بقلم : محمود كامل
لم تعد كلمة «لا يليق» كافية للتعبير عما يجري أحياناً بين بعض فئات المجتمع، وبعض مهنه التي يفترض في أي منها احترام الآخر، والنقاش معه وصولاً إلى الاتفاق، أو عدم الاتفاق لينصرف كل طرف إلى حاله دون إهانة للطرف المختلف معه منذ تعلمنا أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، وذلك قبل أن تسقط قيم المجتمع الأصيلة تحت أقدام «فوضى الشوارع» التي نقلت أخلاقياتها الهابطة إلى فئات من المجتمع لم يكن يليق أبداً انتقالها إليها!
ولعل ما جرى بين «شرطة مدينة نصر» في القاهرة وعشرات من «المحامين» هو أسوأ عينةً أخلاقيةً للسوس الذي أصاب عظام المجتمع المصري مؤخراً عقب نجاح ثورة التحرير في إسقاط النظام الذي يدافع عنه الآن «شذاذ الآفاق» من فلول مبارك وقادة أمنه الجهنميون الذين أطالوا لحاهم هذه الأيام اندساساً بين الإخوان والسلفيين لإشعال نار الحرائق في كل مكان.
وخلال المتابعة الأخيرة تكتشف أن بعض «الفيالق المهنية» تتعامل مع غيرها من فئات المجتمع باعتبار أن «على رأسها ريشة» خاصة «المحامين» الذي يتصور بعضهم أن معرفته «بدهاليز القوانين» يمثل بالنسبة له ميزة ليست لدى الآخرين، تضمن له «الزوغان» من العقاب عما ارتكب في حق هؤلاء الآخرين الذين ليسوا «محامين»!
والغريب أن يناصر هؤلاء فيما يفعلون «نقيبهم» الذي يتمتع باحترام كبير في الشارع المصري ليكون «أول المهيجين» لغضب بعض من أعضاء نقابته بما يؤكد حرصه على أصواتهم التي أوصلته إلى «عرش النقابة» أكثر من حرصه على «العدل» الذي تمثل نقابته أحد حراسه!
ولعل معركة «الطوب» التي قادها «محامون» ضد «قسم شرطة مدينة نصر» التي سقط فيها عشرات الضحايا من الجانبين نتيجة اقتحام هؤلاء المحامين «فجراً» لقسم الشرطة الذي منع محامياً من لقاء متهم في هذا الوقت المتأخر من الليل هو نموذج لغرور هؤلاء المحامين وقدرتهم على اقتحام أي مكان يريدون، وفي أي وقت يريدون دون احترام للأصول القانونية التي تعلموها في كليات الحقوق!