Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

يسألون الله الستر!

بقلم : محمود كامل

أفهم أن يصلي الطلبة والطالبات «صلاة الصبح» قبل التوجه إلى امتحاناتهم الختامية في نهاية كل عام دراسي، سائلين المولى التوفيق فيما هم مقبلون عليه. ويشاركهم في ذلك القلق – إن لم يكن أكثر- أسرهم التي عانت لشهور طويلة من أعباء المتابعة والرعاية.. ومعها التعبد الطويل بصلوات تتركز دعواتها لفلذات أكبادهم بالتوفيق والنجاح فيما ذهبوا إليه، وهي منظومة قلق تتكرر كل عام إلى أن يتم التخرج النهائي، لينتقل قلق أفراد الأسرة من دائرة الامتحانات إلى دائرة التوفيق إلى عمل أو وظيفة يتوّجون بها «تعب السنين».

وبين هؤلاء الذين يصلّون صبح الامتحانات زملاءٌ لهم لم يفتحوا كتاباً، ولا ذاكروا درساً من المقرر عليهم، ومع ذلك كله يطلبون التوفيق مقابل ما لم يفعلوا، في نسيان تام بأن الله يرى، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وأنهم بهذا «التعبد المصطنع» الذي يكونون به قد خرجوا من دائرة العدل إلى دائرة العقاب عن الإهمال فيما هم مكلفون به، بالإضافة إلى عقاب عن التهاون بأمرالصلاة على من يعلم خائنة الأعين.. وما تخفي الصدور!

يبقى بعد ذلك ما يصعب فهمه عندما تجتمع «عصابة» لسرقة بنك، أو شقة، أو بيت، لمراجعة نهائية لخطة السرقة تلك، حيث يقسم الجميع على «المصحف الشريف» بعدم الخيانة، والرضا بنصيب كل منهم من الغنيمة عقب تمام التنفيذ، مع دعاء «متبتل» بالستر والتوفيق فيما هم مقبلون عليه، ودعاء خاص بسلامة وصول «متسلقي المواسير» لفتح الباب بعد عبور شباك المطبخ أو الحمام، وقد تصل «البجاحة» ببعضهم إلى التعهد بصرف جزء من عوائد السرقة للفقراء زكاةً عن العافية.. والعيال، ناسين تماماً أن الله طيب لا يقبل إلا طيباً!

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله