بقلم : سلمان بن محمد البحيري … السياحة تعد صناعة تعتمد عليها بعض الدول بعد الله في دخلها القومي وهي الصناعة الوحيدة التي لا تخلف وراءها تلوثا، ويطلق عليها الصناعة النظيفة وهي مثل الصناعات الأخرى في كونها جالبة للاستثمارات وتولد مزيدا من فرص العمل والسياحة، يرتبط نجاحها بالبنية التحتية من طرق حديثة ووسائل نقل حديثة ومرافق للأيواء والترفيه ومطاعم لجميع أنواع السياحة، من سياحة آثار، وسياحة دينية، وسياحية علاجية، وسياحة تراث، وسياحة تسويقية.
والمملكة العربية السعودية حباها الله بمساحة شاسعة حيث تعد قارة متوفر بها عدة أجواء مختلفة فمثلاً في المنطقة الشمالية والشمالية الغربية مثل مدينة القصيم وعنيزة وحائل والجوف وتبوك ورفحاء والقريات عرعر وسكاكا فهذه جوها معتدل صيفا، وأما الجهة الساحلية فهناك تبوك والوجه وضباء وهذه إيضا مناطق مناخها جميل وتتميز بشواطئ جميلة ولم تستثمر حتى الآن.
وأما في الجهة الغربية فهناك ينبع وينبع النخل وجدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة، التي تعد مقصدا للزوار للسياح من الناحية الدينية، وهناك العلا وتتميز بوجود الآثار في مدينة صالح، وأما الطائف وبلجرشي واملج وجنوبا فهناك الباحة وأبها وخميس مشيط وهذه إيضا تتميز بالمناخ المعتدل صيفا مع الأمطار والضباب، وهناك جازان بغاباتها وجزيرة فراسان بشواطئها الجميلة، فهي تتميز بالجو الجميل في الشتاء حيث تتميز بالأمطار صيفا.
وأما المنطقة الشرقية فهناك شاطئ نصف القمر والخبر وشاطئها الجميل وهناك الأحساء وجبل قارة وشاطئها الجميل العقير، وأما في الرياض فهناك سياحة تسويقية وثقافية وسياحة برية فمثلا عند الاستثمار في السياحة البرية فلو تم عمل مخيمات شعبية منظمة في الصحراء مثلاً في المساحات الشاسعة حيث بكل مخيم مئتي خيمة به مكان للاستقبال ومسبح وصالة بلياردو وملعبا قدم وطائرة ودوارت مياه ومطعم يقدم الإفطار كبوفيه مفتوح، والغداء وخدمة الشواء ليلا بجانبها دورات مياه وهناك إيضا غرف مبنية على التراث القديم للجلوس فيها والنوم وأن يكون هناك إيضا بعض الخيول والجمال.
ولقد أطلعت على هذه التجربة في دولة عمان بمخيم اسمه مخيم ألف ليلة وليلة في البر. وأنا تكلمت عن هذه التجربة ليس كالحصر ولكن قطرة من بحر في السياحة فأتمنى من المستثمرين السعوديين والأجانب أن يقوموا بعمل المشاريع السياحية لأنها ناجحة بكل المقاييس ولا ننتظر أن تقوم الدولة بهذه المشاريع، فليس كل شيء على الدولة فالدولة عليها تقديم التسهيلات والقروض والتصاريح كما تقوم بعمل البنية التحتية والباقي على المستثمر السعودي والأجنبي.
فما أود أن أذكر به هو وجود تنوع المناخ في بلادنا وتوفر الأمن والحمد الله فالمطلوب هو توفير فنادق وشقق واسواق وملاهي ومنتجعات سياحية، كما أن هناك بعض المناطق التي تحتاج لإصلاحات، فمثلا هناك مساحة كبيرة على شاطئ جدة غير مهيئة للسياح خاصة في ظل وجود صبات ومجاري تنفر الزوار منه، كما أن هناك بصفة عامة ترد في الخدمات من حيث غلاء في السكن من جهة الشقق المفروشة كما يوجد ضعف في المواصلات من جهة الرحلات الجوية بسبب عدم توفيرها من عدة شركات للطيران كما لا ننسى إنعدام وجود شبكة لسكة الحديد ما بين مناطق المملكه فالبنية التحتية للسياحة لدينا تولد بيئة طاردة للسياحة خاصة إذا علمنا حجم أنفاق السياح السعوديين في السياحة الخارجية يقدر 61 مليار سنويا فنحن مع الأسف نعتبر مصدرين سياح للدول الأخرى لأن البنية التحتية للسياحة لدينا تعتبر في بعض الأماكن معدومة، وفي أماكن أخرى سيئة، وشحيحة في أماكن أخرى ولكي تكون لدينا سياحة ناجحة فعلينا الاهتمام بالأمور التالية:
– تقديم التصاريح السريعة الخاصة بمشاريع السياحة وإقامة المعارض، تخفيض تذاكر الطيران المحلي، معالجة غلاء الشقق المفروشة، بناء شبكة خطوط للقطارات بين مدن المملكة، تسيير رحلات داخلية منتظمة من قبل الخطوط السعودية والخطوط الأخرى للقضاء على مشاكل حجوزات الطيران، بناء إستراحات حضارية على الطرق حتى تكون نزل في السفر وتكون هناك عقوبات في حال عدم الصيانه أوالنظافة، بناء المزيد من الفنادق والشقق والمنتجعات في المناطق التي يقصدها السياح مثل الطائف والدمام والخبر وأبها وخميس مشيط والباحه ومكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرها من المدن، توفير صندوق للسياحة لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مجال السياحة، الاهتمام بمواقع الأثار والمواقع التاريخية وترميمها، التعاقد مع شركات ليموزين المطار لكي يتم خدمة السائح الأجنبي والسعودي، إنشاء مطارات وتطوير بعضها، توفير الخدمات من شقق مفروشه وماء وكهرباء واتصالات وتلفريك في جميع المناطق التي يمكن أن يأتيها السياح، توفيرخدمة حجز الفنادق والغرف المفروشة من خلال الأنترنت، عدم إحتكار ملكية السواحل للأفراد حتى لايشكل ذلك عائقا للإستثمار، عند إنشاء شواطئ وشاليهات يراعى فيها الخصوصيه السعوديه وتكون أسعارها مناسبه للجميع، تحويل هيئة السياحه والأثار إلى وزاره حتى تتلقى دعم أكبر من الدولة – حفظها الله – لكي تستطيع أن تقوم بدورها على أكمل وجه.
فالمواطنون وعائلاتهم بحاجة للترفيه عن أنفسهم وإلى أماكن لكي تكون متنفسا لهم حتى لا يسافروا للبحث عن ذلك، وفي نفس الوقت إذا اهتم بالسياحة فإنها ستوفر وظائف للشباب السعودي وستكون دخلا آخر للدولة غير البترول فهل سيكون سمننا في دقيقنا؟!