بقلم : محمود كامل
يلذ كثيراً للمجتمع الغربي – أوروبيا كان أو أمريكيا أن يصوّر لنا نفسه على أنه «مجتمع الأبرار» الذي لا يأتيه الباطل من أي اتجاه حتى لقد كاد أن يكون «مجتمع الملائكة» بينما ألصق بدول الشرق الأوسط كل الموبقات – ما عدا مجتمع الفضائل الإسرائيلي – فالشرق الأوسط «برضه ما عدا اليهود» هو مجتمع الرشاوى، وفساد الذمم والأخلاق، حيث ربطوا بين الإسلام -الذي هو دين الفضيلة والرحمة- وبين كل ما في المنطقة من فساد، وذلك ضربا لعصفورين بحجر واحد: أن يسيئوا إلى الإسلام بقدر ما يستطيعون، وفي ذات الوقت أن يصوروا المسلمين على أنهم آلهة الفساد.
وتقول الدراسات التي هي غربية الأساس إن الأمر غير ذلك تماماً، وإن الفساد مرتبط بالوجود الإنساني، منذ بدء الخلق وحتى يوم البعث، سواء كان ذلك الوجود شرق أوسطيا أو في أقصى أنحاء الأرض، فالكل شريك في الفساد والإفساد، بل قد تكون الأديان وأولها المسيحية والإسلام أحد عوامل إيقاف الفساد والظلم الذي يحرمه الله على نفسه ويحرمه كذلك على العباد مسلمين ومسيحيين.
واعترفت تلك الدراسات في أحد التقارير عن الفساد في المجتمع الغربي، ان إحدى شركات الوجبات السريعة العملاقة قد تعرضت لحكم بالتعويض قدره 8.3 مليون دولار أصدرته المحكمة العليا في «نيو ساوث ويلز لصالح الفتاة مونيكا سمعان التي تناولت وجبة طعام فاسدة أدت إلى انعدام قدرتها على النطق، والحركة، ولا يعني ذلك أن الشرق الأوسط خال من الفساد، حيث تتوقع دراسة أخرى أن 39 % من إجمالي 126 مديراً تنفيذياً لشركات عربية وشرق أوسطية سوف يواجهون قريباً قضايا رشا وفساد أكثر مما حدث في العام الماضي، إلا أن الدراسة قالت إن معظم قضايا الفساد بالشرق الأوسط يتم كشفها عن طريق المصادفة، كما ذكرت نفس الدراسة أن هناك آلاف البلاغات المقدمة في كل من تونس ومصر الجاري التحقيق فيها الآن تتركز حول فساد النخبة السياسية في كلا البلدين.