تمبكتو "المسلة" …. واصل الإسلاميون الذين يسيطرون على تمبكتو، شمال مالي تدمير عتبات دينية بهدمهم باب جامع يعود إلى القرن الخامس عشر بعد أن دمروا نهاية الأسبوع الماضي ستة أضرحة من أصل 16 لأولياء مسلمين في المدينة.
قال شهود عيان إن المتمردين الإسلاميين المسيطرين على بلدتي تمبكتو وجاو شمالي مالي دمروا المساجد الأثرية في تمبكتو وواصلوا تدمير الآثار التاريخية.
وذكر شاهد عيان يدعى حمزاتو محمد يعيش في تمبكتو أن الإسلاميين حطموا بابا يؤدي إلى ضريح داخلي في مسجد سيدي يحيى الذي يرجع للقرن الخامس عشر. ويتردد أن الباب ظل مغلقا لأعوام. وقال محمد لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عبر الهاتف "لم يكن أحدا يفتح هذا الباب وإنه رمز .. لا يمكن لأحد هنا أن يتصدى للإسلاميين الذين يريدون فقط تدمير أي شيء يمثل أهمية لنا وهم يواصلون أفعالهم دون توقف". وجرى تدمير سبعة أضرحة ودور عبادة إسلامية في البلدة مطلع هذا الأسبوع . وأضاف "سلبوا منا في البداية حرياتنا"، في إشارة إلى جماعة "أنصار الدين".
وقال خبير الشئون الإفريقية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لازاري إيلوندو أسومو لـ (د.ب .ا) عبر الهاتف إن تدمير هذه المواقع "مأساة". وأوضح بالقول إن "الأضرحة تعد دور عبادة مهمة يتردد عليها سكان تمبكتو منذ 800 عاما .. إنهم مصرون على تدمير جميع الأضرحة الـ16 المدرجة على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي . هذا أمر لا مبرر له ومرفوض".
وتضم تمبكتو، التي كانت مركزا لنشر الدين الإسلامي في القرن السادس عشر، عشرات المكتبات الدينية والفلسفية التي تحتوي على وثائق خاصة بالإسلام وعلم الفلك والتاريخ الأفريقي. ولا يوجد في البلاد أي أرشيف رقمي على الإطلاق . كما تضم المدينة أيضا 16 ضريحا إسلاميا على الأقل .
وأدان الاتحاد الأفريقي اليوم الاثنين التدمير الجاري للأضرحة في تمبكتو، ووصفه جان بينج رئيس الاتحاد الأفريقي بأنه "إجرامي وغير مقبول" . وقال في بيان إنه يشعر بالقلق إزاء تدمير العديد من الأضرحة بمعرفة ميليشيا أنصار الدين في المنطقة المدرجة على قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي، في مالي. من ناحيتها، وصفت حكومة مالي تدمير الأضرحة بأنه "مروع ويشبه جرائم الحرب"، وطلبت العون من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لوقف أعمال العنف.
وأكد متحدث باسم "أنصار الدين" للمواقع الالكترونية الإخبارية مسئولية الجماعة عن هذه الأعمال. وسيطر الإسلاميون على المنطقة في آذار/مارس الماضي مع المتمردين الطوارق العرقيين. ولكن تم طرد الحلفاء السابقين لتبقى المنطقة في يد جماعة أنصار الدين وحدها. وتقول اليونسكو إن تدمير الأضرحة أمر"مروع للغاية" نظرا لأن هذا الدمار لا يمكن إصلاحه.
كذلك صدرت إدانة من الجزائر التي تعتبر أن الأولياء والعلماء المدفونين في الأضرحة "ساهموا في ازدهار الإسلام في المنطقة ونشر قيم التسامح والروحانية". كما اعتبرت اليونسكو أن الإسلاميين يشكلون خطرا على مدينة تمبكتو الأسطورة التي كان يطلق عليها اسم "مدينة الأولياء الـ333" في إشارة إلى رجال دين دفنوا هناك تبركا بهم. بدورها اعتبرت فاتو بنسودا مدعية المحكمة الجنائية الدولية الأحد في دكار أن تدمير التراث الديني في تمبكتو قد يعتبر "جريمة حرب" يلاحق مرتكبوها.