بقلم : محمود كامل
في واقعة المدرسة اليهودية بمدينة “تولوز” الفرنسية التي قتل فيها عدة أشخاص، دخلت “كاترين آشتون” مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية “عش الدبابير ودائرة الكفر” عندما قارنت بين ما جرى في المدرسة اليهودية الفرنسية، وبين ما يجري كل يوم لأطفال فلسطين في الغارات شبه اليومية على “غزة”، مع اعتقال الإسرائيليين لما تيسر منهم في “رام الله” التي يرقد على تلها رئيس السلطة الفلسطينية المشغول دائما برحلاته السياحية إلى أنحاء العالم -آل إيه- لشرح القضية الفلسطينية!
وبناء على المقارنة – شبه العادلة – من سيدة بهذا الوزن السياسي الأوروبي، فإن اليهود في إسرائيل – وطبعا كلها يهود – ومعهم اللوبي الصهيوني الأمريكي “إيباك”، اعتبروا أنها وقعت في الكمين الصهيوني الذي يعتبر التحدث عن أطفال إسرائيل في غير خانة “ضحايا الإرهاب الفلسطيني” هو تشكيك في “الهولوكوست” المقدس يستحق العقاب الشديد ذلك أن العالم بأسره ممنوع – بقرار من مجلس الأمن – من الاقتراب من هذا الحرم الصهيوني الذي – بالحماية الأمريكية – قد تحول إلى “قدس الأقداس”. وقد بدأت حملة تأديب “آشتون” ببيان من “البيت الأبيض” شديد اللهجة يشجب اقتراب “آشتون” من مقدسات إسرائيل ولحق بيان الشجب الأمريكي سيل من بيانات وزارات خارجية “الاتحاد الأوروبي” أشد قسوة متبعين في ذلك خطى “أوباما” ذلك رغم أن “كاترين آشتون” لم تقصر المقارنة على أطفال فلسطين، وإنما تناولت ضحايا “مذبحة النرويج الشهيرة”.
وتناولت كذلك ضحايا بشار الأسد من أطفال سوريا، إلا أن “قوة التأديب الغربية” لم تهتم في كل ما قالت “آشتون” سوى بإدخالها أطفال فلسطين في دائرة الضحايا. ومن أغرب بيانات الشجب ما قاله وزير خارجية إسرائيل “ليبرمان” المشكوك أصلا في قواه العقلية بمطالبة المسؤولة الأوروبية بالعودة إلى صوابها، وضرورة التفريق الدائم بين كل أطفال العالم، وأطفال إسرائيل الذين – يا عيني – لا ينامون الليل رعبا من صواريخ أطفال غزة الذين لا تقترب منهم نيران الجيش الإسرائيلي بسبب “أخلاقياته العالية” التي تمنعه من إيذاء المدنيين!
ونستكمل غداً.