجيع المنشآت الفندقية على الحفاظ على الموارد الطبيعية والاستخدام الأمثل للطاقة من خلال تبني أنظمة وبرامج تساهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وذلك من خلال تشجيع القطاع الفندقي على تبادل المعرفة في مجال البيئة وتقديم جوائز لأفضل الممارسات التي تدعم المشاريع البيئية والتنمية المستدامة في القطاع بالإضافة إلى نشر المعرفة البيئية الاجتماعية بين العاملين، وأخيرا خلق مجتمع واع بأهمية المشاركة في الحفاظ على البيئة والمساهمة في المبادرات الهادفة إلى التنمية المستدامة.
توعية
وقامت دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي بتنظيم حلقات توعوية استدعت خلالها خبراء من هيئة كهرباء ومياه دبي وبلدية دبي لرفع مستوى الوعي عند العاملين في المنشآت الفندقية كما تم استخدام تقنيات لتبيان كيف يمكن للفنادق خفض مستويات الاستهلاك.
كما أطلقت في العام 2009 جائزة دبي للسياحة الخضراء التي تهدف إلى تكريم المنشآت الفندقية الرائدة في مجال البيئة والمسؤولية الاجتماعية، حيث تضم الجائزة معايير عالمية تم وضعها مقارنة بسبعة وجهات عالمية.
وتتضمن الجائزة أربعة معايير رئيسية تأتي في طليعتها الاستراتيجيات البيئية والمبادرات وطرق قياسها وأثرها على المنشآت الفندقية والقطاع السياحي، وثانيها درجة الوعي والتعلم، وثالثها التحالفات مع المراكز البيئية والترويج للأنشطة؛ ورابعها وآخرها الزيارات الميدانية التي تحصل بموجبها جميع الفنادق المشاركة على شهادة وتكريم من دائرة السياحة والتسويق التجاري كدلالة على حرص هذه الفنادق على البيئة.
وحصيلة لهذه الجهود ارتفع عدد المنشآت الفندقية التي انضمت لجائزة دبي للسياحة الخضراء منذ إطلاقها ليصل إلى 104 منشآت فندقية في نهاية عام 2011 مقابل 79 منشأة فندقية في دورتها الأولى عام 2009. كما تمكنت الدائرة خلال الفترة الماضية من تدريب أكثر من 1000 عامل في المنشآت الفندقية على تطبيق المعايير الخضراء.
كما شاركت الدائرة في العديد من الملتقيات العالمية والمحلية للترويج لبرامجها الخضراء منها معرض سوق السفر العربي ومعرض السفر في برلين وكذلك ملتقى خمس نجوم وأكثر الذي نظمته شركة إل جي ألكترونكس في مايو 2012 دعماً منها لشركات التكنولوجيا الرقمية الذكية في تنمية برامج ومنتجات صديقة للبيئة.
ومواصلةً لجهود الدائرة في هذا المجال أطلقت سياحة دبي مؤخراً مبادرتين جديدتين هما فكر بالبيئة، ومعاً من أجل بيئة خضراء حيث تضمنت مبادرة فكر بالبيئة ورشة عمل ناقشت 18 تحدياً شارك فيه أكثر من 180 من المسؤولين في مختلف المنشآت الفندقية والشركات السياحية بحضور نخبة من المتحدثين في مجال البيئة المستدامة من القطاعين الحكومي والخاص.
وتهدف مبادرة معاً من أجل بيئة خضراء إلى حث الدوائر الحكومية في المحافظة على البيئة وإبراز دورهم في المسؤولية الاجتماعية، بالإضافة إلى نشر المعرفة البيئية الاجتماعية بين موظفي القطاع الحكومي وخلق مجتمع واع بأهمية المشاركة في الحفاظ على البيئة والمساهمة في مبادرات التنمية المستدامة؛ وقد تضمنت المبادرة العديد من الأنشطة التثقيفية.
مبادرة
كما تعمل الدائرة حالياً على إطلاق أجندة دبي الخضراء وهي مبادرة جديدة تضم فعاليات وأنشطة تنظمها المنشآت الفندقية في مجال البيئة. وسيتم الترويج عن هذه المبادرة في وقت لاحق هذا العام. فضلاً عن أنه سيتم الإعلان عن مشروع معايير دبي للسياحة الخضراء الذي سيضم نموذجا لرصد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كما سيوضح نسبة استهلاك المنشآت الفندقية للماء والكهرباء ونسبة النفايات؛ وسيضم هذا المشروع إرشادات للمنشآت الفندقية والعاملين لديها عن كيفية تحويل هذه المنشآت إلى منشآت خضراء صديقة للبيئة.
علماً أن قانون تصنيف الفنادق الجديد يتضمن قسما متعلقا بالسياحة الخضراء. وأكّد خالد أحمد بن سليّم مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي على أهمية منتدى الطاقة العالمي كون حكومة دبي كانت قد أبدت اهتماماً كبيراً بأبحاث الطاقة والتنمية بشكل عام .
وأضاف أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أطلق عام 2007 خطة دبي الاستراتيجية لعام 2015 والتي تتضمن تبني منهجية التنمية المستدامة عن طريق وضع خطط بيئية متكاملة.
وتوقع بن سليّم أن يحث المنتدى جميع الدول والحكومات على القيام بمبادرات أكثر لتنمية طاقة نظيفة ومستدامة من أجل صالح ورفاهية شعوبها، كما وأنه أشار إلى أهمية استمرار الممارسات البيئية وانتاج طاقة آمنة ونظيفة ومستدامة وذلك عن طريق تحديث وتوحيد المعايير الاقليمية لكي تتواءم مع المعايير العالمية.
وأكد أن الآليات اللازمة لتطبيق هذه المعايير يجب تطويرها أيضاً وهذا يمكن تحقيقه عن طريق التركيز على البيئة في السياسات والبرامج الحكومية. وأوضح بن سليّم أنه من الضروري الاستفادة من شعار المنتدى منتدى لقادة العالم وذلك للخروج بتوصيات وقرارات تخدم هذا القطاع.