Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

هل نفقد مليارات السياحة.. نتيجة الشگوك والأفگار غير الصحيحة؟ بقلم جلال دويدار

بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين

 

من حق ملايين العاملين الذين يجدون رزقهم في الانشطة السياحية بل من حق الغالبية المصرية بحكم ما تمثله هذه الصناعة من أمل وباعتبارها اصبحت ركيزة اساسية للاقتصاد القومي.. ان يقلقوا ويترقبوا ما يواجه مستقبلهم علي ضوء فوز د. محمد مرسي مرشح جماعة الاخوان.

 

لقد لاحظوا ان الرئيس الجديد تعمد ان يشير إلي دور صناعة الامل بصورة عابرة لا تعكس اي اهتمام بهذه الصناعة الواعدة التي تساهم بـ٢١٪ من الناتج القومي والتي حققت في نفس الوقت ٥.٢١ مليار دولار دخلا بالعملات الحرة انفقها ما يقرب من ٥١ مليون سائح عام ٠١٠٢ قبل قيام ثورة ٥٢ يناير.
<<<
ان هذه البداية تبدو غير مبشرة من جانب من اعلن انه رئيس كل المصريين وانه سيعمل علي التصدي للفوضي والانفلات اللذين يعطلان العجلة الاقتصادية.. بداية لمرحلة جديدة من الانطلاق نحو الازدهار.

 

وكما هو معروف فقد كانت وكما نعلم جميعا صناعة السياحة الضحية الاولي لما تعرض له الوطن من فوضي ومليونيات وانفلات امني. كان من نتيجة ذلك تراجع اعداد السياح عام ١١٠٢ بنسبة جاوزت الـ٠٣٪ بنقص في الايرادات بلغت اربعة مليارات من الدولارات وفقا للبيانات الرسمية المعلنة.

 

ورغم الانتعاش الذي شهدته الحركة السياحية في بعض الشهور الماضية متجاوبة مع مظاهر الازدهار السياحي علي مستوي العالم ونتيجة لبعض فترات الهدوء في الشارع المصري.. إلا انه مازالت التصريحات السلبية التي تتناول الانشطة السياحية تمثل تهديدا صريحا لانطلاقها وتعافيها لتساهم في عملية الترميم الاقتصادي.
<<<
وكما يقولون فإن هناك شكوكا في موقف الجماعة وبالتالي ادارتها السياسية من خلال الرئيس المنتخب وما سوف يصاحب ذلك من تشكيل وزاري. ان جميع العاملين في هذه الانشطة السياحية بشكل مباشر والذين يقدر عددهم بأكثر من ٥.٢ مليون مواطن مصري بالاضافة إلي ما يقرب من اربعة ملايين بشكل غير مباشر يقدر ما يعولونهم بأكثر من عشرة ملايين يجدون انفسهم في حالة ترقب لما هو قادم.

 

 انهم لا يشعرون بالامان علي المستقبل رغم ما سمعوه من تطمينات واضعين في اعتبارهم التهديدات وعمليات تفريغ السياحة من مضمونها المتعارف عليه. من المؤكد ان الذين صدرت عنهم هذه التصريحات المثيرة للخوف لها تأثير سلبي علي مسيرة الاقتصاد القومي. لا احد من الذين يفهمون الاقتصاد في هذا البلد يستطيع ان ينكر مساهمة السياحة طوال السنوات الاخيرة في تحقيق عملية الانقاذ الاقتصادي لهذا الوطن.

 

 ان المليارات من العملة الصعبة التي قامت بضخها السياحة في شرايين هذا الاقتصاد القومي شاركت بشكل اساسي في سد الاحتياجات الضرورية الي جانب تحويلات المصريين بالخارج وايرادات قناة السويس.. إن أي مساس بهذه الصناعة يعني اضافة عنصر جديد للتراجع الاقتصادي يضاف الي العديد من الضغوط والمنافسة الخارجية التي نتعرض لها من الخارج.
<<<
علينا ونحن نصدر التصريحات غير المسئولة التي قد تعني التعبير عن أي اتجاهات دينية ان نتذكر ان أهم الدول المنافسة سياحيا لمصر حاليا تتركز في تركيا التي تخضع لحكم اسلامي يقوده حزب التنمية والعدالة بقيادة رجب اردوغان. عليهم ان يراجعوا ما يقوم به هؤلاء للحفاظ علي حركة السياحة وتنميتها حتي وصلت الي ما يقرب من ثلاثين مليون سائح ينفقون ما يزيد عن خمسة وعشرين مليار دولار لصالح موازنة الحكومة الاسلامية التركية. نفس الشيء يحدث ايضا في دولة ماليزيا الاسلامية التي استطاعت ان تستحوذ علي نسبة كبيرة من السياح العرب المسلمين الذين كانوا يأتون إلي مصر.
<<<
ان مصلحة مصر الاقتصادية تتطلب ان نكون عقلاء وان نعمل علي استثمار كل ما نملكه من امكانيات طبيعية وتراثية انعم الله بها علينا. لا يجب افساد هذا الاستثمار تحت شعارات تقوم علي شكوك واتهامات وتوجهات غير صحيحة تتعارض مع الصالح الوطني لشعب مصر الذي يتطلع لحياة كريمة مثل كل شعوب الدنيا.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله