الحمد لله إذ بلّغنا رمضان غير سقماء ولا محرومين، ولا مرتدين عن ديننا ولا مغيرين ولا مبدلين، نحمده بأن كنا عبيداً مملوكين له، له الحجة علينا ولا حجة عليه، لا نقدر أن نأخذ إلا ما أعطانا، ولا أن نتقي إلا ما وقانا، نحمده على آلائه كما نحمده على بلائه، له الحمد كالذي يقول، ومثل ما يقول وخيراً مما نقول، له الحمد كله ويبيده الخير كله وإليه يرجع الأمر كله، له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه المصير.
رمضان أيها الناس شهر الحب والوئام فكونوا فيه أوسع صدراً، وأندى لساناً وأبعد عن المخاصمة والشر، وإذا رأيتم من أهليكم زلةً فيه فاحتملوها، وإن وجدتم فُرجةً فسدوها واصبروا عليها، وإن بدأكم أحد بالخصام فلا تقابلوه بمثله، بل ليقل أحدكم: إني صائم، وإلا فكيف يرجو من يمقت ذلك ن يكون له ثواب الصائمين، وهو قد صام عن الطعام الحلال، وأفطر على ما سواه من الحرام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجةً في أن يدع طعامه وشرابه » رواه البخاري