Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

تولوز كوست (2)

بقلم : محمود كامل

وفي حديثه عن «الأخلاقيات العالية» التي يتمتع بها جيش دفاع إسرائيل، نسي «ليبرمان» -وزير الدفاع المهبوش- أن إحدى غارات جيشه منذ شهور قد دفنت مئات الأطفال والنساء في غزة تحت أنقاض بيوتهم في «غارة أخلاقية»، وحتى لا يقترب أحد من «هولوكوست إسرائيل الوهمي»، فقد شاركت «ليبرمان» في الغرف غريمته الشمطاء «تسيبي ليفني»، ليعزفا معا كونشيرتو «معاداة السامية»، مطالبين المجتمع الدولي المتحضر بوأد ذلك الاتجاه الذي بدأ يطل برأسه هذه الأيام من جديد، وهو اتجاه -إذا ترك بغير مقاومة- قد يؤدي إلى إعادة مناقشة ذلك الـ«هولوكست» من جديد، وهو أمر ممنوع بقرار من مجلس الأمن الدولي الذي تعتبره الولايات المتحدة «إدارة أمريكية»!

وقد تناسى هؤلاء «المتحضرون» جميعا أن «الهولوكست» ليس صناعة فلسطينية، إنما هو -إذا كان قد حدث- «جريمة هتلرية» أوروبية لم يشارك فيها عربي واحد، وإنما رأى المجتمع الأوروبي المتحضر الذي قلب دماغنا ليل نهار عن حقوق الإنسان، وضرورة الديمقراطية لكل الشعوب قد رأى إلصاق تلك الجريمة بالمنطقة العربية بوجه عام والفلسطينيين بشكل خاص تكفيرا عن ذنب لم يرتكبوه، بل وقع في زمان لم يكن الفلسطينيون أيامه يعلمون أين تقع ألمانيا هتلر التي وقع بها الهولوكست، إلا أن «العدل الأوروبي» الذي عانينا منه كثيرا، والذي لا ينسى أن يتحفنا كل مدة «بشوية عدل من بتوعه»، خصوصا في كل ما يختص بدهس إسرائيل لجميع قرارات الأمم المتحدة مع حتمية التنفيذ على الطرف العربي، حتى لا يتعرض مستقبلا لقرار من مجلس الأمن تحت البند السابع الذي يسمح باستخدام القوة العسكرية للتنفيذ!

ويخضع العدل الأوروبي دائما للمصالح، ذلك أنه عدل لا علاقة له بالعدل الذي يتشدقون به بلا ملل، ومعه «منظومة حقوق الإنسان» التي يحتاج اسمها إلى القليل من التعديلات مع طبيعة الفعل لتصبح «منظمة أكل حقوق الإنسان».. العربي فقط.. اللي عنده اعتراض يفتح مرة أخرى «موضع الهولوكست»، ساعتها يبقى ذنبه.. على جنبه!

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله