Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

نفسنا نثق في حد!

بقلم : محمود كامل

هناك مثل شعبي مصري يقول: «اللي ما لقاش شغلة تشغله فتح الباب وقعد يقفله» وهو ما يفعله البعض هذه الأيام بـ(اللغوصة) فيما يعرفون وفيما لا يعرفون ضمن تصور بأنهم يستطيعون خلال فترة الريبة الحالية إعادة تفصيل مؤسسات الدولة على مقاسهم ناسين أنها مؤسسات بالغه التقدم والعراقة لأقدم دولة مركزية في التاريخ غير قابلة لإعادة التفصيل ولا تخضع أبدا لنظرية (القص واللزق).

وضمن اهتماماتهم الاقتصادية التي يتصورها البعض إمكانية تلوين الاقتصاد المصري بلون معين، وفيما أرجو ألا أكون مخطئا فيه فإن الاقتصاد نشاط إنساني بالغ الأهمية لا دين له ولا قلب، بما يعني أن الفروق الهامشية لا تعني وجود اقتصاد إسلامي وآخر مسيحي وثالث يهودي ورابع ماركسي وأن كل من يحاول إضفاء صيغة سياسية أو دينية على الاقتصاد إنما يحاول إخراجه عن مساره المحدد بمصالح الدولة ومصالح الناس ذلك أن كل عوائد الاقتصاد ناجمة عن عبقرية إنسانية في الإدارة وحسن استغلال الفرص تصاحبها نظرة مستقبلية تضع في تخطيطاتها احتمالات متوقعة لأحداث مؤثرة ما تزال في رحم الغيب، وإن بدت بوادرها قابلة للقراءة والتحوط.

ومن بين ما طرحه علينا البعض خلال الحملات الانتخابية خططا سرية للنهوض بمصر اقتصاداً وإدارةً خلال المائة يوم الأولى متضمنة ما لم يخطر على قلب بشر بما يحول مصر إلى عملاق اقتصادي عالمي قد ينافس الولايات المتحدة والصين وهو ما جعلنا جميعا ندعو «يارب يكون الكلام ده حقيقي».

إلاّ أن سنوات حكم مبارك ومن قبله جعلتنا «ننفخ في الزبادي» بسبب طول «لسعنا من الشوربة» وهو ما صنع بيننا وبين أي سلطة فجوة ثقة لا يقضي عليها سوى تحويل الوعود الانتخابية إلى واقع يعيشه الناس وهو ما نحن في انتظاره.. «نفسنا نثق في حد»!

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله