عدم التزام المسابح بالشروط الصحية يعرض مرتاديها للامراض
عمان "المسلة" … يحوّل عدم التزام العديد من المسابح بالشروط الصحية من مكان لممارسة الرياضة ووسيلة ترفيه الى مصدر اذى وضرر لمرتاديها ، جراء انتقال الامراض المعدية والتعرض لنسبة عالية من الكلور وممارسات خاطئة اخرى .
يقول مدير الصحة لمحافظة العاصمة الدكتور ليل الفايز لوكالة الانباء الاردنية (بترا ) ان المديرية تقوم بالاشراف على المسابح لبيان مدى تنفيذ شروط ترخيص تلك المسابح ومطابقة الشروط الصحية ابتداء من اصدار الترخيص من قبل امانة عمان الكبرى بموافقة وزارة الصحة ممثلة بمديرية صحة العاصمة .
ويضيف ان المديرية لديها برنامج شهري دوري رقابي مع اخذ عينات للفحص للتأكد من مادة الكلور الحر المضافة للمياه والتي يجب ان تكون – بين 1 و 2 مليغرام لليتر- وان تتراوح درجة الحرارة بين 22 و27 درجة مئوية اضافة الى الفحوصات الجرثومية ومدى مطابقتها للمواصفات القياسية الاردنية .
ويؤكد الفايز ضرورة وجود سجل من قبل ادارة المسبح يتضمن الفحوصات الجرثومية المعتمدة من مراكز طبية اضافة الى حظر استخدام المسبح من قبل الاشخاص المصابين بالامراض الجلدية والتقرحات التي تنتقل وتسبب العدوى وكذلك عدم ادخال الحيوانات الى داخل البرك .
ويبين انه يجب على ادارة المسبح التأكد من مصدر المياه بحيث يكون معتمدا , مع ضرورة توفر اللوحات الارشادية حول المسبح والمتضمنة التعريف بالاشتراطات الصحية .
ويوضح انه وفي حال وجود أي مخالفة يتم التسلسل باتخاذ العقوبات بحق اصحاب المسابح المخالفين تبدا بالتنبيه والانذار وفي حال عدم تصويب الاوضاع يتم تحويلهم الى القضاء لاتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم .
(ام داليا) ترفض فكرة السباحة في المسابح العامة قائلة " لقد اصيبت ابنة احدى صديقاتي بأمراض في العين والجلد نتيجة استمرارها في السباحة لتلوث مياهها " .
يشاطرها العديد من الاهالي الرأي الذين يؤكدون ان هناك العديد من المسابح التي تفتقر لشروط الصحة العامة كارتفاع نسبة مادة الكلور التي تسبب الاذى لاجزاء من الجسم .
مدرب السباحة عبد الحكيم سواعنة يقول: "ان هنالك شروطا يجب اتباعها في المسابح اهمها الاشراف اليومي على المسبح واخذ عينات من الماء لفحصها وتبديل الماء في حال وجود الطحالب والبكتيريا , وضرورة قياس درجة حرارة المياه يوميا بحيث لا تتعدى 27 درجة مئوية ولا تتجاوز نسبة الكلور فيها ميلغرامين على جهاز فحص الكلور .
ويضيف انه يجب ان تكون جميع مواد المسبح ومستلزماته مصنوعة من مواد مضادة للتآكل او الاكسدة، وضرورة التنظيف المستمر للمسبح وتعقيم القدمين في الاماكن المخصصة لذلك وغيرها .
ويبين عميد كلية التربية الرياضية بالجامعة الاردنية الدكتور عرب المغربي ان رياضة السباحة لها فوائد جمة للجسم من بينها ان الماء يمثل مقاومة للعضلات كما انها تحافظ على رشاقة وقوام الجسم مشيرا الى ان الدراسات العلمية اثبتت ان نصف ساعة من السباحة يوميا تعمل على خفض ضغط الدم وتقوي القلب وتقلل من مستوى الكوليسترول بالدم وتزيد من كفاءة الدورة الدموية .
ويقول ان الدراسات ايضا اثبتت ان ممارسة السباحة لمدة ساعة يوميا تعمل على حرق ما يتراوح بين 250 الى 500 سعر حراري والتخلص من الضغوط النفسية والتقليل من الضغط على المفاصل .
ويشير الى ان هناك نوعين من المسابح منها الاولومبية (العالمية ) ونصف الاولومبية (التعليمية والترفيهية) التي يشترط بهما توفر الامور الصحية والرقابية اللازمة .
ويبين ان المسابح نصف الاولومبية يجب ان تكون بطول 25 مترا وبعرض 5ر12 متر ومتدرجة العمق تبدأ من متر الى 75ر 3 متر لتناسب المبتدئين والاطفال وبدرجة حرارة لا تتعدى ال 27 درجة مئوية في فصل الصيف و30 درجة مئوية في فصل الشتاء مع مراعاة فلترة المياه وتعقيمها .
ويوضح المغربي ان المسابح الاولومبية (العالمية ) تختلف في مواصفاتها كونها مخصصة للاعبين المشاركين بالبطولات الدولية , اذ يجب ان يكون طول المسبح 50 مترا وبعرض 25 مترا وبعمق لا يقل عن مترين ووجود 8 حارات يجب على اللاعب الالتزام بها .
ويقول مستشار طب وجراحة العيون الدكتور نادر عدس ان المسابح التي لا تتوفر فيها شروط الصحة العامة تعمل على انتقال العدوى من شخص الى آخر ما يؤدي الى التهاب ملتحمة العين ناهيك عن البرك التي يستخدمها الاطفال غير القادرين على التحكم بأنفسهم الامر الذي يؤدي الى تلوث المياه وبالتالي تعمل على التهاب القرنية .
ويضيف ان اكثر المواد حساسية على العين هي مادة الكلور التي يؤدي ارتفاع نسبتها في المياه الى احتقان وتهيج الاوعية الدموية في ملتحمة العين .
وينصح الدكتور عدس استعمال الادوية الخاصة لازالة الاحتقان في حال حدوثه كقطرات الترطيب وفي حال عدم الاستجابة يجب مراجعة الطبيب فورا .
ويشير رئيس جمعية الامراض الجلدية الاردنية واستشاري الامراض الجلدية الدكتور مدحت عبدالمالك الى ان هناك امورا يجب مراعاتها في المسابح كالنظافة حول البركة وعدم المشي دون ارتداء حذاء السباحة خوفا من انتقال البكتيريا والفيروسات الموجودة دائما في الاماكن الرطبة اضافة الى ضرورة اخذ (شور) قبل النزول الى البركة واستخدام واقي الشمس من سبع الى ثماني مرات بمعدل ساعة كل مرة في حال السباحة بالبرك المكشوفة وشرب المياه كل نصف ساعة لان الجسم يفقد كميات من المياه نتيجة التعرق .
وينوه الى ان فلاتر المياه الخاصة بتنقية المسابح ضرورية للغاية ويجب ان تعمل طوال فترة السباحة مشيرا الى ان اضافة مادة الكلور بكميات زائدة تؤدي الى ظهور حب الشباب وجفاف الجلد وحدوث الاكزيما .
ويقول الدكتور عبد المالك انه وبالرغم من ان الكلور يعمل على تنقية المياه في المسابح الا ان ذلك يأخذ وقتا طويلا ، اذ لا يجوز استعمال المسبح قبل ان يتم تفاعل الكلور مع الماء بشكل جيد وتنقيته مبينا ان التعقيم بالاوزون بات بديلا صحيا في تنقية مياه المسابح .