Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

«الناس دي عايزه إيه»؟!

بقلم : محمود كامل

يلعب بعض السياسيين الجدد في «دماغنا» كل ليلة، بأحاديثهم التليفزيونية المقررة علينا في تتابع لا يستطيع فكر بشري طبيعي أن يتحمله، ذلك أننا نسمع من أحدهم في «قناة تليفزيونية ما» رأيا ما حول قضية ما، لنفاجأ به نفسه يتحدث إلينا عن نفس الموضوع في قناة أخرى برأي مختلف تماماً عن رأيه الأول ما يشككنا في أن يكون المتحدث -في الحالتين- واحدا، ما لم نتأكد من ذلك عند «إعادة» الحديثين في القناتين المختلفتين، في اليوم التالي!

وفي أحيان كثيرة -قبل أن أتوقف تماماً عن مشاهدة أي أحاديث سياسية تليفزيونية، مكتفياً بأفلام «الأبيض والأسود» القديمة- تصورت أن «غرس الحيرة» لدى المصريين «مهمة مقدسة» يقوم بها البعض مقابل غباء المتحدث، أو أموال الذين أجلسوه أمام المذيعة والكاميرات ليقول لنا ما يقول! بمقابل، أو بغير مقابل!

ومن بين غرائب ما يذاع علينا تليفزيونياً أن يشترط المتحدث وبينهم «حازم ..لازم» ألا يقبل المذيع، أو المذيعة أي مكالمات خارجية تأتيه من مشاهدين تعليقاً على ما يقال على الهواء، وهو ما يخضع له مقدم البرنامج على مضض، ذلك أن أي حديث مذاع دون تعليق المواطنين عليه بالاعتراض أو التصحيح أو المقاطعة، هو «برنامج ميت» فاقد لحيوية الأخذ والرد بين من يقول وبين الذين يدور عنهم الحديث.. الذين هم المصريون. والمصيبة أن أصحاب طلب «قطع الاتصالات الخارجية» عما يقولون يتصورون أنهم يتوجهون بأحاديثهم السياسية تلك إلى «كراسي فاضية» وليس إلى مواطنين من البشر الذين لهم أفكارهم فيما يدور حولهم -هم- من أحاديث بعضها يستحق الرد، وبعضها لا يستحق الاستماع إليه.. ناهيك عن مشقة الرد عليه!.

وإذا كان المتحدث الذي طلب عزله عن رأي الناس يكون قد ارتكب خطأ، فإن مقدم البرنامج الذي قبل ذلك يكون قد ارتكب خطيئة بذلك العزل، حيث إننا عندما نفتح أجهزة التليفزيون، لم يكن همنا من ذلك أن نستمتع بجمال المتحدث، أو رقة ملامح مقدمة البرنامج، ولو كان الأمر كذلك لاكتفينا بأحاديث وجمال «نانسي عجرم»!.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله